قابلتني في الماضي .. منذ فترة تزيد على السنتين، كانت تخبى في حقيبتها الشاغرة كل شيء؛ مرايتها وماشطة لشعرها وأدوات مكياجها، الأمل في الحياة، كانت حقيبتها مملؤة بزهر الحب وبورد الغرام الملهم.
الغرام الذي غرقنا فيه معا، الغرام الساحر الفضفاض الذي يبدأ بالهوى وينتهي بعشق يذيب صخور أرواحنا المتحجرة.
كانت تلك الليلة في الماضي، وقفنا فيها بالأعلى، أعلى العلو نفسه، بين قبلتين وحضن وهمسات تمهيدية ارتجفت لها أوصالنا الطفولية الخجولة.
كان الإرتباك يغطيني ويفضحني شيئا فشيئا، والتساؤلات الدائرة في محيط عقلي الواعي متشابكة مختلطة كأنها دوار البحر، أما في اللاوعي كنت أنا ملك الملوك.
ومملكتي ـ على مستوى البصر ـ لا تزيد مساحتها عن محيط قلب غض لكنه على مد البصيرة يمكنه أن يسع العالم كله ويغطيه بسحاب يهطل منه مطر التكوين والخلق .
لم يكن يعنيني على الإطلاق مستقبلنا، ولا تفاصيلنا الزمنية الهامشية .. كان كل ما يعنيني ظلال القمر الذي تجلى بين يدي في ليلة قدر .
في كل لمسة ألتمسها من قمري كنت أغيب في وحدتي وأركض باتجاه قلبي، أتحسس المشتهيات فيها وأنهل من ذكرياتي، أرفع ذكرنا في السماء السابعة في إعتكاف حضرتها كصوفي دخل خلوته الفقيرة من كل شيء إلا من الكرامات والتجليات.
أفرغت عنائي على كتفيها وأرحت أكتافي من عبئه وقدمت عليها بالشعر والغناء، كتبنا معا رحلة للتاريخ بصدق لم نزيفها بكذب وصدقنا أنفسنا فاختزنا في قلوبنا وعودا تنطق بالحقيقة .
طبعت خطوط حظ يدي على يديها الملساء البيضاء وجعلت أصابعي بين أصابعها وتشبثت بها طوال الطريق الذي ولجناه معا، واكتسيت حزنا دُفع علينا في تقاطعات المسيرة التي تفرقنا وتلملمنا.
في الغضب كانت تحدث ثوراتنا التي تفصل بيننا مددا يصعب إحصاء كوارثها، لكننا كنا في الرجوع أسرع وأكثر عزما أن نمضي في طريق العاشقين.
قابلتني في الماضي .. تلك الطفلة التي عشقتها امراءة.
قابلتني في الماضي .. الذي قابلتها فيه.
قابلتني في الماضي .. ولم يعد لي المستقبل.
أنا في حضرة النسيان .. أمجد ذكرياتي وألملم جراحاتي .
أنا في محراب ذكري .. أتوراى خلف أغنياتي للسلام وللمحبة وللنور الأتي من ثنايا روحي .
أنا والبحر عاشقان لليل الذي نمد فيه أطرافنا على بر الخلود .
باسم الودع وما يخفيه والسكون وما يعنيه أبتهل إليك .
كلما ذكرت اسمها عندك تفتح لي بابا للعبور من ظلماتي .. فها أنا أذكرها ليستمر مددك لي وامتدادك بي .
عندما استقبلت قبلتها وأرجأت مخاوفي تدلت من سماءك مغفرة على المساكين .. وكلما تطلعت في عينيها نزلت أمطارك بالشفاء على المستضعفين .
كل الذي بي يكون بالتجلي .. فالتجليات بعض من إرادتها .
للصلاة في بعدك مشقة الزاهدين .. فلا تزهدي في واستقبليني بقلبك الغض .. سامحي هفوة المحب وغيبة الوحي بزلل الإبتعاد عنك .
أعد نبضاتي المتسارعة كلما حللت بمهجتي .. أتلمس خطوات معرفتك وأستجيب للنداءات التي تطلبني من دون العالم لأرقص بين يديك يا ربة الدلال .
صلاة للتوبة من الحب
أنا في حضرة النسيان .. أمجد ذكرياتي وألملم جراحاتي .
أنا في محراب ذكري .. أتوراى خلف أغنياتي للسلام وللمحبة وللنور الأتي من ثنايا روحي .
أنا والبحر عاشقان لليل الذي نمد فيه أطرافنا على بر الخلود .
باسم الودع وما يخفيه والسكون وما يعنيه أبتهل إليك .
كلما ذكرت اسمها عندك تفتح لي بابا للعبور من ظلماتي .. فها أنا أذكرها ليستمر مددك لي وامتدادك بي .
عندما استقبلت قبلتها وأرجأت مخاوفي تدلت من سماءك مغفرة على المساكين .. وكلما تطلعت في عينيها نزلت أمطارك بالشفاء على المستضعفين .
كل الذي بي يكون بالتجلي .. فالتجليات بعض من إرادتها .
للصلاة في بعدك مشقة الزاهدين .. فلا تزهدي في واستقبليني بقلبك الغض .. سامحي هفوة المحب وغيبة الوحي بزلل الإبتعاد عنك .
أعد نبضاتي المتسارعة كلما حللت بمهجتي .. أتلمس خطوات معرفتك وأستجيب للنداءات التي تطلبني من دون العالم لأرقص بين يديك يا ربة الدلال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق