الصفحات

الصفحات

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

بلا عودة

سيطرت علية فكرة رؤية احتضان البحر للشمس بانتهاء النهار،ودعا صديقه كي يري معه هذا المنظر .ذهبا إلى الشاطئ المترامي الأطراف ،وانتظرا ميل الشمس واستقبال البحر لها ، وعندما هاله المنظر الذي وصفه بأنه رهيب ، وأحزنه لدرجة البكاء الذي تدرج حتى صار نواحاً وعويلاً ، احتد عليه صديقه عندما رآه يفعل هذه الحركات الغريبة ، صاح في وجهه أن يكف عن نواحه ، ثم أخذ يربت على كتفه ، وأجلسه بهدوء على الرمال ، والموج يداعبه و يدغدغه في قدميه ، وشرع في سكب ماء البحر على وجهه ، إلا أن اللون المائي الأزرق المسكوب صار بين يديه ووجه صديقه بألوان أخرى ، حتى أنه انتزع اللون من الشمس ، زاد ذلك من أوجاع صديقه وأحزانه ، وجعل يرتقب عودة اللون للشمس من جديد ، لكن اليأس كان قد تسرب إليه شيئاً فشيئاً،فقضى على كل أماله بعودة الشمس ثانية، إلا من أمل واحد هو أن يدخل إلى أعماق البحر فينتزعها من باطنه ، فقام فزعاً، وتحرك كأنما يكسر باباً ليس لديه مفتاحه، وعدا بناحية البحر ، واستمر في عدوه ، وارتمى عليه الآخر يمنعه مما سيفعله، لم يقدر على الإمساك به إلا من تلابيبه، لكن المد لم يعطه فرصة الثبات لأقدامه ، كي يخرج صديقه، كما أن الجذر أخذ بصديقه إلى حيث يريد .
…… إلى الأعماق…………
لم يملك الآن إلا الرجوع وحيداً بغير صديقه الذي راح فداءً للشمس ، فاتجه ناحية الشرق بخطى ثقيلة، وبينما هو في طريق العودة ، إذ ظهر النور إلى الدنيا من جديد ………
… … … ……… لكنه كان هذه المرة بدون صديقه …………………

هناك 5 تعليقات:

  1. اسعدنى زيارة مدونتك وبجد بوست رائع وكلماتك جميلة

    احمد الشاعر

    ردحذف
  2. عزيزي أحمد الشاعر
    لك مني كل الحب والتقدير
    شكر لك ولمرورك الكريم
    يسعدني تكرار الزيارة
    وأهلا بك صديقا

    ردحذف
  3. أجمل ما في البوست ده أنه أخذني معاه في رحلة فعشت معهم ذلك اليوم و تألمت معهم

    أسلوب جديد و رائع

    استمر

    ____

    كريمان زمزم

    ردحذف
  4. شكرا لك كاريمان
    وحمدا لله عل وصولك للبلاد سالمة

    ردحذف
  5. رائـــــــع بجد فنان
    تحياتي
    وتقبل دعوتي لزيارة مدونتي المتواضعه

    ردحذف

)) تكلم حتى أراك ((