الجمعة، 24 ديسمبر 2010

فيديوهات عرض حكي "أنا الحكاية" بالجامعة الأمريكية

الجزء الأول



-----------
الجزء الثاني



-----------
الجزء الثالث



-----------
الجزء الرابع



-----------
الجزء الخامس



-----------
الجزء السادس



-----------
الجزء السابع

الخميس، 16 ديسمبر 2010

نوبة حب

حينما تنتابني نوبة الحب أكون في حالة ميئوس من شفائها ؛ أحس ساعتها بالدنيا التي تحوطني بدفئها وحنانها اللانهائي، بالليل الذي يمجد أحلامي فيبسط وقت نومي لي لأتنعم بنعيمها، بالقلب الذي يصبح نابضا بالجمال والخيال والدلال ، فتصبح ملابسي متعطرة بعد جفاف ، هو هكذا الحب ؛ نعمة ، وأما بنعمة ربك فحدث .

شهية واقعات الأحبة، مشغولة بالهدوء والصفاء ؛ وأجمل ما يطرزها الطهر والعفة والدموع، نعم الدموع التي تغسل القلوب والأرواح .

أما عن البريق الذي يشع بعيني؛ ليزدادا ألقا ونورا واستقرار فهو بريق المعرفة والثقة ، فالحب يغذيك بهما ويدفعك إليهما لتظل عظيم النفس رابحا في تجاربك .

أعرف أن بحر الهوى لا يستقر دائما وأنه ما يعلو موجه إلا ليهبط وما يهدأ إلا ليهيج ؛ فالحذر واجب ومفروض ؛ لكن المنع يجعلنا أشد طلبا للعطاء والحذر يولد فينا الهواجس والترقب .

فالنزاعات التي تعترض الحب - على العكس - تربطنا رهن إشارته والندوب التي تصيب ذكرياتنا توثقه وتسجل فينا إقرارنا بالمضي قدما رغم الأحداث .

الأحد، 5 ديسمبر 2010

ابتهال

أحتاج إليكِ حاجة المبتدأ للخبر ، والموصوف للصفة ، وأتغير لبعدكِ تغير المجرور بزوال حرف الجر ، وأنتمي إليكِ انتماء المشتق للفعل ، لم يعد لي غير صفحتك ، لم يعد لي ملجأ غيرها ، أفترش سطورها تحتي وأتغطى بنقائها في ليلي الشتائي .

كنت وما زلت أبجديتي التي تتقمصني في الكتابة والحديث ، ملهم أنا في حضرتك وأكثر إلهاما في غيابك الذي يشطرني لأجزاء مبددة شريدة ، لكن ما أجمل الجمع بك بعد الشتات .

كانت العينان دائما دليلي وعشقي ، فبعينيك مفتاح السلم الموسيقي الذي أصعد به عنان سمواتك لأفوز بجنة الخلد بين ذراعيك .

راوغيني كثيرا ، فقد مللت السكينة ، ولا أخفي عليك إن الهدوء في الحب متلف ، ومعدي ، وغير مستساغ .

أحب ردودك المخالفة لتوقعاتي ، وأعشق إنتظاري لخلقها أمامي طازجة ، مدهشة ، رائعة أنت حينما تفصلين لي مجمل المواقف ، حينما تحكين عن أحلامك التي رأيتها ، عن الألم الذي يستبيح رقة قلبك ، عن الوجع الذي يلتهم دموعك شيئا فشيئا ، عن الزمن الذي يدور ويدور لينقلب عليك ، عن الموت .

لأجلي أرجوك لا تتمني الموت ، لا تتمنيه أبدا حتى وإن نفذ مخزون صبرك ، لا تتركي لهم فرصة أن يروك بدوني أو أن يروني بدونك .

--------------

وللحديث بقية

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

خط طول ودوائر عرض


بالداخل هنا ، أمامك مباشرة على مرمى البصر ، أكون في خلوتي وحدي ، أجمع حولي إجابتي التي بلا أسئلة ، وأسئلتي التي بلا إجابات ، أتذكر لأنسى ، وأنسى لأتفكر ، أحيا بعد موت مضى ، أحيا حياة جديدة ، حياة خالدة .
تشتاق إليّ خطوطي على الورق الأبيض الناعم الخد ، الناصع البراءة ، فأحب رائحته التي أتنسمها وأنا مغمض العينين كقطة وليدة .
أنا اليوم مقسّم كالكرة الأرضية ، بخط طول وألف دائرة عرض ، وبينهما مشتبهات لا أعلم مصدرها ، ولا يعنيني أبدا بحث مرهق ، عن سراب مخيب للأمال ، فليس بعد الفقد حزن .
الدرس الذي تعلمته غاية في الصعوبة ، لكنني كنت تلميذا نجيبا ، يحسن الاستماع كما يحسن الصمت ، ويجيد فن الاحتمال والصبر ، إلا أن الوخز العميق دائما ما يفجر دما ودموعا وألاما عصيبة .
ربما كانوا يشترون مني ليبيعوني بثمن بخس ، أو ليرموني بعيدا عن الأيادي التي تلقفتني ، وربما باع لي لأخسر ما جمعت وليفلسني .
بئس الشعور هو الخوف ، وبئس من سل للناس سيف الفتنة ليقطع منهم ويأكل في لحومهم ، بئس ما استحله من دمائهم وأحاسيسهم ، ولعنة الله على المفرقين الطامعين الخائبين.

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

زوال

بالأمس كنت حاضرا لقاء المغامير الأسبوعي بنقابة الفنون التشكيلية .. وارتجلنا جميعا ، فكان اللقاء جميلا بحضور البشر الرائعين وإليكم إرتجالتي التي عنونتها بـ : (( زوال )) ، علما بإن مثير الإرتجالة كان : (( الشمس )) . بالفعل كانت أمسية سعيدة ، لي أنا شخصيا على الأقل .
-----------------------------------

روحك التي تسربت مني أثناء غروب صورتك أمامي وأنت تركب البحر مغادرا بلادك للأبد ، رسالتك التي انتظرت توهج حروفها طويلا بين يدي ـ لم يعد يجدي نفعا تلقيها بعد كل هذه الأيام البائسة ، الظلام قد حل بعيوني ، وأنا الأن معتمة .

كنت أُمنّي نفسي وإياك أنك ستكون ظهرا وسندا ، لكنها الحيلة العاجزة والزمن الجارح ، أبعدك وأبعدنا ، وطرح على بعدنا مسيرة من وجع وكرب .

(( ماما ، أرجوكي متبكيش ، لأني مش هرجع عن قراري بالسفر ، الدنيا بقت ضيقة وبقينا عايشين في شوارع مليانة بلاعات مفتوحة ، كل يوم يسقط واحد مننا ، وأنا مش هستنى لما أغطس تحت الأرض )) .

كنتَ قاسيا وشاحبا ومكسورا ، كنت مصدرا يشع العتمة واليأس والإحباط .

لم أر فيك ابني الذي أحلم به ، ولم أر لي ظلا من ساعتها للآن .

غَرُب وجهك عني من لحظتها ليشرق على أرض أخرى وبشر آخرين ، أحسدهم وأشكو إليهم ضعفي ، فما أقسى الغروب حين يسحب معه الدفء والضوء ويجلب بديلا الموت والذكريات المؤلمة .

لم تكن أنت الوحيد الذي غَرَبْتَ بل غَرُبَتْ روح أبيك بعد قليل من سفرك ، وبقيت أنا وحيدة في منتصف السلم ، لم أصعد لأكتمل ، ولم أنزل لأشارك الأموات حياتهم الخالدة .

قلت لك حينما كنت تصعد سلم البحر ، ليس بك رجاءً ولم يعد لي أمل ، للأسف لم يعد لي أمل .

-----------

الصورة ليست من تصويري ، منقولة من هذا الرابط

الخميس، 11 نوفمبر 2010

الحكاء ـ الراوي ـ الحكواتي


يعد الحكواتي واحدا من أهم وآخر الأشكال الحية المستمدة من التقاليد الشفاهية. تعني كلمة الحكواتي
باللغة العربية الراوي. أصل الفعل (حكى) يعود إلى عملية دمج بين الفعلين (حكي وحاكى) بمعنى قلّد أو تشبّه. أي أن تسمية الحكواتي تشير إلى شخص يريد أن يوصل شيئا إلى الآخر عبر الحكي والمحاكاة، عبر الإلقاء والتعبير الجسدي التشخيصي، عبر الغناء، الكلام، الترتيل والحركة. الحكواتي مشخّص جيد للسلوك الإنساني الحركي ولغاته الدارجة،
وهو كوميدي جدا حينما يقوم بسرد نكتة ومبكي جدا عندما يروي حكاية محزنة.


الحكواتي يوظف جسده، صوته ولغته (البانتوميمية) بغية التأثير على المشاهد، وهو يتلاعب بسياقات الحكي والقصة وتسلسلها لكي يبقى الجمهور مشدود إليه .

المواد التي يحكي عنها الحكوات

ي تتنوع تنوعا هائلا: ثمة قصص مكتوبة وأخرى شفاهية، قصص شهيرة، وأخرى مجهولة، قصص دينية وغير دينية، قصص غنائية وأخرى نثرية.


من أهم صفات الحكواتي هو أن حكايته متغيرة ومتأثرة بجمهور الليلة التي يتم فيها السرد أو الروي. ففي كل عرض يقوم الممثل (إذا صحّت تسميات عرض وممثل) بارتجال السياق الدرامي للحكاية لكي يلائم تلك اللحظة، ويقوم بتأويل جديد في عملية الإخراج. الحكواتي يربط بين قصص مختلفة معتمدا في تحديد تسلسلها على إحساسه بالجمهور.


إن عمليتي بناء خط توتر الحكاية وإسقاط شخصيات الحكاية المروية على الجمهور، هما عمليتان هامتان من أدوات عمل الحكواتي. الحكواتي يوزّع بعض شخصيات الحكاية (إذا صحّت تسمية توزيع الشخصيات) على الجمهور. مثلا: توجد حكاية عن عاشق وثمة فتى وسيم بين الحاضرين أو شاب تمت خطوبته حديثا. يعمد الحكواتي عندما تصل الحكاية إلى قصة العشق إلى إسقاط شخصية العاشق على الفتى الوسيم أو الذي تمت خطوبته حديثا ويتحدث معه وكأنه بطل الحكاية، وإذا تحدث ا
لراوي مع الخطيب الحديث فإن الجميع سيعرف أن العشيقة هي خطيبته مما يستدعي من الحكواتي الحذر في تحديد صفات العشيقة وتعديل مسار الحكاية هنا وهناك بحيث لا تتعرض للمساس بالفتى الوسيم ومحيطه الاجتماعي.

أحيانا يوجد ثمة شخص بين الحاضرين لا يروق للحكواتي لأسباب شخصية ربما أو بسبب عدم اهتمام ذلك الشخص بالقصة. يعمد الحكواتي على إسقاط الشخصية البغيضة على ذلك الشخص، ولكن بطريقة لبقة لا تدفع ذلك الشخص لمغادرة المكان. الطريقة التي يروي بها الحكواتي إذن هي عملية مزيج مستمر بين خط الحكاية، النص الجواني، ما وراء النص والموقف الشخصي للراوي من النص ومن الجمهور.

وجمهور الحكواتي بالطبع لي

س جمهورا سلبيا، بل هو جمهور فعال يشارك في تحديد مسالك الحدث. فعندما يبدأ الراوي حكاية عن بطل معروف ينقسم الجمهور إلى مجاميع: الواحدة تتخذ جانب البطل والأخرى تتخذ موقفا مغايرا. يركّز الراوي، وبفراسة، أثناء سرد الحكاية على معرفة موقف الجمهور (الايديولوجي!) لكي يتمكن بعد تخمين ردود أفعالهم ومعرفة مواقفهم من تقديم حكايته بطريقة متوازنة لذلك الجمهور. وتصل مشاركة الجمهور في عرض الحكواتي إلى مديات بعيدة في كثير من الأحيان: الجمهور (في المقهى مثلا) كثيرا ما يقوم بتهيئة أجواء المكان بشكل مسبق اعتمادا على عنوان الحكاية.


أما أثناء السرد فيستثير المشاهدون بعضهم وإذا ما حدثت مصادمات في الحكاية فأنها تنتقل أحيانا لتتحول إلى مصادمات حقيقية بين الجمهور.

بوعي وفهم واضح لمشاعر جمهوره يحاور الحكواتي الحاضرين ويتلاعب بمشاعرهم: في لحظة متوترة من الحكاية، يتوقف الحكواتي أحيانا عن السرد. ينهض ويغادر إلى بيته.


-------------------------------

النص أو المقال منقول من موقع شهريار

الصور من عرض أنا الحكاية بالجامعة الأمريكية نوفمبر 2010

للإشتراك في صفحة مجموعة أنا الحكاية على الفيسبوك اضغط (هنا)

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

Retelling, revising: 'Ana al-Hekaya' conquers stereotypes through storytelling



Last Saturday, an evening of storytelling was held by the Ana al-Hekaya (I Am the Story) group at the American University in Cairo. The packed hall was buzzing as the eager audience waited to be told a tale. But, as the lights lowered dramatically, a silence fell over the room. The storyteller was about to take the stage.

Ana al-Hakaya was founded by four writers from the Qalat al-Raweya (The Novel’s Citadel) project, developed by the Women and Memory Forum.

In 2009 Ana al-Hakaya was established as an independent group of academics and writers with the aim to represent Egyptian woman with a positive image through their own feminist perspective.

The group also organizes workshops for reviving this image in the minds of a younger generation of writers, academics and researchers.

The stories they tell are based on actual experiences, researched by Pathways for Women’s Empowerment, one of the group’s projects, under the supervision of AUC’s social research center.

Sahar al-Mogy, novelist, academic and storyteller, narrated the first story, “Hata Yaktamel al-Kamar” (Till the Moon is Full) in a soft, sad tone to convey the helpless state of a rural woman who suffers from her husband’s negligence.

The story opens with the woman’s child asking, “When will the moon become full?” After pausing, the mother replies, “The moon cannot be full on its own, the whole world must give it the chance to show its beauty. The moon is moving, but if the world does not move with it, no one will be able to enjoy its light.”

Author Ahmed Heshmat’s descriptive story takes the moon as its main symbol in order to talk about the woman’s struggle. The moon represents all women, who need greater society to stand by her side and support her so that she can achieve her potential and appear as her full self.

“Kaydahom Shamaa” (Lighting Them as Candles) was al-Mogy’s second narration. “Kaydahom Shamaa” is a well-known Arabic expression conveying the idea of dedicating one’s whole life to please someone else. But the title has another profound meaning that al-Mogy slowly and skillfully revealed to the rapt audience.

Al-Mogy told a story of a mother who gave up playing the piano due to her disastrous marriage, which she bears for the sake of her children. But one day after she refuses to submit to her husband’s physical abuse, “her fingers light like candles.” This expression was perfectly expressed through the narrator’s gestures, inciting the audience to picture the mother bringing back the light of hope through playing the piano again.

At first, the two stories seem to have identical themes of female empowerment, dignity and free will. But at the heart of the second story is a battle, its ending conveying the necessity of standing up against oppression from men.

“Al-Sakka Mat” (The Waterseller is Dead) sheds light on the possessiveness of Egyptian men toward their women.

The story is a dialogue between an engaged couple. Dawlat Magdy, the narrator, used two different voices to cleverly switch from one character to the other. The man imposes restrictions on his future bride. She is not allowed to participate in household finances, she must wear loose clothes and abide by all his decisions without any negotiation.

Magdy’s sharp tone emphasizes the man's demanding personality. The woman's tone, in replying to her fiancé's demands, is sarcastic. “Al-saka mat” is another popular Egyptian proverb, illustrating the woman's total denial of her betrothed's old-fashioned concept of dominating woman.

“Gamal Ashmawy," the title of another story as well as the protagonist’s name, tackles another element of our patriarchal society.

Ashmawy is a newly divorced man who wonders why his wife has abandoned him through seeking khula (khula gives an Islamic woman the right to separate from her husband by returning the dowry).

Ahmed Heshmat, the storyteller, listed all the protagonist’s offenses, such as throwing his wife’s books out of the window, taking most of her salary and beating her. From the deluded perspective of the abandoned man, these things seem perfectly normal.

Despite the protagonist’s immoral actions, Heshmat succeeded in adding humor to his negative traits, making the story both poignant and hilarious, and effectively conveying the stereotypical Egyptian marriage and the heroic woman who abandoned it

-----------------------.

ممكن تشوف الموضوع في موقع جريدة المصري اليوم بالإنجليزية... هنا

السبت، 23 أكتوبر 2010

مكتوب

كتب الفؤاد بالدفا والضم والألوان
كتب الفؤاد أحلام منسية ومرمية
وحكى الكتير ع الجفا والصد والإنسان
شافها الغريب عدى ملقاش لها غية
تعبيره كان بالنفي ولا كانش ليه عنوان
ولا كانش ليه حبه ولا كانش ليه نية
كتب الفؤاد أمره مخترش غير سجان
لما قبل يالهجر والقرب كان دية
بين الهوى والمر عاش الفؤاد أحزان
صبح الفؤاد شارب غفلته .. ( هيه )
شاف الكلام يتمنع كان الكلام غلبان
دا اللي يدوق الحب عايشها ف وسيه

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

موواويل الجندي


محمود الجندي فنان وممثل موهوب ، خط عريض بارز وسط خطوط كتيرة رفيعة ، بحبه لما يغني ، وخصوصا لما يقول مواويل .. ماتيجي نسمعه ونتسلطن بأداء رائع ليه في مواويل شعبية لذيذة :)

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

في لحظة إبداع




أحتاج إلى عينين ..

وكفين وديعين ..

وكذلك شفتين ..

أحتاج لخدين ..

قرط ذهبي كالدائرتين ..

ولقلب ينبض ما بين اثنين ..

كي أرسم لوحتنا وأسدد دين

الخميس، 30 سبتمبر 2010

الرسالة

تخيل أنك تنظر إليّ، تخيل اضطرابي ولجلجتي وإنفعالي توترا حين لقياك، تخيلني وأنا أركض خلفك ويدك اليمنى تشدني بقوة على طريق الكورنيش الذي إنشئ للعاشقين أمثالنا ، تخيلني وأنا أتنهد أمامك من التعب ومن اللهفة عليك حينما تركتني لتطارد بعض الصبيان الذين تهكموا علينا ونحن سائرين في إحدى الشوارع الجانبية المظلمة .
هل تخيلت ؟ أم تحتاج بعضا من حكاياتي المسائية التي كنت أقصها عليك لكي تجذب النوم إلى شطوط عينيك السمراء؟ وهل تذكرت صباحنا ونحن راقدين كل منا في سريره لكي ينعش الأخر بما تناوله مؤخرا من أحلام الليل الهادئة ؟
أقسم لك أني كنت أراك كل ليلة في منامي وكنت دائما أتخيل صورتك بجواري كي أنام. وأعرف يقينا أن نهارك دائما ما تمتلأ سويعاته برائحتي وصوتي وتراتيل أغنياتي التي نعشقها معا وندندنها معا .
حبنا هذا الذي كان قاب قوسين او ادنى من الفشل لا يقهر أبدا ، فكلما تطوعت أنت في هدم جزء منه تكاثر ليبني في قلوبنا أجزاء واجزاء وأجزاء ، رفة الأعين بيننا بعشق ملايين أخرين ، وتنهداتنا بحب مشغولين هائمين ، فليس كل محب شغوف ولا كل عاشق متيم ملهوف .
اتسمع دقات قلبي ؟ لكم وددت أن أتسمع دقات قلبك وأنا واضعة رأسي على جانبك الأيسر ، ولكم تجاوزت حدودي معك ، لكني أعرف أنه ليس بين المحبين حدود وفواصل .
سمرتك ونظارتك طريقتك وأنت تأكل قطعة الشوكلاته تبعث في نفسي لهيب الشوق إليك، وترسل إشارات وعلامات ليس بينها حُجُب بأنك من تمنيت لتكون حبيبي فكنت، أعرفك منذ بدايتي رغم عدم لقائنا ، كنت تأتي إلي طيفا وروحا برية لتلملم حزني وألامي التي ضايقتني كثيرا.
كنت أعرف لونك واسمك حتى قميصك الأبيض كان معلوما لدي.. ألم أقل لك بأني كنت اعرف عنك كل شيء ، صدقني .. فالمحبون يرون بعين الروح ويطالعون مستقبلهم في صفحات نومهم .
هذه أولى رسائلي إليك ، بعد لقائنا الأول ، أرجو أن تردها علي بما يشبع نفسي ويسكت لهفتي ، يا ظلي الذي تركته في البلاد البعيدة أنا روحك التي تنتظر جسدها لتعيش بين مفردات الحياة .. فلا تتأخر عليّ .
حبيبتك (وفاء)ـ


الاثنين، 27 سبتمبر 2010

لحظات استمتاع

  1. جزئين التصقا على فراش وثير ناعم شبه مستطيل ، بعد المسافات الذي كان يغلفهما زادهما شوقا لارتعاشات لطيفة محببة ، ودا لو يجتمعا إلى أخر الدهر وأبد الأبدين .

    لون محبتهما الزيتي السائل كقطعة شوكلاته التي ساحت بفعل الحرارة يوهجهما ، ويضيئ عينيهما إضاءات وقورة لامعة ، يشم خلالها كل منهما أحضان بعضهما لحظة الضم والافتراق .

    _ (( أه .. كم من ليل تركته يمضي يا حبيبتي دون أن يخبرني مدى جنونك بي ، وكم من نهار تركني دون أن يطلعني على صورتك ، أو يرسل إلي صوتك المتقطع الهائج .

    أراك كما تشائين وكما يحلو ليه يا زاهرة .. تدللي علي قليلا ، بل كثيرا ، وانزعي مني إرادتي رغما عني )) .

    حبات اللؤلؤ التي بين شفتيها يود لو يقطفها بلسانه ، يحاول مرة أخرى فتصده ممتنعة مما يزيده رغبة وولعا ، يدغدغ أنفها بأنفه ، يدير مفتاحها فتسري كهرباء الوصال لتنتج هزات رقيقات ، (( وما أمتعها من هزات )) .

    _(( لملم ما شئت مني ، فلن تفلت ، فأنا الآن فريستك ، وأنت اصطيادي ، مرت الأوقات التي ضيعناها معا ترفا وتمنعا ، أما الآن فلا مفر منك ، ولا ملجأ مني )) هكذا يسمعها أو يتخيلها تقول .

    تحرك عنقها ليسقط بن يديه ، وتغمض عينيها وعلى وجهها ابتسامة الاستمتاع ، ليسافرا ضد تيار الريح معا ، يضغط على كتفيها بكفيه ليعلو درجات سلمها ، لافحا وجهها بأنفاسه الساخنة .

    يرى في عيونها أبار مياه الحياة فيبحث داخلها عن الارتواء ، ويسبح .. يسبح كي يهتدي إلى شطوطها ، ويتقلب كما لو أنه سقط على جمر من نار ، ويضيف على تقلبه أهات لا تعرف مصدرها .. أهو يتوجع أم يمارس طقوس استمتاعه المكتوم .

    كل لفتة منها تدله على الكثير ، وكل حركة منه من أجلها ولأجله فقط ، لا يردعه انحناءات الطريق ولا وعورته ، فهو كاشف له قديم .

    وعلى الرغم من سرعتها وثورتها تحته إلا أنها تظل تحت إمرته ، بل همها الشاغل أن يكون من اعتلاها على مقربة دائما لكي يحيطها الدفء والأمان ولكي تسري فيها الروح ، مكتوب عليها ألا تمارس حياتها إلا بين يدي حبيبها ، فكل لحظة شوق تمر عليها بعيدا تكون هي في غمار صمت راهب رهيب .

    ـ (( يا عشقي الأول والأخير .. أعدك ألا أهملك ثانية ، ها قد مضى ثلاثون يوما ونحن بعيدين عن بعضنا ، عرفت منك أنك لم تكوني سعيدة أبدا في هذه الأيام الماضية .

    دراجتي البخارية .. لقد مضت فترة الصيانة والإصلاح .. ونحن الآن في أحضان الريح والطريق .. فاستمتعي بي )) .

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

محروسة من التغيير

قاربت أن أتمم من العمر ثمانية وعشرين عاما قضيتها جميعها إلا قليلا على بر هذه المحروسة والتي لم أعي رغم احتفاء التاريخ واحتفاله على مدار السنين التي انقضت في وجودها بتلك الصفة " المحروسة " .

أحس أننا كمن يعيش على ظهر سفينة تجري في عرض البحر تتقاذفها الأمواج العالية والرياح العاتية والأرواح الشريرة .. لا يملك قبطانها من الأمر شيئا ـ معذور هو فليس لديه صحة ولا نفس أو مجهود ينفقه فداها أو لأجلها ـ يغيب في غيبوبته ويصحو على خبر إنقطاع الكهرباء عن مرضى المستشفيات الحكومية بعد أن أصبحوا مرحومين .. فيتثائب ، أو يصحو من سباته على تسمم الفلاحين الكادحين بمياه الصرف الصحي والتهام الكبدي الوبائي لهم بالملايين فيمد ذراعيه " ليتمطع " .

يطلع عليهم كل عام بسحنته التي أكل عليها الدهر وشرب ليحتفل معهم بذكرى ضربته الجوية الحديدية الفولاذية ، التي أنشأت المترو والبنية التحتية .ش

هذه البنية التحتية التي دائما ما يفتخر بها وبإنشائها دائما " الحزن " الحاكم الجاثم على صدور وقلوب الشعب المطاوع المهاود ، إلا أنك حين تبحث عن البنية فإنك لن تجد يا سيدي تحتية ولا فوقية ولا جانبية ، وفتح عينك تأكل ملبن .

على أي شيء هي محروسة إذن ، ومن هو حارسها .. ستقول لي بملء فمك : الله ، أقول لك : ونعم بالله .. لكنني يا سيدي أحدثك عن البشر ، عن صناع الحياة ، عن الثمانين مليون نائم وخامل وضائع وصايع ورد شوارع .

أحدثك عن الشباب الذين يجتمعون لينفذوا تحرشاتهم بدأب ليلات الأعياد إحتفالا وبهجة ببلوغهم سن الهياج ، أحدثك عن الشحاذين الذين يمدون الأيادي بكل تفان وإخلاص وهمة فلا يتركونك إلا وقد أخرجت من جيبك ما يطلبون وإن لم تخرج .. فقط ببنطالك هم خارجين .

أحدثك عن الفلاحين الذين يزرعون البرسيم دأبا عوضا عن القمح لتأكل البهائم وتشبع وليمت أكلو خبز الحكومة في طوابير التلاحم والزحام .

لون هذه البلد أصبح رماديا باهتا بطعم مرير مسموم ، وهواءه ملوث خانق تعلو أجوائه سحابة سوداء وترتفع درجة حرارته لأعلى درجات الغليان الإجتماعي والسياسي المرشوش ببعض بهارات الفتن الطائفية والطبقية وسلم لي على اللصوص و" الحرامية " .

هل لديك حل لإنقاذ 80 مليون فرد معوز محتاج قصير اليد والعين والعقل ؟ هل لديك أجوبة عن ولعهم بالخنوع الذي يسمونه رضا ، وبالقهر والتعذيب الذي يسمونه قلة حيلة وقدر .

ينتظرون أن تأتي إليهم ملائكة السماء برياح التغيير دون أن يصيبهم أذى أو رهق . يحبون أن يقفوا على عتبات الدار ويجلسوا على الحيطة لكي يروا الزيطة ويسمعوا الزمبليطة دون أن يفكروا بأن يمسحوا من على أقدامهم نقش الحناء

السبت، 12 يونيو 2010

سفر التكوين ـ لأمل دنقل

(الإصحاح الأول)
في البدء كنت رجلا.. وامرأة.. وشجرة.
كنتُ أباً وابنا.. وروحاً قدُسا.
كنتُ الصباحَ.. والمسا..
والحدقة الثابتة المدورة.
… … …
وكان عرشي حجراً على ضفاف النهر
وكانت الشياه..
ترعى، وكان النحلُ حول الزهرُ..
يطنُّ والإوزُّ يطفو في بحيرة السكون،
والحياة..
تنبضُ - كالطاحونة البعيدة!
حين رأيت أن كل ما أراه
لا ينقذُ القلبَ من الملل!

* * *

(مبارزاتُ الديكة
كانت هي التسلية الوحيدة
في جلستي الوحيدة
بين غصون الشجر المشتبكة! )



(الإصحاح الثاني)

قلتُ لنفسي لو نزلت الماء.. واغتسلت.. لانقسمت!
(لو انقسمت.. لازدوجت.. وابتسمتْ)
وبعدما استحممت..
تناسجَ الزهرُ وشاحاً من مرارة الشفاهْ
لففتُ فيه جسدي المصطكّ.
(وكان عرشي طافيا.. كالفلك)
ورف عصفور على رأسي؛
وحط ينفض البلل.
حدقت في قرارة المياه..
حدقت؛ كان ما أراه..
وجهي.. مكللا بتاج الشوك


(الإصحاح الثالث)

قلتُ: فليكن الحبُ في الأرض، لكنه لم يكن!
قلتُ: فليذهب النهرُ في البحرُ، والبحر في السحبِ،
والسحب في الجدبِ، والجدبُ في الخصبِ، ينبت
خبزاً ليسندَ قلب الجياع، وعشباً لماشية
الأرض، ظلا لمن يتغربُ في صحراء الشجنْ.
ورأيتُ ابن آدم - ينصب أسواره حول مزرعة
الله، يبتاع من حوله حرسا، ويبيع لإخوته
الخبز والماء، يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبن

* * *

قلتُ فليكن الحب في الأرض، لكنه لم يكن.
أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن!
.. .. .. .. ..
ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ

* * *

قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛ عين بعين وسن بسن.
قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟
ولا تضع السيف في عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن.
ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم، يشعل في
المدن النارَ، يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ،
يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول، يقص الشفاه
وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن.
أصبح العدل موتاً، وميزانه البندقية، أبناؤهُ
صلبوا في الميادين، أو شنقوا في زوايا المدن.
قلت: فليكن العدل في الأرض.. لكنه لم يكن.
أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان -
الكفن!
… … …
ورأى الرب ذلك غير حسنْ!

* * *

قلت: فليكن العقل في الأرض..
تصغي إلى صوته المتزن.
قلت: هل يبتنى الطير أعشاشه في فم الأفعوان،
هل الدود يسكن في لهب النار، والبوم هل
يضع الكحل في هدب عينيه، هل يبذر الملح
من يرتجى القمح حين يدور الزمن؟

* * *

ورأيت ابن آدم وهو يجن، فيقتلع الشجر المتطاول،
يبصق في البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت،
يسكن في البيت؛ ثم يخبئ في أسفل الباب
قنبلة الموت، يؤوى العقارب في دفء أضلاعه،
ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن.
أصبح العقل مغترباً يتسول، يقذفه صبية
بالحجارة، يوقفه الجند عند الحدود، وتسحب
منه الحكومات جنسية الوطني.. وتدرجه في
قوائم من يكرهون الوطن.
قلت: فليكن العقل في الأرض، لكنه لم يكن.
سقط العقل في دورة النفي والسجن.. حتى يجن
… … … …
ورأى الرب ذلك غير حسن!


(الإصحاح الرابع)

قلت: فلتكن الريح في الأرض؛ تكنس هذا العفن
قلت: فلتكن الريح والدم… تقتلع الريح هسهسة؟
الورق الذابل المتشبث، يندلع الدم حتى
الجذور فيزهرها ويطهرها، ثم يصعد في
السوق.. والورق المتشابك. والثمر المتدلي؛
فيعصره العاصرون نبيذاً يزغرد في كل دن.
قلت: فليكن الدم نهراً من الشهد ينساب تحت فراديس عدن.
هذه الأرض حسناء، زينتها الفقراء لهم تتطيب،
يعطونها الحب، تعطيهم النسل والكبرياء.
قلت: لا يسكن الأغنياء بها. الأغنياء الذين
يصوغون من عرق الأجراء نقود زنا.. ولآلئ
تاج. وأقراط عاج.. ومسبحة للرياء.
إنني أول الفقراء الذين يعيشون مغتربين؛
يموتون محتسبين لدى العزاء.
قلت: فلتكن الأرض لى.. ولهم!
(وأنا بينهم)
حين أخلع عنى ثياب السماء.
فأنا أتقدس - في صرخة الجوع - فوق الفراش الخشن!

* * *

(الإصحاح الخامس)

حدقت في الصخر؛ وفى الينبوع
رأيت وجهي في سمات الجوع!
حدقت في جبيني المقلوب
رأيتني : الصليب والمصلوب
صرخت - كنت خارجاً من رحم الهناءة
صرخت؛ أطلب البراءة
كينونتي: مشنقتي
وحبلي السري:
حبلها
المقطوع!

الأربعاء، 12 مايو 2010

ذل الوطن باقي

  • قالوا الوطن باقي
  • والحب مش هيروح
  • أصل الكلام بينا
  • بحري وع المفتوح
  • قالوا الوطن أحلام
  • وسفينه رسايه
  • والموت فدا الأوطان
  • جوه النفوس غايه
  • طب عدي ليه الموج
  • من غير ما يحدفني
  • ما هي موته بشرف
  • والدنيا نسايه
  • يا اللي غويت العما
  • عن نصرة الملهوف
  • شعبك ملاه القرف
  • واللي انفضح مكشوف
  • ذل البلاد في الأرض
  • مع إنها الطاهره
  • واحنا زهقنا كلام
  • والوقفه في مظاهره
  • راجع عليك الدم
  • واولادي ف رقبتك
  • أصلك خفيف الهم
  • بمراره شايله السم
  • شالوها يوم ما اتلم
  • كل الوجع والخوف
  • فينا - ومش ظاهره
  • أرض الوطن تاني
  • أصل احنا جيفه وعدم
  • مش احنا وش كسوف