الخميس، 5 نوفمبر 2009

لحظة مشكوك فيها


تظهر التجاعيد بوضوح عندما تختفي البسمات من الشفاه التي ظلت تغطي الكذب الخارج من الجوف الخاوي بدون أن تعطي الفرصة لأن تدخل في مرحلة التوبة والغفران ، لأنها كانت توقن أنها بعيدة كل البعد عن نولهما .
كل يوم يعاود في الظهور خط جديد من الخطوط المحفورة بكل ثقة وثبات ، لا يهدر الزمن فيها أي استقرار .. بل يؤكد على وضوح مسيرتها على الجلد العابس المتراخي .
يحز في النفس احيانا عدم استطاعتها على تغيير المستقر بفعل الدهر ، لكنها لا تلبث أن تعتلي توجهاتها حبها لأن تكون على ظاهر السطح ، وليس بداخل العمق العميق .
أيكم يحار في تلبية مطالبها .. ليكون ذا شرود وهمة منتقصة وصاحب شتات عالق بالذهن المفتت من عسر هضم الافكار العشوائية .
نقطة ومن أول السطر .. يعني أنه سيبدأ بداية جديدة بصفحة بيضاء لا يشوبها غير ما شطب عليه من سطور نالها بسبب حظ قلمه العاثر المتشكك ذو السن المكسور دائما .
هي لوحة قديمة كان قد رسمها وفشل في إنهاء تشكيلاتها لانعدام فرصة خلط ألون جديدة حيث أنه لم يتبقى في جيبه من النقود ما يؤهله أن يرحم توسلات نظرات ضميره تجاه ما أغفله فيها .
أه لو يعاود الكره مرة أخرى .. بحق لن يجد أسعد من تلك اللحظات ، لكنه كان قد فات قطار الوقت دون رجعة ودون أن يحظى بتذكرة الركوب فيه رغم ما دفعه من عمره ليكون من المحظوظين أصحاب السعادة .
سيستمر ... نعم سيستمر .. لكن استمراره الأن غير مجدٍ في ظل غياب الروح الهادئة ، والقلب ما يزال فيه من الغصة ما يكفي لحمل أكفانه على يديه ، ليس ليفتدي نفسه بل ليلقي بها مع زمرة الضائعين .
يا صاحب السر .. أين السر ؟ .. إعطينيه .. أرجوك .. لا تبخل به علي .. فأنا عندي من الأذان ما يكفي لسماعك .. ولدي من الجفاف ما يشتاق لطيب ماءك .. وليس لي صاحبة ولا صحبة ولا أولاد كي أفشي به لهم .
حتى وإن أفشيت للغرباء .. فكن على ثقة أنهم لن يسمعونني .. سيصكون أسماعهم عني .. سيغلقون كل أبوابهم المفتوحة في وجهي .. سيرفضون كل ما أقول كما رفضوا كل ما قلت .. سيأتون لي بالتابوت إن أرغمتهم على النظر إلي أيضا .. سيرغمونني على النوم فيه ، وسيغلقونه علي بإحكام شديد كي لا أخرج ثانية .
كن على ثقة من إنني أعرف مصيري جيدا ، نعم أعرفه ويعرفني هو أيضا . فلقد تلاقينا مرارا لكنه كان دائما ما ينفك يخفي ذعره مني ، رغم علمه اليقيني أنني شديد الرهبة منه .
يخلع في هذه اللحظة كل ملابسه يلقي بكل أغراضه في نار مدفأته ليحصل على الدفء الحسي ، فكل ما بداخله بارد وكل ما عليه شديد البرودة .
يتجرد من كل شيء .. ومن كل اللا شيء .. عله يصبح شيئا .. عله يصبح فتات شيء عالق بشيء مفتت .
ترى عينيه ضجيج اللهب وتتفتح أحداقه كلما زودها بالأشياء التي كانت تخصه في وقت سابق كان فيه أرجوحة طفل لا يسعدها غير أن تجد من يهزها .
كان في هذا الوقت السالف أيضا خاتما دوارا بين اصبع حلمه البعيد الذي لم يتحقق أيا من تفصيلاته الشائكة .
هل كان الكون يتجسس عليه ، ويرقب أن يتخلى عن دور الكومبارس ليعيش دور الفاعل الأصلي ؟ أم أن اللحظة التي كانت لديه والتي بالغ في إهمال حقيقتها دارت عليه كما دارت الأيام لتهاجم فيه نقائصه وغرائزه .
( كـ ـ و ـ ن ) ... عالم بطعم الملح ، التراب ، الصبار .. مذاق مؤذي جدا ، ضار جدا ، لكنه ليس أمامه مفر ، ليس خلفه مهرب ، في الحقيقة ليس لديه أي مذاق أخر يرى أنه يحق له أن يستطعمه .

هناك 3 تعليقات:

اقصوصه يقول...

كلماتك عذبه

واسلوبك مشوق

استمعت بمروري من هنا

wafaa يقول...

ازيك يا احمد
تصدق لو قلتلك انى قريت 3 مرات ومافهمتش المعنى !!!

Ahmed Hishmat يقول...

وفاء:
وده عيب فيه ولا ميزة