نبكي نحن دائما منتظرين من يربت على أكتافنا . مستثمرين البكاء كاحسن استثمار في بورصة الخيبة والتكاسل .لا نعرف ـ لأنه لم يعلمنا أحد ـ ما هي حدود وأخلاق وأمال البطولة . لم يكن في مخيلتنا فقط إلا أن يهبط علينا ملائكة بدر مجددين العهد لنا في أرض ملاعب الكرة .
.....................................................
وقع الحال أننا كشعب يخرج من بطنه منتخب . والمنتخب أفضل صفوة أحلام وعقول ولياقة وأهداف الشعب .
وحين يصعب تحقيق الحلم على الشعب يكون من المفترض أن يتصدى لتحقيقه المنتخب .
لكنه لم يكن منتخبا بحق إلا في تمثيلنا وتوضيح صورتنا الموجودة والمعهودة والحقيقية .
فلم يكن لي علم بخيال من يريد تحقيق غبر الواقع المعهود .
ماذا زرعت اليوم لكي تحصد غدا ؟!
أنظر إلى نفسك كفرد ـ رجل أو امرأة ـ ما الذي سعيت إليه بشرف وزال عنك تحقيقه ؟
ما الذي أسفرت عنه تجاربك العظيمة في ميدان حياتك وعملك ؟متى كنت على قدر أو في نطاق المسئولية ؟
لم تكن أيها الشعب المصري غير سائل ولم تعتبر نفسك في أي يوم مسئولا عما يجري وما جرى وما سوف يجري بتاريخك الذي نلوح به من وقت لأخر ولا تعرف إن سألت ـ الأغلبية ـ عنه شيئا .
شعب بلا استثناء فيه يحاول الركض في الاتجاه المعاكس على أمل زائف فيه أن يكسب السبق الذي يدور في الناحية الأخرى .
هل كنا فعلا نستحق الفوز كشعب وليس كمنتخب أم كنا نستحق الخيبة والهزيمة .
أعتقد أن هزيمتنا من امريكا هزيمة واقعية جدا فنحن بلد عشوائية وهم ولايات الناطحات والحرية . يكفي لهم فخرا أنها ولايات متحدة ، ونحن شعب متفرق مقطعة وصلاته وأوصاله .
من الذي يريد من المنتخب الذي جاء بنتيجة واقعية جدا في سباقه الاستثنائي ، أن يحقق بطولة أو أن يحقق إنجازا ؟
يقولون في الأمثال : (( اللي ما يشوفش من الغربال ، يبقى أعمى )) . ونحن للأسف بلا بصر أو بصيرة .
بلا أمل واثق .
شعب يعطيه الله الماء والشمس والتربة الخضراء كما أنزل على اليهود المن والسلوى دون عناء ، ويرفضون جاحدين نعمته أن يعملوا عملا صالحا ينزههم عن الفشل والكسل .
شعب لا يأخذ أو يتلقى فرصته في هز جذع نخلة تقدمه كما أمر الله مريم البتول وامتثلت لأمره .
شعب يصيح صيحة الأسد في وجه منافقيه ، ويفر فرار الجرذان من عصا مستعبديه .
فيا من تملك النزعة لتعاقب منتخبا للكرة يمثلك بكل مساوءك التي فيك كشخص من هذا الشعب .
ويا من تحتار حيرة المجنون من هزيمة مباراة ، ومن تصرفات لاعبين .
بالله عليك ..... أنبأني بما قدمت أنت أو أخرت .
أخبرني بأي حق تبغي وضع الحساب والجزاء على هذه الفئة المغلوبة على أمرها .
نعم .. فمنتخبنا مغلوب على أمره ، لأنه يحمل نفس الجينات ونفس الصفات والتصرفات .
حيث يلهو حين لا ينفع المكان والزمان لممارسة اللهو . ويلهث ويتعصب من أول استفزاز وتصادم .
فإن كان يسري عليه لفظ المنتخب .
فلأنه منا فقط ونحن منه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق