الأحد، 31 أغسطس 2008

مصر هبة النيل

صورة إلتقطتها بعدسة جهازي المحمول لنهر النيل العظيم

ذلك الرجل الغريب ، ذلك الرجل المسافر

كل عام وأنتم بخير بحلول شهر رمضان الكريم ،
وأتمنى من الله أن أحوز أعلى الثواب فيه وأن أداوم على طاعته بعده
وأن يجعلني وأياكم من المتقين
فإلى شهر رمضان أهدي قصيدتي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاهدته بالأمس قادم
شاهدته يعلو
ولأنه (شهر) مقاتل
شاهدته يحتل افواه النفوس
ويكتم الكلمات
في غمرة الجمع المناضل
وبدا عديد الخلق يجترئ المحبة
يختفي الشيطان سرا
يستقيل الكره فينا
من عرابيد وجاهل
ويحد فينا حده
يستخلص الشره المشظى
من شباب ناشئ
ومن ورع الكواهل
****
****
شاهدته مثلي يدور ببدره ؟!
شاهدته يعطي ويمنح فرصة
للكل من عليائه ؟!
فلعلك الأن تجادل
وتخيب الظن
وتختلق المهازل
ارفع يديك الأن
إن العفو شامل
ردد طواعية .. أحبك
ردد طواعية
فإن الحب ماثل
ردد طواعية
فلا يشغلك شاغل

الأربعاء، 27 أغسطس 2008

قد فات الوقت

وقعت أقلامك منك
كراسة حظك
وسطورك منها
وعجبت إليك
تستسمح غيري
وأنا فيك ومنك
وقعت أحلامك منها
في أول وقت
لخروجك عنها
ونزوحي
من أجلك انت
وقعت مسطرتك
فكرك
حبك
من ذاكرة الذكرى
وعجلت إليّ لأرضَ
هه..
قد فات قطارك
وغدوت عقيما
لا جدوى من وصلك
أو من قربك
فالحين أجازف بك
لتعود بعيدا
من غيري
من غير الدنيا

الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

أنا مش بحب مصر بالفصحى

عندما كنت بالجامعة ـ والله كانت أيام لذيذة ـ في السنة الرابعة والاخيرة لي بكلية الحقوق ، تم التنويه والاشعار بجميع مكاتب رعاية الشباب بالكليات المختلفة على طرح مسابقة أدبية في جميع فنون الكتابة من شعر وقصة وزجل يكون مضمون وموضوع النص الأدبي المكتوب : (( في حب مصر )) تمهيدا لاختيار الفائزين لإشراكهم في أسبوع شباب الجامعات السادس .
وحيث انني كنت قد تنبهت مؤخرا أيام دراستي بوجود العديد من الانشطة الجامعية والتي ينظمها الطلاب أنفسهم دون تدخل من جهات الإدارة إلا بالدعم المالي المطلوب ، فكانت تتم المهرجانات الادبية والثقافية والادبية على أعلى مستوى من التنظيم والمشاركة الفعالة ، ولم يكن يفسد حلاوة وجمال تلك اللقاءات والندوات والمهرجانات إلا حضور الموظفين وتدخلهم بحثا عن لقمة العيش أو ـ السبوبة ـ وكان هذا أكثر ما يضايقني ويثير غضبي .
عموما دأبت أنا على الاشتراك في مثل هذه الانشطة وحظيت بالعديد من الجوائز وشهادات التقدير ، والأجمل أنني حظيت بصحبة جميلة من الشباب الموهوب الصاعد والذي يمتلك كافة شروط النجاح ، فكنا فريقا دون قصد منا يشمل جميع أنواع المواهب ، فكان منا الشعراء بالفصحى والعامية والزجل والمطربين والعازفين ، وكل متقن لما وهبه الله له .
وتصادف لي أن أعرف بخبر المسابقة الأدبية المؤهلة للإشتراك بأسبوع شباب الجامعات ، فعزمت على الإشتراك إلا إنني قد ترددت كثيرا عندما علمت بان موضوع المسابقة (( حب مصر )) .
والسؤال هنا .. لماذا ترددت ؟!
ترددت لأنني أكره طريقة الإحتراف في الكتابة الادبية .. بمعنى أنه كلما كان الموضوع أو الفكرة التي يؤسس عليها الأديب كتابته نابعة منه كلما كانت أكثر وصولا للاخرين ، لأنها أولا أو أخرا مشاعر منقولة من مكنون نفس الأديب إلى الورق ثم إلى القارئ .
ناهيك عن فكرة هذا الموضوع والتي هي حب مصر ، مصر التي لم نشعر بحبها ، فكيف ننقل نحن حبنا لها ؟!
وكنت أفضل كل كتابتي وشعري ساعتها أن يكون بالفصحى لأنني كنت أجيد إخراج ما في نفسي بها أكثر من العامية أو من الممكن القول بانني لم أحاول كتابة شعري بالعامية قبل ذلك الوقت .
واستقر في نفسي المشاركة في هذا المضمار إلا أنني وجدت نفسي لا أحب مصر بالفصحى .
نعم ... لم يخرج أي شعور لدي تجاه مصر بالحب شعرا بالفصحى ، لم ترض لغتي العربية التي أعرفها أن تصف حب مصر .
فعدلت عن فصاحة لغتي إلى عاميتها وزجلها لكي أعبر عن حب مصر واستحضرت قول أحمد فؤاد نجم :
كل عين تعشق حليوة
وإنتي حلوه ف كل عين
يا حبيبتي قلبي عاشق
واسمحي لي بكلمتين
كلمتين يا مصر يمكن
هما آخر كلمتين
حد ضامن يمشي آمن
أو مآمن يمشي فين
ووصلت إلى ما كتبت بعد ما قطعت كثيرا من الورق وكثيرا من المشاعر الكاذبة التي لم أحس بها قط .
ودخلت المسابقة وتم اختياري من ضمن مجموعة المتسابقين أنا وأخر ، فقد اختاروا اثنين من المشتركين بالفصحى وأخرين بالعامية على مستوى الجامعة .
وتم اشراكنا في فاعليات الأسبوع السادس للجامعات ، ونال زميلي المشتركان في مسابقة الشعر بالفصحى بالمركز الأول والثالث ، ولم نحظى أنا وزميلي في المسابقة بالعامية بأي شيء .
مما أضاف عندي من أسباب عدم الوقوع في غرام مصر سببا جديدا ساظل أذكرها به طوال حياتي ، فهي التي أفقدتني شعري وأفقدتني واقعيته وأفقدتني إحساسي بالمعنى الذي أكتبه ، لأنني كتبت في شأنها ولها .

الأحد، 24 أغسطس 2008

وانا راضي

وليه القرب يستنى ؟
دنا عايش وبتمنى :

يا روح الطهر يا نايمه ـ
على خدي ..
لقانا في حكاوينا بيتسكر ،
أكيد أكتر.
وليه خايفه ؟

مانا دايق سنين حبك م الأول ،
لأخر جنه سيبينها على شطك.
وليه احلامنا تسرقنا في
بحر الشوق ؟
صراحة قلبي ما تخفى ـ
على قلبك ..
أكيد عارفه .
نخيل قربي بيتمنى يبوس خدك ـ
وليه التوهه والتجريح،
وسحرك داب في كاساتي من الفرحه.
تقولي الجرح متخبي ..
انا أرفض كلام شكك.
وبحلفلك ،
بكل آهاتي يا حبي :
صحيح القلب رباني ،
وما يكدبش في عشقه ـ
وشوك الورد نساني ،
خضار عودك .. وانا عاشقه .
انا منحوت على صدرك ..
ومتشكل بإحساسك ـ
وبحلف مره من تاني ،
انا دبلة غرام صبرك .
وم الاخر ..
انا ناسك صلاة بعدك ـ
عشان خاطرك ،
اكون دايس لأحزانك ،
ومتخفي ..
لأجل ما تبقى عنواني ،
وانــــــا راضــــي

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

بلا عودة

سيطرت علية فكرة رؤية احتضان البحر للشمس بانتهاء النهار،ودعا صديقه كي يري معه هذا المنظر .ذهبا إلى الشاطئ المترامي الأطراف ،وانتظرا ميل الشمس واستقبال البحر لها ، وعندما هاله المنظر الذي وصفه بأنه رهيب ، وأحزنه لدرجة البكاء الذي تدرج حتى صار نواحاً وعويلاً ، احتد عليه صديقه عندما رآه يفعل هذه الحركات الغريبة ، صاح في وجهه أن يكف عن نواحه ، ثم أخذ يربت على كتفه ، وأجلسه بهدوء على الرمال ، والموج يداعبه و يدغدغه في قدميه ، وشرع في سكب ماء البحر على وجهه ، إلا أن اللون المائي الأزرق المسكوب صار بين يديه ووجه صديقه بألوان أخرى ، حتى أنه انتزع اللون من الشمس ، زاد ذلك من أوجاع صديقه وأحزانه ، وجعل يرتقب عودة اللون للشمس من جديد ، لكن اليأس كان قد تسرب إليه شيئاً فشيئاً،فقضى على كل أماله بعودة الشمس ثانية، إلا من أمل واحد هو أن يدخل إلى أعماق البحر فينتزعها من باطنه ، فقام فزعاً، وتحرك كأنما يكسر باباً ليس لديه مفتاحه، وعدا بناحية البحر ، واستمر في عدوه ، وارتمى عليه الآخر يمنعه مما سيفعله، لم يقدر على الإمساك به إلا من تلابيبه، لكن المد لم يعطه فرصة الثبات لأقدامه ، كي يخرج صديقه، كما أن الجذر أخذ بصديقه إلى حيث يريد .
…… إلى الأعماق…………
لم يملك الآن إلا الرجوع وحيداً بغير صديقه الذي راح فداءً للشمس ، فاتجه ناحية الشرق بخطى ثقيلة، وبينما هو في طريق العودة ، إذ ظهر النور إلى الدنيا من جديد ………
… … … ……… لكنه كان هذه المرة بدون صديقه …………………

الأحد، 17 أغسطس 2008

أحمد العربي ( في رثاء درويش )


رحل الشاعر محمود درويش ولم أجد كلاما أرثيه به أكثر تعبيرا من كلام قصيدته (أحمد العربي )،
فلندع درويش يرثي نفسه بنفسه
.............................................................................................................
تقول القصيدة :
ليدين من حجر و زعتر

هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين

مضت الغيوم و شرّدتني

و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني

.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل

البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن

الرماد و كنت وحدي

... ثم وحدي

آه يا وحدي ؟ و أحمد

كان اغتراب البحر بين رصاصتين

مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين

و ساعدا يشتدّ في النيسان

ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي

و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين

كان اكتشاف الذات في العربات

أو في المشهد البحري

في ليل الزنازين الشقيقة

قي العلاقات السريعة

و السؤال عن الحقيقة

في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه

عشرين عاما كان يسأل

عشرين عاما كان يرحل

عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في

إناء الموز

. و انسحبت

، يريد هويّة فيصاب بالبركان

سافرت الغيوم و شرّدتني

ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني

أنا أحمد العربيّ - قال

أنا الرصاص البرتقال الذكريات

و جدت نفسي قرب نفسي

فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ

تل الزعتر الخيمة

و أنا البلاد و قد أتت

و تقمّصتني

و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد

... و جدت نفسي ملء نفسي

راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه

كان الخطوة - النجمه

و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط

كانوا يعدّون الرماح

و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا

. و يقفز

أحمد الآن الرهينه

تركت شوارعها المدينة

و أتت إليه

لتقتله

و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج

كانوا يعدّون الجنازة

وانتخاب المقصلة

أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار

جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار

و أنا حدود النار - فليأت الحصار

و أنا أحاصركم

أحاصركم

و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق

الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق

يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين

لا تتبادلان رسائلي

قاوم

إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق

و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى

و تتركني ضفاف النيل مبتعدا

و أبحث عن حدود أصابعي

... فأرى العواصم كلها زبدا

و أحمد يفرك الساعات في الخندق

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق

هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق

المتمزّق الحالم

و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة

و هو اندلاع ظهيرة حاسم

في يوم حريّه

يا أيّها الولد المكرّس للندى

َ! قاوم

يا أيّها البلد - المسدس في دمي

! قاوم

الآن أكمل فيك أغنيتي

و أذهب في حصارك

و الآن أكمل فيك أسئلتي

و أولد من غبارك

فاذهب إلى قلبي تجد شعبي

شعوبا في انفجارك

... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه

فانكسرت

أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي

و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي

يا أحمد العربيّ ؟

لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء

امتصّني جرس بعيد

و التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي

. يا أحمد العربيّ

لم أغسل دمي من خبز أعدائي

و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق

فرّت الطرق البعيدة و القريبة

كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة

فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار

كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر

! آه من حلمي و من روما

جميل أنت في المنفى

قتيل أنت في روما

و حيفا من هنا بدأت

و أحمد سلم الكرمل

و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل

لا تسرقوه من السنونو

لا تأخذوه من الندى

كتبت مراثيها العيون

و تركت قلبي للصدى

لا تسرقوه من الأبد

و تبعثروه على الصليب

فهو الخريطة و الجسد

و هو اشتعال العندليب

لا تأخذوه من الحمام

لا ترسلوه إلى الوظيفه

لا ترسموا دمه و سام

فهو البنفسج في قذيفه

صاعدا نحو التئام الحلم

تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى

و تنفصل البلاد عن المكاتب

و الخيول عن الحقائب

للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح

أعطى خطبة الليمون لليمون

أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار

و السمك المجفّف

للحصى عرق و مرآه

و للحطاب قلب يمامه

أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن

يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل

الطري و تذهبين إلى البنفسج

فاذكريني قبل أن أنسى يدي

... و صاعدا نحو التئام الحلم

... تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك

يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ

و يختفي المتفرجون على جراحك

! فاذكريني قبل أن أنسى يديّ

و للفراشات اجتهادي

و الصخور رسائلي في الأرض

لا طروادة بيتي

و لا مسّادة وقتي

و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر

من حصان ضاع في درب المطار

و من هواء البحر أصعد

من شظايا أدمنت جسدي

و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل

أصعد من صناديق الخضار

و قوّة الأشياء أصعد

أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة

: ينشدون

صامدون

و صامدون

و صامدون

كان المخيّم جسم أحمد

كانت دمشق جفون أحمد

كان الحجاز ظلال أحمد

صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين

الأسيرة

صار الحصار هجوم أحمد

! و البحر طلقته الأخيرة

يا خضر كل الريح

! يا أسبوع سكّر

يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى

يا أحمد المولود من حجر و زعتر

ستقول : لا

ستقول : لا

جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ

كي يلغي العواصم

و تقول : لا

جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة

و التردد .. و الملاحم

نحو اقتحام المرحلة

و تقول : لا

و يدي تحيات الزهوز و قنبلة

مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح

و بالشموس المقبلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج

فوق المقصلة

و تقول : لا

و تقول : لا

و تقول : لا

و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين

ونزور صمتك حين تطلبنا يداك

و حين تشعلنا اليراعة

مشت الخيول على العصافير الصغيرة

فابتكرنا الياسمين

ليغيب وجه الموت عن كلماتنا

فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة

... لا وقت للمنفى و أغنيتي

سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك

و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك

... لا وقت للمنفى

و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز

و التمني

كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني

ورمت معاطفها الحقول و جمعتني

فاذهب بعيدا في دمي ! و اذهب بعيدا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

يا أحمد اليوميّ ‍

يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء

يا اسم البرتقاله

! يا أحمد العاديّ ‍

كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح

! بين البندقيّة و الغزاله

... لا وقت للمنفى و أغنيتي

سنذهب في الحصار

حتى نهايات العواصم

فاذهب عميقا في دمي

اذهب براعم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب خواتم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب سلالم

! يا أحمد العربيّ... قاوم

... لا وقت للمنفى و أغنيتي

سنذهب في الحصار

حتى رصيف الخبز و الأمواج

تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم

موت أمام الحلم

أو حلم يموت على الشعار

فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

... و له انحناءات الخريف

له وصايا البرتقال

له القصائد في النزيف

له تجاعيد الجبال

له الهتاف

له الزفاف

له المجلّات الملوّنه

المراثي المطمئنة

ملصقات الحائط

العلم

التقدّم

فرقة الإنشاد

مرسوم الحداد

و كل شيء كل شيء كل شيء

حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه

! يا أحمد المجهول

كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت

و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة

يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات

أشهر وجهك الشعبيّ فينا

واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟

يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت

و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم

حنطة ويدين عاريتين

وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته

على الموتى إذا ماتوا

و كي يرمي ملامحه

! على الأحياء ان عاشوا

! أخي أحمد

و أنت العبد و المعبود و المعبد

متى تشهد

متى تشهد

متى تشهد ؟

ورحل محمود درويش

درويش المناضل :
ولد عام 1941 في قرية البروة في الجليل، ونزح مع عائلته إلى لبنان في نكبة 1948. وعاد إلى فلسطين متخفيا ليجد قريته قد دمرت، فاستقر في قرية الجديدة شمالي غربي قريته البروة. وأتم تعليمه الابتدائي في قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوي في قرية كفر ياسيف.
انضم درويش إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي في فلسطين، وعمل محررا ومترجما في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير المجلة كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.
اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1961 بسبب نشاطاته وأقواله السياسية، وفي عام 1972 توجه إلى موسكو ومنها إلى القاهرة وانتقل بعدها إلى لبنان حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية، ورئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية في بيروت عام 1981 .
انتخب درويش كعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988، ثم مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات، وفي عام 1993 استقال من اللجنة التنفيذية احتجاجا على توقيع اتفاق أوسلو.
عاد عام 1994 إلى فلسطين ليقيم في رام الله، بعد أن تنقل في عدة أماكن كبيروت والقاهرة وتونس وباريس.
درويش الشاعر الثائر :
بدأ كتابة الشعر في المرحلة الابتدائية وعرف كأحد أدباء المقاومة، ولدرويش ما يزيد على ثلاثين ديوانا من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب. وترجم شعره إلى عدة لغات، وقد أثارت قصيدته عابرون في كلام عابر جدلا داخل الكنيست.
نشر درويش آخر قصائده بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" يوم 17 يونيو/حزيران 2007، وقد انتقد فيها التقاتل الفلسطيني. ومن دواوينه عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، أصدقائي لا تموتوا، عاشق من فلسطين، العصافير تموت في الجليل، مديح الظل العالي، حالة حصار، وغيرها.
كما حصل على عدة جوائز منها جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، دروع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفياتي عام 1983، جائزة الأمير كلاوس (هولندا) عام 2004، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري أدونيس عام 2004.
وفاة درويش :
وكان درويش (67 عاما) قد خضع الأربعاء الماضي للعملية في مستشفى ميموريال هيرمان، وظل يعاني من مضاعفاتها ثلاثة أيام حتى أسلم الروح.
وتضمنت العملية حسب مصادر إعلامية إصلاح ما يقارب من 26 سنتيمترا من الشريان الأبهر (الأورطي) الذي كان تعرض لتوسع شديد تجاوز درجة الأمان الطبيعية المقبولة طبيا.
وقالت صحيفة الأيام الفلسطينية إنه سبق لدرويش أن خضع لعمليتي قلب مفتوح عامي 1984 و1998. وكانت الأخيرة وراء ولادة قصيدته المطولة "جدارية" التي يصف فيها علاقته بالموت.
وذكر مراسل الجزيرة في رام الله نقلا عن مصادر الرئاسة أن ترتيبات إحضار الجثمان قد بدأت، مضيفا أن الجثمان سينقل من الولايات المتحدة إلى الأردن بطائرة إماراتية دون أن يتضح أين سيدفن في فلسطين .

انكســــــــــــــار

كان يريد أن يخرج من دائرته المغلقة التي وضعته فيها ، كان هذا المكان وهذه الدائرة عقابا لأنه أراد الهروب من بين حبالي التي ربطتها فيه و شددت وثاقها.
لم يرد ـ وهو الحر طوال عمره ـ أن يظل فيها ، فقد كان يعيش حريته في البرية بدون قيود ، وجئت أنا تربصت وحصلت عليه دون رضائه ووضعته في هذه القيود .
وكان جامحا لا يأبه أحدا ، ظل رافضا للطعام والشراب ، وانقطع عن تناول قطع السكر لأيام ، إلا إنني لم ألح عليه في الأكل أو تناول حبات السكر ، حتى مد إليها فمه وتناولها بعد أن أطبق عليه الجوع والقيد ، وأحس أنه لن يفعل شيئا بمقاطعته للطعام والشراب ، وأنه لن يلقى إلا الموت مصيرا له.
وهكذا ظلت العلاقة بيننا ، فهو لم يعتد عليّ وأنا لم أخرجه من قيده ، فكان ـ في أيامه الأول ـ يزمجر ويضرب الأرض والجدران برجليه وبرأسه ، ويثور جامحا عندما يراني أو يسمع صوتي … ظل شهورا على هذه الحال حتى مللت منه ، وفقدت فيه الرجاء بأن يكون مطيعا لي ، أستطيع التحكم فيه ، أمره فيستجيب لي ـ فعزمت أن أترك له العنان ، ويذهب إلى حيث كان ، فيرجع إلى بريته وهمجيته التي كان عليها.
إلى أن أتى ذلك اليوم ، الذي فيه فككت قيده وأخرجته من الدائرة وتركته وشأنه ، لم يكن صابرا حتى أفك كل قيوده ، وأخذ يجري حتى غاب عن مدى بصري.
وهكذا ظللت أياما لم أتوقع فيها رجوعه ، وبينما أنا أنظر إلى أخر مكان رأيته فيه قبل أن يرحل ، إذ بي أسمع صوته يحمحم ، وقد جاء يجرجر في رجليه حتى وصل لمكاني ، ولم يستطع أن يرفع بصره إلي ، وظل مطأطئ الرأس حتى رفعتها إلي وربتت على كتفه ، وأنا أمد إليه يدي بقطع السكر.

الاثنين، 11 أغسطس 2008

هجر واستقالة

الكل يختصر الكلام
وحبيبتي وحدها
تمتع أذني (( برغي )) مستمر **
الكل يطمع في الملام
لأنحني في كل يوم مرتين

لا يا ردائي
ما عدت أشكو
فلقد تمتعت كثيرا
واستقلت من العلياء كبرا
وأنا الأن شرود

هل تشفقين اليوم مني أو علي ؟
هل تستطعمين المر وحدك ؟
ولأنه عهد ووعد
من أوائله كتبت
في كل يوم ألف بعد

ولقد فارقت جنبك ..
فافرقي بيني وبينك
علّ نختصر البعاد
ونحتسي كوبين من ماء عذيب
فيهما شهيقين منك وزفرة مني
وقلما يأتي الوصال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** الرغي : الكلام الكثير

السبت، 2 أغسطس 2008

كراسة الواجب

وصلتني دعوة من صديقتي كاريمان صاحبة مدونة قطرات من شواطئ الحياة .. تمرر لي فيها كراسة الواجب :
ولما كان ذلك من دواعي سروري وحزني ، أولا سروري بدعوتها لي ، وحزني لأنني كنت أكره الواجب ككرهي للعمى
إلا أنه لا بد لي من أن أكون عند حسن ظن صديقتي بي ، مما يوجب علي أن أكمل واجبي رغما عني وفاء لها ولأصدقائي المدونين
أولا : شروط حل الواجب:
1ـ أن أمرره لسته من المدونين مع ذكر أسمائهم .
2ـ أعلمهم بموضوع الواجب .
3ـ والواجب أن أذكر ست اشياء عن نفسى لا يكتشفها فيّ من يرانى لأول مرة .
إلا أنني قررت أن أعدل رقم ( 3 ) ...
ليصبح : 3ـ أن أذكر ستة أشياء في نفسي يفهمها الأخرون خطأ .

الصفة الأولى : العصبية : هي صفة في لا أنكر ذلك إلا أن من يراني لأول مرة يعتقد أنني عصبي في كل شيء ولأجل أي شيء ـ على الفاضي والمليان ـ إلا أنني ذو قلب وحيد لا يحتمل ملل الأخرين أو كذبهم أو تفاهتهم مما يجعلني عصبيا أغلب الأحيان إلا أن هذه العصبية بسبب الناس وليست بسببي .
الصفة الثانية : الوحدة : أحب كثيرا أن أكون وحدي ، تمنيت كثيرا بيني وبين نفسي أن تختفي جموع البشرية من أمامي فجأة لكي أعتني بنفسي التي أهملتها كثيرا مذ أن دخلنا ساحة العمل ، الأخرون يعتبرون هذه كآبة أو اكتئاب إلا أنني أكن لهذه الوحدة كل احترام وتقدير .
الصفة التالتة : الفوضوية : احب هذه الصفة جدا على اعتبار أنني أستمد منها نظامي وانتظامي في حياتي ، فكلما كنت فوضويا في حجرتي وبيتي أكثر كلما كنت أكثر ترتيبا داخل نفسي وعقلي ، أما عن الأخرون فهي تمثل عندهم الإهمال وعدم الترتيب والفشل .
الصفة الرابعة : العناد : هم يسمونها هكذا كلما كنت مصرا على فعل ما أريد يكون ذلك عنادا ، إلا أنني أسميه طموحا ودفاعا عن فكر أو إصرارا على رأي كونته بعد تفكير وخبرة وتجارب تحسب لي وليست علي .
الصفة الخامسة : الجمود : أو ما يسمونه بأنني ليس لي قلب ، إلا ولأنني قد أصابتني هذه الدنيا بصرامتها وعنف ضرابتها فقررت أن أكون جامدا بعض الشيء مع الذين لا يحترمون شعورا أو ممن ليس لهم في الحياة مبدأ ، ولكن لي قلب كبير يسع كل من حولي وكل من أراد أن يكون بجانبي .
الصفة السادسة : الصراحة : كل يعيب هذه الصفة بنصح منهم أن أجمّل كلامي حتى لا يفهمني الأخرون خطأ ، إلا أنني على قدر قولي للأخرين : (( فكر في كلامي وأحسن الظن بي ، إن أردته حسنا فهو حسن وإلا فالعيب في نفسك )) .
أما عن الواجب فسأمرره لكل من :