ملحوظة : الصورة منقولة من موقع إلكتروني |
البنت التي تخترق زحام عقلك ركضا
إليك .. فتلثمك بقبلة بريئة لتنعش ذاكرة الماضي لديك .. ثم تعانقك بذراعيها
القصيرتين بعشق ولطافة وخفة وردة في حضن نسيم الربيع، ترفع عنك حرج اللحظات الأولى للقاء أول، تقطع عليك كل محاولات الهروب، أو الإنزواء تحت سقف الخجل .
البنت ذات الضفيرتين تكشف عن
أنوثتها البكر أمامك .. تتطلع في عينيك العسليتين اللتين لا ترى بهما غير الظلام
وخيالاتك التي نسجتها فيه .. ولا تستطيع تحقيقها خارجه . تتأملك وتدعوك لمغازلة عقلها وذكائها !! وانت في وسط نيران الغريزة الدنيئة الحارقة .
البنت التي تسمع دندناتها وهي
تلبس خواتمها أمام مرآتها التي تطل على دنيا ضيقة من أربعة جدران وسقف ليس لها
نوافذ أو أبواب للخروج، تغني دائما للحرية والطيران وللوحدة .
هذه البنت هي الحقيقة التي تعجز عن رؤيتها في أحلامك القليلة، والتي تفتقد هي أيضا الأمل في اكتساب مرضاتك، روحاكما بعيدتان غالبا، ضالتان
ملّتا هجر اللحظات السعيدة والسكون .
في الليلة الماضية طلبت منها
ابتسامة ناعمة بنفس مقاس فمها الصغير كي يرحل عن قلبك بعض غمام المساء الكئيب،
لكنها كانت قد فقدت نعومتها تلك .. فجاءت ابتسامتها ساخرة خشنة بطعم الليمون
اللاذع وأثره الكاوي على الجراح الجديدة، فانتبهت أنت إلى سقوط شعرك الخفيف على الطاولة التي أمامك مع قطرات دموع الوحشة والاشتياق للطفل الذي بداخلك، أخذك النوم ليلتها إلى بحر هائج وقمر غاب عن سماء سوداء كاحلة .
صحوت مرغما على صوت دقات الساعة التي ترتكز على حائطك
المشقوق وقد فقدت عقاربها، لم يعد لوقتها أهمية أو معنى، أصبحت دقاتها متشابهة
ودوراتها وهمية .. فتروسها تعمل خلف مناطق الزمن وخارج حدوده .. أما أنت فأصبحت
كالحائط، لا فرق بينكما، غير أنه للأسف، الشقوق التي بداخلك أوسع وأكثر عمقا .