السبت، 21 فبراير 2009

تجليات نفس


ـ كلما نظرت إلى الغد القريب ، أجدك يا حبيبتي في البعد الغريب
ـ سأعطيك ظهري لتكتبي عليه وشمك الذي لن تمحوه ألامي
ـ لن أكتفي في حبك بالنظر إليك ، بل سأمرر دمي داخل شرايينك كلما تمنيت الحياة
ـ سأبحث في المفردات والفِكَرِ عن معناك ، وفي الخيال والاستعارات عن صورتك
ـ حتى تمكنيني من حبك ، سأظل مرددا اسمك في أجمل أحلامي
ـ لن أكتفي بالشوق لأصل لذروة العشق ، سأكون عاشقا مُجِدداً ، ومعشوقا مُجَدداً
ـ ستتعامد عليكي أشعة حبي طوال أيام السنة ، وستغرقين في بحر الهوى حتى تدركين شطوطي
ـ سأتأخر عليك بقبلاتي ، فكلامي أحر وأمتع من وصل بالشفاه فقط
ـ سأنكر نفسي لأجلك ، وسأعلو عليك عندما تغترين بي
ـ لن تفقدي معي كل شيء ، بل ستكتسبين من نفسي الكثير
ـ عندما يحتاج قلبينا لنبض على إيقاع واحد ، سأكون أنا أنت وأنت عندها ستكونين بلا " أنا"
ـ لا تبحثي عني ، فقلبك يعرف الطريق للوصول وحده ، إنها حسبة القدر والحب

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

إسعافات أولية


ـ من يملك قُوْتَه يملك قُوَتَه .

ـ أنت دائما في وحدة ، مع غيرك أو مع نفسك .

ـ كن كالمساء الذي اكتمل بدره وصفت سمائه ، ولا تكن كالصباح الذي غابت شمسه واجتمعت غيومه .

ـ ضع في يقينك أن الله وحده هو اليقين .

ـ لا تنظر إلى معايبك بعد ذنب فلن تحظى بالتوبة .

ـ لا تخش خفقاتك ، فالقلب يخفق طالما ظل حيا .

ـ لا تكن حاضرا دوما في مجالس أحبابك ، فكثر الحضور تفقدهم لذة الشوق إليك .

ـ إعط للعاصفة ظهرك حتى ترى طريقا للمواجهة أو الهرب .




السبت، 7 فبراير 2009

الحلاج وواقع مهضوم 2

ولما كان الحلاج قد أثار بكلامه غضبا للأخرين ، مما جعل حضوره بقوة في مجال تفكيري هذه الأيام .(*)
نعم .. فما فائدة الكلام إذا كان الصمت منا يجعلنا في مصاف الرضا من الأخرين .
أغضب أنا عندما يحاسبني أحد على رأيي الذي صرحت به من قبل ، أغضب أكثر عندما لا يكترث أيضا ببياني له إختلاف الموقف واختلاف الكلام أو الرأي المصاحب له تباعاً .
أعلم أنه : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (1) ، كما أعلم أيضا أنه : لا يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم (2) .
ما المقياس إذن ؟
يقولون أن الله قد خلق لنا أذنين وفما واحد لنسمع أكثر مما نتكلم ؟
هه .. وما فائدة الأذنان إذا كان الصمت لنا قاعدة ومنهاجا ؟
ولمن نؤثر الصمت إذا كان كثرة المتحدثين كغثاء السيل ؟! (**)
تعتمل هذه التساؤلات داخل عقلي كثيرا .. أحدث نفسي أحيانا ، لكنني لا أطيق ما بي وحدي ، يجب أن يتحمل الأخرون معي ما بي ، فلست أنا نبيا حتى يرسل الله إليّ جبريل عليه السلام ، ولا أزعم الولاية ليؤيدني الله بكراماته .
لكن لمن أوجه كلامي ؟ أعلم أنكم كلكم ستستمعون إليّ .. إلا أنه من عليه عبء الرد ؟
من عليه مسئولية إجابة أسئلتي ؟
يقول الشيلي صاحب الحلاج وتلميذه : (( أنا والحلاج شئ واحد، فأهلكه عقله وخلَّصنى جنونى ! )) ، في إشارة منه إلى إدعائه الجنون عندما واجهوه بكلامه لكي ينجو من القتل والاتهام بالمروق على الدين ، وذلك غير ما وقع من الحلاج فلم ينف ما قاله أو يدع الجنون ، لذا فقد قتل الحلاج شر قتلة ودخل الشيلي البيمارستان .
يقولون من تكلموا عنه من السابقين أنه عارض القرءان ، إلا أنه للأسف لم يأت واحد منهم بكلام له يعارض القرءان فيه ، أو يتشبه فيه بما نزل من ربي العليم .
عندي يقين أنه عندما يثور الخلاف حول امرء ، يكون هذا المرء صاحب نفسه ، أي أنه لا يبالي بالعامة ممن لن يفهموا ما درج إليه أو ما ولجت إليه روحه .
وأن هذا المرء ما ينطق لأجل رضوان أحد أو لسخط أحد ، بل ينطق لنفسه ويدون لها تاريخا تحتفل به عندما يفارقها في أخر المطاف .
لم تكتمل الصورة عن الحلاج بعد ، فلست أنا برسام لشخصيات التاريخ ، ما أنا إلا أخذ دلالة لنفسي تعينني على إجابة أسئلتي ، فأنا السائل والمجيب .
يقول الحلاج عن المزج الذي اتهموه به : (( مَنْ ظنَّ أَنَّ الأُلُوهِية تَمْتَزِجُ بالبَشَريَّةِ، فقَدْ كَفَر )) .
وعن الحلول المتهم به أيضا يقول : (( إِنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ هِىَ تَوْحِيدُهُ، وتَوْحِيدُهُ تَميُّزُهُ عَنْ خَلْقِهِ، وكُلُّ مَا تَصَوَّرَ فِى الأَوْهَامِ فَهْوَ ــ تعالى ــ بِخِلاَفِهِ ، كَيْفَ يَحُلُّ بِهَ، مَا مِنْهُ بَدَأ .. )) .
(( (طاسين الأزل والالتباس) ما نصُّه : اشتقَّ اسم إبليس من رسمه ( يقصد : لأنه التبس عليه الأمر فى الأزل) فغيِّر عزازيل، العين لعلق همته (يقصد : لأنه تعلَّق بالله على التجريد فلم يسجد لغيره) والزاى لازدياد الزيادة فى زيادته (يقصد : لأنه أزاد على كونه طاووس الملائكة، كونه الوحيد الذى لم يسجد لغير الله) والألف إزادة فى أُلفته ، والزاى الثانية لزهده فى رتبته، والياء حين يهوى إلى سهيقته، واللام لمجادلته فى بليَّته، قال له : ألا تسجد يا أيها المهين؟ قال : محب ، والمحب مهين، إنك تقول مهين، وأنا قرأت فى كتاب مبين، ما يجر علىَّ ياذا القوة المتين ، كيف أذل له وقد خلقتنى من نار وخلقته من طين..
ثم يقول الحلاَّج : يا أخى ، سُمِىَ عزازيل، لأنه عُزِلَ، وكان معزولاً فى ولايته؛ مارجع من بدايته إلى نهايته، لأنه ما خرج عن نهايته.. والمقصود بالنهاية هنا، إدراك ابليس ــ وهو أعرف العارفين بالله ــ أن الأمر الإلهى له كان ابتلاءً، وأن المعصية مقدرةً عليه فى الأزل ، وأنه لن يخرج عن دائرة المشيئة الإلهية التى اقتضت كل ما جرى! ))
إذن هل كان الحلاج خاطئ عنما صرح بما في نفسه ؟
وهل كان ما في نفسه هذا خطأ كبير وإثم عظيم ؟
ليتني يا حلاج أدركتك ، ليتني عشت أيامك لأكون على حقيقة من أمري .
وبعد ..
ماذا بعد ..
لاح لي الأن موقف أتذكره جيدا ، كان هذا الموقف بين إمامين جليلين وخليفتين عظيمين ( عمر وعلي ) رضوان الله عليهما ، وكان معهما صحابي أخر لا أتذكر اسمه .
تروي لنا قصة هذا الموقف أن هذا الصحابي قد دخل على عمر بن الخطاب صبيحة يوم ، فسأله الفاروق رضي الله عنه : كيف أصبحت ؟ ، فأجابه الصحابي : أصبحت أحب الفتنة وأكره الموت ولي في الأرض ما ليس لله في السماء ..
تعجب الفاروق منه ، واستشاطا غاضبا ، وكاد أن يفتك به لولا أن دخل عليهما باب مدينة العلم ( علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ) ، فوجه إليه الفاروق يستنيره فيما وقع من كلام الصحابي يقول : تعال لتر ما يقول صاحبك ، فسأل علي بن أبي طالب عما حدث فأخبره بما كان من سؤاله وما كان من إجابة الصحابي .
فابتسم سيدنا علي مجاوبا سؤال أمير المؤمنين عمر، بأنه يقصد من قوله أنه يحب الأموال والأولاد وهما فتنة ، ويكره الموت والموت حق وله نساء وأولاد مغايرا لحال رب العزة الذي ليس له صاحبة ولا ولدا .
فكان رد الفاروق على ذلك : بئس المقام بإرض ليس فيها أبا الحسن يقصد بقوله هذا أنه لولا سيدنا علي وحضوره في هذه الساعة لكان له شأن أخر مع الصحابي ، وربما لكان الفتك به ، فوجود سيدنا علي منع ارتكاب اثم من الخليفة وبين ما عصى من فهم عليه .
إذن فما أقرب الأمس من ذاك اليوم .
هل لنا أن نستحضر روح سيدنا علي في كل زمان ومكان حتى يبين اللبس ويزيل العسير من القول .
وأنى لنا أن نجد ( العلي ) ، أنى لنا بعلي .
تتجلى هذه الأزمة الأن وأنا أسمع عن قرب صدور كتاب للدكتور / مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر ، والذي ينوي اصدار كتاب عنوانه ( البيان الحرام ) ، أشعر من اسمه أنه سيتحدث عن المحرم من القول وما يجب علينا أن نلتزمه في حديثنا وأقوالنا .
أرجو ألا يصيبني هذا الكتاب بالخيبة ، أرجو أن يكون أحسن مما أتوقع .. لعله ذلك إن شاء الله .
---------------------------------------------
هـــــامش
(1) القرءان الكريم .
(2) الحديث الشريف .

الأربعاء، 4 فبراير 2009

الحلاج وواقع مهضوم

كثر الحديث عن الحلاج , واهتممت أنا بشأنه لفترة كنت فيها بالجامعة , حينما وقع بين يدي كتاب للفلسفة الإسلامية لزميل لي كان في السنة الاولى بكلية التربية قسم اللغة العربية , وكان الدكتور المؤلف بفرد صفحات عديدة لحياة الحلاج ونهاية قصته بعد صدور الحكم عليه بالموت .
قرأت من كلامه اليسير إلا انه حاز على إعجابي البالغ بمقدرته التي حسده البعض من الذين تجدهم رابضين متربصين راصدين حركات الناس وسكناتهم على غير ما ارادوه هم بنياتهم .
عجبت جدا منه إذا يطلب من ربه حال تنفيذ الحكم الشرعي ـ كما البسوا عليه من وصف ـ غفرانا ورحمة لهم لأنهم لا يعلمون ما علمه .
لا أملك إلا أن أحسبه عند الله خيرا ، لأنني لا أجد فيما عرفت عنه ما يناقض ذلك إلا من كذب وافترى .
هذه كلماته قبل صلبه :
نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ
وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِئ
لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ
وأنْتَ الذِى فِى السَّماءِ عَرْشُكَ
وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه
وفِى الأرضِ إِلَه..
تَجَلَّى كَمَا تَشَاء
مِثْلَ تَجَلِّيكَ فىِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ
والصُّورَةُ
هِىَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ
الذِى أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ
وهَؤَلاءَ عِبَادُكَ
قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ
وتَقَرُّباً إليْكَ
فاغْفرْ لَهُمْ !
فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِى
لما فَعَلُوا ما فَعلُوا
ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّى مَا سَترْتَ عَنْهُمْ
لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ
فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ
ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيد
<<<<<<<<>>>>>>>>>
هذه كلماته شعرا حال حياته:
ياويح روحي من روحي
لبيك، لبيك، ياسري ونجوائي
لبيك، لبيك، ياقصدي ومعنائي
أدعوك بل أنت تدعوني إليك
فهل ناديت إياك أم ناديت إيائي؟
ياعين عين وجودي يا مدى هممي
يا منطقي وعباراتي وايمائي
يا كل كلي، يا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي واجزائي
يا كل كلي، وكل الكل ملتبس
وكل كلك ملبوس بمعنائي
يا من به علقت روحي فقد تلفت
وجداً فصرت رهينا تحت أهوائي
أبكي على شجني من فرقتي وطني
طوعاً، ويسعدني بالنوح أعدائي
أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني
شوق تمكن في مكنون أحشائي
فكيف أصنع في رحب كلفت به؟
مولاي، قد مل من سقمي أطبائي
قالوا تداو به منه ، فقلت لهم: يا قوم ،
هل يتداوى الداء بالداء
حبي لمولاي أضناني وأسقمني
فكيف أشكو الى مولاي مولائي
إني لأرمقه والقلب يعرفه
فما يترجم عنه غير ايحائي
ياويح روحي من روحي، فوا أسفي
على مني فإني اصل بلوائي
كأنني غرق تبدو أنامله تغوثاً
وهو في بحر من الماء
وليس يعلم ما لاقيت من أحد
الا الذي حل مني في سويدائي
ذاك العليم بما لاقيت من دنف
وفي مشيئته موتي وإحيائي
يا غاية السؤل والمأمول يا سكني
ياعيش روحي، يا ديني ودنيائي
قل لي- فديتك- يا سمعي ويا بصري
لم ذل اللجاجة في بعد واقصائي
إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً
فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي
العارفون صحبي
للعلم أهل وللإيمان ترتيب
وللعلوم وأهليها تجاريب
والعلم علمان: منبوذ ومكتسب
والبحر بحران: مركوب وموهوب
والدهر دهران: مذموم وممتدح
والناس اثنان: ممنوح ومسلوب
فاسمع بقلبك ما يأتيك عن ثقة
وانظر بفهمك فالتمييز مرهوب
إني ارتقيت الى طود بلا قدم
له مراق على غيري مصاعيب
وخضت بحراً ولم يرسب به قدمي
خاضته روحي وقلبي منه مرغوب
حصباؤه جوهر لم تدن منه يد
لكنه بيد الافهام منهوب
شربت من مائه ريا بغير فم
والماء قد كان بالأفواه مشروب
لأن روحي قديماً فيه قد عطشت
والجسم ما مسه من قبل تركيب
اني يتيم ولي آب الوذ به
قلبي لغيبته ما عشت مكروب
أعمى بصير، وإني ابله فطن
ولي كلام، إذا ما شئت مقلوب
وفتية عرفوا ما قد عرفت فهم صحبي
ومن يحظ بالخيرات مصحوب
تعارفت في قديم الذر انفسهم
فأشرقت شمسهم والدهر غريب
سر السرائر
سرالسرائر مطوي بإثبات
في جانب الأفق من نور،بطيات
فكيف والكيف معروف بظاهره
فالغيب باطنه للذات بالذات
تاه الخلائق في عمياء مظلمة
قصدا ولم يعرفو غير الاشارات
بالظن والوهم نحو الحق مطلبهم
نحو السماء يناجون السماوات
والرب بينهم في كل منقلب
محل حالاتهم في كل ساعات
وما خلوا منه طرف العين- لو علموا-
وماخلا منهم في كل أوقات
والله لو حلف العشاق أنهم
موتى من الحب أو قتلى لما حنثوا
قوم إذا هجروا من بعد ما وصلوا
ماتوا، وإن عاد وصل بعده بعثوا
ترى المحبين صرعى في ديارهم
كفتية الكهف، لا يدرون كم لبثوا
ردو على فؤادي
أنتم ملكتم فؤادي
فهمت في كل واد
ردوا علي فؤادي
فقد عدمت رقادي
أنا غريب وحيد
بكم يطول انفرادي
أنا سقيم عليل
فدوائي بدواك أجري
حشاشة نفسي في سفن بحر رضاك
أنا حبيس فقل لي:
متى يكون الفكاك؟
حتى يظاهر روحي
ما مضها من جفاك
طوبى لعين محب
حبوتها من رؤاك
وليس في القلب واللــب
موضع لسواك
حال الدنيا
دنيا تخادعني كأنني
لست أعرف حالها
حظر الإله حرامها
وأنا اجتنبت حلالها
مدت الي يمينها
فرددتها وشمالها
ورأيتها محتاجة
فوهبت جملتها لها
ومتى عرفت وصالها
حتى أخاف ملالها