نفس المكان ,لحظات اخرى ترسم طريقها الى الواقع و نفس المسافة الرمادية التى تفصله عن نفسه ."انته غاوى تعب " . جالس فوق سلة المهملات المقلوبة يتابع العصافير تدخل الحجرة لا تجد فيها حبا - تخرج بسرعة - . يسرع باغلاق النافذة حتى لا تدخل عصافير اخرى فتصاب بالاحباط."النهارده يوم جديد..". يبدأ في النظر إلى ساعة حائطه التي اعتراها تراب الزمن فما عادت تدق .منتظرا في قرارة نفسه أن تقع في أي لحظة .
كان يحس قديما في دقاتها نشاطه الذي يبعثه فيه حركات عقرب ثوانيها السريعة
مالت هي كما مال حظه المنهك ، واستشرت فيها مخلفات سكن عنكبوت عاش حياة قصيرة قديمة .
يركض بداخله خلف هذه التأثيرات الرمادية شعوره الدائم بأنه بحظ متعب قد فقد فيه جلاله واستقامته وأحلامه الفاشلة .
مازال مصرا أن السبب منه ، وأن دورات حوادث الكون لا تتحرك في داخل حجرته الضيقة تلك والتي تكتسي بلون رتيب باهت لم يجدد منذ حركات لا متناهية من عقرب الساعات بساعة حائطة المهملة
يعبث بخصلات شعره الأشعث المعقود بلفات متناقضه تنبئ عن فكر قد تراخى من كثرة الاستعمال خارج إطارته الشرعية .
يتذكر أنه لم ينظر في مرآة نفسه المتكسرة من خبطات قاضيات للزمن المسيطر مرددا اللعنات المكبوتات داخله لواقعيته المرة الطعم " الشركة استغنت عن خدماتك ... انته ما سمعتش ولا ايه؟".
فى غفلة من ذاته قرر أن يتحداها كما كان يفعل ...إمتدت أناملة بإرتعاشه و فتحت دولاب ملابسه ليقف عاريآ أمام مرآة ذاته ..بهتته المفاجأة لتصدر زفرة حارة مختلطة بأه طويلة ..كل تلك السنين إختزلتها ملامحة لترسم أخاديد على وجهه المتعب من كثرة الإهمال أو من كثرة التفكير فكلاهما دمرة و لم يبقي له شيئآ من ذاته سوى صورة متواضعة لشاب مبتسم سعيد فى مقتبل العشرين يعلقها على ضرفة الدولاب...
إرتطم الدولاب محدثآ دويآ أيقظة و كان الدولاب نفسة يعلن تمرده على إستسلامة و يأبى الخضوع لذلك الشعور الطاغي بالإنكسار و الهزيمة الذى يغلف الغرفة بضباب سام .......................
ألقى بجسدة المرهق المستنزف على السرير ..أغمض عينيه يستجدى بقايا أحلام تكسرت على شطئان وحدته فى معارك أعلن هو إنهزامة لخجلة من المبادرة و خوضها .مازال يذكر جيدآ شجرة المشمش التى كانت تلقي بظلالها على الحديقة ...
لم تتخل أمه مرة عن أن تودعه سريره في براح الحديقة معلقا بأذرعة شجرة المشمش تلك . كان ينتمي لتلك الشجرة وتنتمي إليه ، يركض أول رجوعه من خارج البيت ليقبل جزعها .
..تذكر ذاك الصبي الصغير الذى كان يركض فى حديقة المنزل محدثآ دويآ و حياة ..سافرت ذكرياته إلى صبي فى السابعة يحمل ذات التقاطيع و الإسم يقف على إستحياء ينظر إليها بفضول و دهشة ..فتاة فى الخامسة تلعب الريح بضفيرتها الطويلة تحمل عروسة صغيرة و تجلس على درجات السلم تلعب بهدوء و تسترق نظرات إلية ..سمع والدته تناديه من التراسينه و تطلب منه اللعب مع ملك جارتهم الجديدة ...أغمض عينيه بقسوة من يطرد الحلم و يدمر الذكريات بقبضة يده ..
" قولى طعم المشمش بتاع شجرتكم حلو؟"
"مش عارف "
"ازاى"
" مادقتوش"
لم يذق طعم المشمش .. فقط اكتفى بان يتامل تقاطيعه
يا لها من تقاطيع رسمت على قلبه منذ كان رضيعا ، كان دائما ما يتسلقها ومعه كتابه المدرسي ليقضي أغلب النهار هناك عالقا بفروعها ومتعلقا بحنانها المشمشي
يرى وهو في علوه من فوق الشجرة حبيبته ملك وهي تنادي عليه من تحته وتحذره من أن تزل قدمه أو أن يحترس من أن يفقد توازنه .
إلا أنه كان دائم التورط في إثارة خوفها عليه أو قلقها من مشاكساته التي دائما ما تنتهي من تفاوض معها على النزول من علو الشجرة إلى ثبات الأرض. تجلس بجوارة تحت الشجرة تحدثه عن حلمها " لما اكبر حكون مدرسة زى ماما واتجوز اجيب ولد وبنت" و هو مستسلم لإيقاع صوتها الرقيق ..تلامست أناملهما بحركة خاطفة مودعة و هى تركب السيارة و ترحل بعيدآ ..لم يشعر بدموع ساخنة تنساب عى وجهه لتغسل بقايا حلم ..
لكنه جلس تحت الشجرة تصرف بلامبالاة كأنه لم يراها و لم يحلم بتلك اللحظات التى سيعترف لها بمشاعرة ....
إبتسم بأسى و هو ينظر إلى سقف الغرفة الرمادية
********************************
*********************************
فكرة وبداية ومونتاج وإخراج : حسين الخياط
مؤثرات وإضافات وإدراة إنتاج : لينــــا نابلسي
مشاركة متواضعة : أحمد حشمت
كان يحس قديما في دقاتها نشاطه الذي يبعثه فيه حركات عقرب ثوانيها السريعة
مالت هي كما مال حظه المنهك ، واستشرت فيها مخلفات سكن عنكبوت عاش حياة قصيرة قديمة .
يركض بداخله خلف هذه التأثيرات الرمادية شعوره الدائم بأنه بحظ متعب قد فقد فيه جلاله واستقامته وأحلامه الفاشلة .
مازال مصرا أن السبب منه ، وأن دورات حوادث الكون لا تتحرك في داخل حجرته الضيقة تلك والتي تكتسي بلون رتيب باهت لم يجدد منذ حركات لا متناهية من عقرب الساعات بساعة حائطة المهملة
يعبث بخصلات شعره الأشعث المعقود بلفات متناقضه تنبئ عن فكر قد تراخى من كثرة الاستعمال خارج إطارته الشرعية .
يتذكر أنه لم ينظر في مرآة نفسه المتكسرة من خبطات قاضيات للزمن المسيطر مرددا اللعنات المكبوتات داخله لواقعيته المرة الطعم " الشركة استغنت عن خدماتك ... انته ما سمعتش ولا ايه؟".
فى غفلة من ذاته قرر أن يتحداها كما كان يفعل ...إمتدت أناملة بإرتعاشه و فتحت دولاب ملابسه ليقف عاريآ أمام مرآة ذاته ..بهتته المفاجأة لتصدر زفرة حارة مختلطة بأه طويلة ..كل تلك السنين إختزلتها ملامحة لترسم أخاديد على وجهه المتعب من كثرة الإهمال أو من كثرة التفكير فكلاهما دمرة و لم يبقي له شيئآ من ذاته سوى صورة متواضعة لشاب مبتسم سعيد فى مقتبل العشرين يعلقها على ضرفة الدولاب...
إرتطم الدولاب محدثآ دويآ أيقظة و كان الدولاب نفسة يعلن تمرده على إستسلامة و يأبى الخضوع لذلك الشعور الطاغي بالإنكسار و الهزيمة الذى يغلف الغرفة بضباب سام .......................
ألقى بجسدة المرهق المستنزف على السرير ..أغمض عينيه يستجدى بقايا أحلام تكسرت على شطئان وحدته فى معارك أعلن هو إنهزامة لخجلة من المبادرة و خوضها .مازال يذكر جيدآ شجرة المشمش التى كانت تلقي بظلالها على الحديقة ...
لم تتخل أمه مرة عن أن تودعه سريره في براح الحديقة معلقا بأذرعة شجرة المشمش تلك . كان ينتمي لتلك الشجرة وتنتمي إليه ، يركض أول رجوعه من خارج البيت ليقبل جزعها .
..تذكر ذاك الصبي الصغير الذى كان يركض فى حديقة المنزل محدثآ دويآ و حياة ..سافرت ذكرياته إلى صبي فى السابعة يحمل ذات التقاطيع و الإسم يقف على إستحياء ينظر إليها بفضول و دهشة ..فتاة فى الخامسة تلعب الريح بضفيرتها الطويلة تحمل عروسة صغيرة و تجلس على درجات السلم تلعب بهدوء و تسترق نظرات إلية ..سمع والدته تناديه من التراسينه و تطلب منه اللعب مع ملك جارتهم الجديدة ...أغمض عينيه بقسوة من يطرد الحلم و يدمر الذكريات بقبضة يده ..
" قولى طعم المشمش بتاع شجرتكم حلو؟"
"مش عارف "
"ازاى"
" مادقتوش"
لم يذق طعم المشمش .. فقط اكتفى بان يتامل تقاطيعه
يا لها من تقاطيع رسمت على قلبه منذ كان رضيعا ، كان دائما ما يتسلقها ومعه كتابه المدرسي ليقضي أغلب النهار هناك عالقا بفروعها ومتعلقا بحنانها المشمشي
يرى وهو في علوه من فوق الشجرة حبيبته ملك وهي تنادي عليه من تحته وتحذره من أن تزل قدمه أو أن يحترس من أن يفقد توازنه .
إلا أنه كان دائم التورط في إثارة خوفها عليه أو قلقها من مشاكساته التي دائما ما تنتهي من تفاوض معها على النزول من علو الشجرة إلى ثبات الأرض. تجلس بجوارة تحت الشجرة تحدثه عن حلمها " لما اكبر حكون مدرسة زى ماما واتجوز اجيب ولد وبنت" و هو مستسلم لإيقاع صوتها الرقيق ..تلامست أناملهما بحركة خاطفة مودعة و هى تركب السيارة و ترحل بعيدآ ..لم يشعر بدموع ساخنة تنساب عى وجهه لتغسل بقايا حلم ..
لكنه جلس تحت الشجرة تصرف بلامبالاة كأنه لم يراها و لم يحلم بتلك اللحظات التى سيعترف لها بمشاعرة ....
إبتسم بأسى و هو ينظر إلى سقف الغرفة الرمادية
********************************
*********************************
فكرة وبداية ومونتاج وإخراج : حسين الخياط
مؤثرات وإضافات وإدراة إنتاج : لينــــا نابلسي
مشاركة متواضعة : أحمد حشمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق