الاثنين، 6 يونيو 2011

رباعيات صلاح جاهين

شاف الطبيب جرحي وصف له الأمل
وعطاني منه مقام يا دوب ما اندمل
مجروح جديد يا طبيب و جرحي لهيب
ودواك فرغ مني .... و إيه العمل
عجبي !!!

أعرف عيون هي الجمال و الحسن
و اعرف عيون تاخد القلوب بالحضن
و عيون مخيفة و قاسية وعيون كتير
وباحس فيهم كلهم بالحزن
عجبي !!

إيش تطلبي يا نفس فوق كل ده
حظك بيضحك و انتي متنكده
ردت قالت لي النفس : قول للبشر
ما يبصوليش بعيون حزينة كده
عجبي !!

إقلع غماك يا تور وارفض تلف
إكسر تروس الساقية و اشتم وتف
قال : بس خطوة كمان .. وخطوة كمان
يا اوصل نهاية السكة يا البير تجف
عجبي !!!

سنوات وفايته عليا فوج بعد فوج
واحدة خدتني ابن والتانية زوج
والتالتة أب خدتني .. والرابعة ايه
ايه يعمل اللي بيحدفه موج لموج
وعجبي

يا حزين يا قمقم تحت بحر الضياع
حزين أنا زيك و إيه مستطاع
الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع
الحزن زي البرد ... زي الصداع
عجبي !!!!

علي بعد مليون ميل من أرضنا
من الفراغ الكوني بصيت أنا
لا شفت فرق بين جبال و بحور
و لا شفت فرق ما بين عذاب أو هنا
عجبي !!

إنسان أيا إنسان ما أجهلك
ما أتفهك في الكون و ما أضألك
شمس وقمر و سدوم و ملايين نجوم
و فاكرها يا موهوم مخلوقه لك
عجبي !!

نظرت فوق للنجوم و انا ساير
رجليا عترت في الحفر و الحجاير
بقيت أقول و انا ع التراب: يا سلام
مش بس عبره أخذت لكن عباير
عجبي !!!

- يا نجم .. نورك ليه كده بيرتجف ؟
هو انت قنديل زيت ؟ أو تختلف
- أنا نجم عالي .. بس عالي قوي
و كل ما انظر تحت اخاف انحدف
عجبي !!!!

وقفت بين شطين علي قنطـــرة
الكدب فين و الصدق فيـن يا تري
محتار حاموت، الحوت خرج لي وقالي
هو الكلام يتقـــــاس بالمســطرة
عجبي !!!

الدنيا أوده كـــــــــــبيره للانتظار
فيها ابن أدم زيه زي الحـــــــمار
الهم واحد .. و الملل مشــــــترك
و مفيش حمار بيحاول الانتـــــحار
عجبي !!

أيوب رماه البين بكل العـــــــــلل
سبع سنين مرضان وعنده شلل
الصــــبر طيب .. صبر أيوب شفاه
بس الأكـــــــــاده مات بفعل الملل
عجبي !!!


نسمة ربيع لكن بتكوي الوشـــــــوش
طيور جميلة بس من غير عشـــوش
قلوب بتخفق إنما وحـــــــــــــــــدها
هي الحياه كده .. كلها في الفاشوش
عجبي !!!!

كروان جريح مضروب شعاع م القمر
سقط من السموات فؤاده انكســـــــــر
جريت عليه قطه علشان تبلعـــــــــــه
أتاريه خيال شعراء و مالهـــــوش أثر
عجبي !!!

ياللي نصحت الناس بشــــــــــــــرب النبيت
مع بنت حلوه .. وعود , وضحك , وحديت
مش كنت تنصحهم منين يكســــــــــــــــبوا
تمن ده كله ؟ ... و الا يمكن نســـــــــــيت
عجبي !!

ما حد في الدنيا واخد جزاتــــــــــــــــــه
و لا حــــــــــــــــد بيفكر في غير لذاذاته
ما تعرفيش يا حبيبتي .. أنا و انتي مين؟
إنتي عروس النيل ... و أنا النيل بذاته
عجبي !!

رقاصه خرسا و رقصه من غير نغــم
دنيا . . يا مين يصالحها قبل النـــــدم
ساعتين تهز بوجههـــــــــــــــا يعنـي
يترجرجوا نهديها يعني نعـــــــــــــــم
عجبي !!!

إخطفني ياللي تحبني ع الحصان
الدنيا قالت يوم في ماضي الزمان
إخطفني ياللي تحبني ع الـــــفرس
الدنيا قالت .. قام خطفها الشيطان
عجبي !!!!

من بين شقوق الشيش و شقشقت لك
مع شهقة العصافير و زقزقـــــــت لك
نهار جديد انا . . قوم نشوف نعــمليه
انا قلت يا ح تقتلني .. يا ح اقــــــــتلك
عجبي !!!

جالك أوان ووقفت موقف وجـــود
يا تجود بده يا قلبي يا بده تجــــود
ما حد يقدر يبقي علي كل شـــــــئ
مع إن – عجبي – كل شئ موجود
عجبي !!!

الأربعاء، 1 يونيو 2011

أحمد الزعتر ـ محمود درويش




ليدين من حَجَر وزعترْ
هذا النشيدُ .. لأحمد المنسيِّ بين فَراشتين
مَضَتِ الغيومُ وشَّردتني
ورمتْ معاطِفها الجبالُ وخبأتني
نازلاً من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل
البلاد وكانت السنةُ انفصال البحر عن مدن
الرماد , وكنتُ وحدي
ثم وحدي ..
آه يا وحدي ؟ وأحمدْ
كان اغترابَ البحر بين رصاصتين
مُخيّماً ينمو , ويُنجب زعتراً ومقاتلين
وساعداً يشدُّ في النسيان
ذاكرةُ تجيء من القطارات التي تمضي
وأرصفةً بلا مستقبلين وياسمين
كان اكتشافَ الذات في العرباتِ
أو في المشهد البحريِّ
في ليل الزنازين الشقيقةِ
في العلاقات السريعة
والسؤال عن الحقيقةْ
في كلِّ شيء كان أحمدُ يلتقي بنقيضهِ
عشرين عاماً كان يسألْ
عشرين عاماً كان يرحلْ
عشرين عاماً لم تلده أمُّهُ إلاَ دقائقَ
في إناء الموز
وانسَحَبَتْ
يريد هويةً فيصاب بالبركانِ ,
سافرت الغيومُ وشَّردتني
ورَمَتْ مَعاطفها الجبالُ وخَّبأتني
أنا أحمد العربيُّ – قالَ
أنا الرصاصُ البرتقالُ الذكرياتُ
وجدتُ نفسي قرب نفسي
فابتعدتُ عن الندى والمشهد البحريّ
تل الزعتر الخيمة
وأنا البلاد وقد أتَتْ
وتقمَّصتني
وأنا الذهاب المستمر إلى لبلاد
وجدتُ نفسي ملء نفسي ...
( ...)
لم تأتِ أغنيتي لترسم أحمدَ الكحليَّ في الخندقْ
الذكريَاتُ وراء ظهري , وهو يوم الشمس والزنبق
يا أيها الولد الموزِّع بين نافذتين
لا تتبادلان رسائلي
قاومْ
إنَّ التشابه للرمال .. وأنتَ للأزرقْ
وأحمدُ يفرُكُ الساعاتِ في الخندقْ
لم تأتِ أُغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق
هو أحمد الكَوْنيُّ في هذا الصفيح الضيِّقِ
المتمزِّق الحالمْ
وهو الرصاص البرتقاليُّ .. البنفسَجَةُ
الرصاصيَّهْ
وهو اندلاعُ ظهيرة حاسمْ
في يوم حريَّهْ
( ... )
... سائراً بين التفاصيل اتكأتُ على مياهٍ
فانكسرتُ
أكلّما نَهَدَتْ سفرجلةٌ نسيتُ حدود قلبي
والتجأتُ إلى حصارٍ كي أحدِّد قامتي
يا أحمد العربيُّ ؟
لم يكذب عليَّ الحب . لكن كُّلّما جاء المساء
امتصَّني جَرَسٌ بعيدٌ
والتجأتُ إلى نزيفي كي أُحدِّد صورتي
يا أحمد العربيُّ
لم أغسل دمي من خبز أعدائي
ولكن كُلّما مرَّت خُطايَ على طريقٍ
فرَّت الطرقُ البعيدةُ والقريبةُ
كلّما آخيتُ عاصمةً رمَتني بالحقيبة
فالتجأتُ إلى رصيف الحلم والأشعار
كم أمشي إلى حُلُمي فتسبقني الخناجرُ
آه من حلمي ومن روما ..
وحيفا من هنا بدأتْ
وأحمدُ سُلَّمُ الكرملْ
وبسملة الندى والزعتر البلدي والمنزلْ
( ... )
كان المخيَّم جسمَ أحمدْ
كانت دمشقُ جفونَ أحمدْ
كان الحجاز ظلال أحمدْ
صار الحصارُ مُرورَ أحمدَ
فوق أفئدة الملايين الأسيرهْ
صار الحصارُ هُجُومَ أحمدْ
والبحر طلقته الأخيرة !
يا خَصْرَ كلِّ الريح
يا أسبوع سُكَّرْ !
يا اسم العيون ويا رُخاميّ الصدى
يا أحمد المولود من حجر وزعترْ
ستقول : لا
ستقول : لا
جلدي عباءةُ كلِّ فلاح سيأتي من حقول التبغ
كي يلغي العواصمْ
وتقول : لا
جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفةِ
والتردد .. والملاحمْ
نحو اقتحام المرحلةْ
وتقول :لا
ويدي تحياتُ الزهور وقنبلهْ
مرفوعة كالواجب اليومي ضدَّ المرحلهْ
وتقول : لا
يا أيها الجسد المُضرَّج بالسفوحِ
وبالشموس المقبلهْ
وتقول : لا
يا أيها الجسد الذي يتزوج الأمواج
فوق المقصلهْ
وتقول : لا
وتقول : لا
وتقول : لا
يا اسم الباحثين عن الندى وبساطة الأسماء
يا اسم البرتقالهْ
يا أحمد العاديّ !
كيف مَحَوْت هذا الفارقَ اللفظِّي بين الصخر والتفَّاح .. بين البندقية والغزالهْ !
(...)
يا أحمدُ العربيُّ .. قاومْ
لا وقت للمنفى وأغنيتي ..
سنذهب في الحصار
حتى رصيف الخبز والأمواجِ
تلك مساحتي ومساحة الوطن – المُلازِمْ
موتٌ أمام الحُلْمِ
أو حلم يموتُ على الشعار
فالذهب عميقاً في دمي واذهب عميقا ًفي الطحين ..
لنُصاب بالوطن البسيط وباحتمال الياسمين
...ولَهُ انحناءاتُ الخريف
لَهُ وصايا البرتقال
لَهُ القصائد في النزيف
لَهُ تجاعيدُ الجبال
لَهُ الهتافُ
لَهُ الزفافُ
لَهُ المجَّلات المُلوَّنةُ
المراثي المطمئنةُ
ملصقات الحائط
العَلَمُ
التقدَّمُ
فرقةُ الإِنشاد
مرسوم الحداد
وكل شيء كل شيء كل شيء
حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح وجههِ
يا أحمدُ المجهولُ ..
كيف سَكَنْتَنا عشرين عاماً واختفيتَ
وظَلَّ وجهُكَ غامضاً مثل الظهيرة
يا أحمد السريّ مثل النار والغابات
أشهر ْوجهك الشعبي َّفينا
واقرأ وصيَّتكَ الأخيرة
يا أيها المتفرَّجون ! تناثروا في الصمت
وابتعدوا قليلاً عنه كي تجدوهُ فيكم
حنطةً ويدين عاريتين
وابتعدوا قليلاً عنه كي يتلو وصيَّتَهُ
على الموتى إذا ماتوا
وكي يرمي ملامحَهُ
على الأحياء إن عاشوا .. !
(من ديوان "أعراس" 1977)

الثلاثاء، 31 مايو 2011

هل نحارب طواحين الهواء..؟! علاء الأسواني

«لقد عاش المسلمون أزهى عصورهم وحكموا العالم وأبدعوا حضارتهم العظيمة عندما كانوا يعيشون فى ظل الخلافة الإسلامية التى تحكم بشريعة الله.. فى العصر الحديث نجح الاستعمار فى إسقاط الخلافة وتلويث عقول المسلمين بالأفكار الغربية، عندئذ تدهورت أحوالهم وتعرضوا إلى الضعف والتخلف.. الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية..».

كثيرا ما استمعت إلى هذه الجملة من بعض خطباء المساجد وأعضاء الجماعات الإسلامية، ولا شك أن كثيرين فى مصر والعالم العربى يؤمنون بصحة هذه المقولة مما يجعل من الواجب مناقشتها.. الحقيقة أن الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا فى المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة.. أذكر أننى كنت أدرس الأدب الإسبانى فى مدريد، وكان الأستاذ يدرسنا تاريخ الأندلس، وفى بداية المحاضرة عرف أن هناك ثلاثة طلبة عرب فى الفصل فابتسم وقال لنا:

- يجب أن تفخروا بما أنجزه أجدادكم من حضارة فى الأندلس..».

الجزء الأول من الجملة عن عظمة الحضارة الإسلامية صحيح تماما.. المشكلة فى الجزء الثانى.. هل كانت الدول الإسلامية المتعاقبة تطبق مبادئ الإسلام سواء فى طريقة توليها الحكم أو تداولها السلطة أو معاملتها للرعية..؟!..

إن قراءة التاريخ الإسلامى تحمل لنا إجابة مختلفة.. فبعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يعرف العالم الإسلامى الحكم الرشيد العادل الا لمدة 31 عاما، هى مجموع فترات حكم الخلفاء الراشدين الأربعة: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب.. الذين حكموا جميعا لمدة 29 عاما ( 11هـ- 40هـ). ثم الخليفة الأموى عمر بن عبدالعزيز الذى حكم لفترة عامين (99هـ- 101هـ).. 31 عاما فقط من 14 قرنا من الزمان، كان الحكم خلالها عادلاً رشيداً نقيا متوافقا مع مبادئ الإسلام الحقيقية. أما بقية التاريخ الإسلامى فإن نظام الحكم فيه لم يكن متفقا قط مع مبادئ الدين.. حتى خلال الـ31 عاما الأفضل حدثت مخالفات من الخليفة عثمان بن عفان، الذى لم يعدل بين المسلمين وآثر أقاربه بالمناصب والعطايا، فثار عليه الناس وقتلوه، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا جنازته وأخرجوا جثته واعتدوا عليها حتى تهشم أحد أضلاعه وهو ميت..

ثم جاءت الفتنة الكبرى التى قسمت المسلمين إلى ثلاث فرق (أهل سنة وشيعة وخوارج)، وانتهت بمقتل على بن أبى طالب، وهو من أعظم المسلمين وأفقههم وأقربهم للرسول (صلى الله عليه وسلم) على يد أحد الخوارج وهو عبدالرحمن بن ملجم. ثم أقام معاوية بن سفيان حكما استبداديا دمويا أخذ فيه البيعة من الناس كرهاً لابنه يزيد من بعده ليقضى إلى الأبد على حق المسلمين فى اختيار من يحكمهم ويحيل الحكم من وظيفة لإقامة العدل إلى ملك عضوض (يعض عليه بالنواجذ)، والقارئ لتاريخ الدولة الأموية ستفاجئه حقيقة أن الأمويين لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل المحافظة على الحكم.. فقد هاجم الأمويون المدينة المنورة وقتلوا كثيرا من أهلها لإخضاعهم فى موقعة الحرة. بل إن الخليفة عبدالملك بن مروان أرسل جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف لإخضاع عبدالله بن الزبير الذى تمرد على الحكم الأموى، واعتصم فى المسجد الحرام..

ولقد حاصر الحجاج مكة بجيشه وضرب الكعبة بالمنجنيق حتى تهدمت بعض أركانها، ثم اقتحم المسجد الحرام وقتل عبدالله بن الزبير داخله.. كل شىء إذن مباح من أجل المحافظة على السلطة حتى الاعتداء على الكعبة، أقدس مكان فى الإسلام، وإذا انتقلنا إلى الدولة العباسية ستطالعنا صفحة جديدة من المجازر التى استولى بها العباسيون على السلطة وحافظوا عليها، فقد تعقب العباسيون الأمويين وقتلوهم جميعا بلا ذنب ولا محاكمة ونبشوا قبور الخلفاء الأمويين وعبثوا بجثثهم، انتقاما منهم.. الخليفة العباسى الثانى أبوجعفر المنصور قتل عمه عبدالله خوفا من أن ينازعه فى الحكم ثم انقلب على أبى مسلم الخرسانى. الذى كان سببا فى إقامة الدولة العباسية فقتله، أما أول الخلفاء العباسيين فهو أبوالعباس السفاح الذى سمى بالسفاح لكثرة من قتلهم من الناس، وله قصة شهيرة جمع فيها من تبقى من الأمراء الأمويين وأمر بذبحهم أمام عينيه ثم غطى جثثهم ببساط ودعا بطعام وأخذ يأكل ويشرب بينما لا يزالون يتحركون فى النزع الأخير ثم قال:

«والله ما أكلت أشهى من هذه الأكلة قط».

أما من ناحية الالتزام الدينى، باستثناء بضعة ملوك اشتهروا بالورع فقد كان معظم الملوك الأمويين والعباسيين يشربون الخمر مع ندمائهم على الملأ كل ليلة.. فلسفة الحكم إذن لم يكن لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، بل هى صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال لا يتورعون فيه عن شىء حتى لو كان الاعتداء على الكعبة وهدم أركانها.. فلا يحدثنا أحد عن الدولة الإسلامية الرشيدة، التى أخذت بالشريعة لأن ذلك ببساطة لم يحدث على مدى 14 قرناً، إلا لفترة 31 عاما فقط.. السؤال هنا: ما الفرق بين الحكم الإسلامى الرشيد، الذى استمر لسنوات قليلة، وبين ذلك التاريخ الطويل من الاستبداد باسم الإسلام؟..

إنه الفرق بين العدل والظلم، بين الديمقراطية والاستبداد.. إن الإسلام الحقيقى قد طبق الديمقراطية الحديثة قبل أن يطبقها الغرب بقرون طويلة.. فقد امتنع الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن اختيار من يخلفه فى حكم المسلمين، واكتفى بأن ينتدب أبا بكر لكى يصلى بالمسلمين بدلاً منه وكأنه (صلى الله عليه وسلم) يريد أن يرسل الإشارة أنه يفضل أبا بكر لخلافته دون أن يحرم المسلمين من حقهم فى اختيار الحاكم.. وعندما توفى الرسول (صلى الله عليه وسلم) اجتمع زعماء المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ليختاروا الخليفة. هذا الاجتماع بلغتنا الحديثة اجتماع برلمانى بامتياز تداول فيه نواب المسلمين الأمر ثم انتخبوا أبا بكر ليتولى الحكم.. وقد ألقى أبوبكر على المسلمين خطبة قال فيها: «يا أيها الناس لقد وُلّيت عليكم ولست بخيركم.. أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيتهما فلا طاعة لى عليكم..».

هذه الخطبة بمثابة دستور حقيقى يحدد العلاقة بين الحاكم والمواطنين كأفضل دستور ديمقراطى.. نلاحظ هنا أن أبا بكر لم يقل إنه خليفة الله، ولم يتحدث عن حق إلهى فى الحكم، بل أكد أنه مجرد واحد من الناس وليس أفضلهم.. هذا المفهوم الديمقراطى الذى هو جوهر الإسلام سيستمر سنوات قليلة ثم يتحول إلى مفهوم آخر مناقض يعتبر الحاكم ظل الله على الأرض. فيقول معاوية بن أبى سفيان:

«الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلى وما تركته للناس بفضل منى».

ويقول أبوجعفر المنصور العباسى:

«أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذى أولانا وسلطانه الذى أعطانا، وأنا خليفة الله فى أرضه وحارسه على ماله..».

ويقول عبدالملك بن مروان وهو يخطب على منبر النبى: «والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه».

انقلب المفهوم الديمقراطى الذى يمثل جوهر الإسلام إلى حكم بالحق الإلهى يعتبر المعترضين عليه كفاراً مرتدين عن الدين يجب قتلهم. يقتضينا الإنصاف هنا أن نذكر حقيقتين: أولاً أن الخلفاء الذين تولوا الحكم عن طريق القتل والمؤامرت كانوا فى أحيان كثيرة حكاما أكفاء، أحسنوا إدارة الدولة الإسلامية حتى أصبحت إمبراطورية ممتدة الأطراف. لكن طريقتهم فى تولى السلطة والحفاظ عليها لا يمكن بأى حال اعتبارها نموذجا يتفق مع مبادئ الإسلام.. ثانياً: إن الصراع الدموى على السلطة لم يقتصر على حكام المسلمين فى ذلك العصر، وإنما كان يحدث بين ملوك أوروبا بنفس الطريقة من أجل انتزاع العروش والمحافظة عليها.

الفرق أن الغربيين الآن يعتبرون هذه الصراعات الدموية مرحلة كان لابد من اجتيازها من أجل الوصول إلى الديمقراطية، بينما مازال بيننا نحن العرب والمسلمين من يدعو إلى استعادة نظام الخلافة الإسلامية، ويزعم أنها كانت عادلة تتبع شريعة الله. إن التاريخ الرهيب للصراع السياسى فى الدولة الإسلامية منشور ومعروف وهو أبعد ما يكون عن شريعة الإسلام الحقيقية، وقد احترت فى هذه الدعوة الغريبة إلى استعادة الخلافة الإسلامية فوجدت من يتحمسون لها نوعين من الناس: بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامى من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامى نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه. أما الفريق الآخر من المنادين بالخلافة فهم أعضاء جماعات الإسلام السياسى الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأى طريقة..

وهم يخيرونك عادة بين طريقين: إما أن توافق على صورتهم الخيالية عن الخلافة، وإما أن يتهموك بأنك علمانى عدو الإسلام.. إما أن تساعدهم على الوصول إلى الحكم عن طريق نشر أكاذيب وضلالات عن التاريخ، وإلا فإن سيف التكفير فى أيديهم سيهوون به على عنقك فى أى لحظة.

جوهر الإسلام العدل والحرية والمساواة.. وهذا الجوهر تحقق لفترة قصيرة عندما تم الأخذ بمبادئ الديمقراطية..

أما بقية تاريخ الحكم الإسلامى فلا وجود فيه لمبادئ أو مُثُل نبيلة، وإنما هو صراع دموى على السلطة يستباح فيه كل شىء، حتى ولو ضربت الكعبة وتهدمت أركانها.. هذه الحقيقة شئنا أم أبينا. أما السعى لإنتاج تاريخ خيالى للخلافة الإسلامية الرشيدة فلن يخرج عن كونه محاولة لتأليف صور ذهنية قد تكون جميلة لكنها للأسف غير حقيقية.. كتلك التى وصفها الكاتب الإسبانى الكبير ميجيل دى سرفانتس، فى قصته الشهيرة «دون كيخوته»، حيث يعيش البطل العجوز فى الماضى، مستغرقا فى قراءة الكتب القديمة، حتى تستبد به الرغبة فى أن يكون فارساً بعد أن انقضى زمن الفرسان فيرتدى الدرع، ويمتشق السيف ثم يتخيل أن طواحين الهواء جيوش الأعداء، فيهجم عليهم ليهزمهم.

الطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة.. وهذه لن تتحقق إلا بإقامة الدولة المدنية التى يتساوى فيها المواطنون جميعا أمام القانون، بغض النظر عن الدين والجنس واللون.

.. الديمقراطية هى الحل..
---------------------------
المقال منشور على موقع المصري اليوم بتاريخ 31/5/2011 ... هنا

الاثنين، 23 مايو 2011

العسكر والشطرنج




قال لي صديقي وهو يعلمني هذه اللعبة الجديدة :هل تعرف لعبة الشطرنج التي تحوي رقعتها أربعة وستين مربعا ، واثنين وثلاثين قطعة ، نصفهم من العسكر ، وأربعة أزواج من الحيوانات ، وملكين مشلولين لا يتحركان إلا في خطوة واحدة في كل مرة في أي إتجاه ، ووزيرين هما سيدا الرقعة الحقيقين ، بما لديهما من سلطة ونفوذ وسيطرة ومقدرة على القنص والأكل والجري بغير حدود .
قلت له : لا أعرفها ، ولكن لتنبئني أكثر عنها .
قال : في الزمن القديم ، ذي الأفكار القديمة ، والوجوه القديمة ، والأساليب القديمة ، وفي غضون أول شهور السنة حدثت ثورة كبيرة على هذه الرقعة ، طغت على كل شيء ، وانتقلت كالنار في الهشيم ، من بيت إلى بيت ، حتى وصلت لقصر رئيس دولة الشطرنج ، فأسقطته ، وأسقطت حزبه ، وحكومته ، وأسرته ، وجهاز أمنه ، ثم استقرت بالشعب الحيران المبدد على طاولة عسكر الرقعة .
بسطوا العسكر أيديهم شيئا فشيئا ، واطلقوا العنان لقوتهم شيئا فشيئا ، فتحفظوا على الملك في مستشفى الشطرنج الدولي ، رغم المطالبات العادلة بتقديمه للمحاكمات عن تهم الفساد والقتل والخيانة العظمى لشعب الرقعة العظيم . وعلى الناحية الأخرى سيتم الحكم على شرطي صغير بالأعدام بتهمة قتل الثائرين .
ظل العسكر الذي كان يتلقى الأوامر سابقا ، والأن بيده مقاليد الأمور ، يتهم أشخاصا غير محددين ، بأنهم هم المسئولين عن عدم الاستقرار الأمني والإقتصادي ، ولم يشيروا بإصبع الإتهام إلى فرد واحد بعينه ، كل ما ذكروه عنهم أنهم فلول وبقايا ، ومثيري فتنة .
كان العسكر يحاول نيل رضا شعب الرقعة بالكلام الذي لا يتبعه أي فعل ، وبالحماس الذي لم ينتج إلا تحية عسكرية لشهداء الثورة على الرغم من ترك المصابين دون علاج أو نفقة أو رعاية .
كل يوم يطلب العسكر من الشباب الهدوء .. السكوت .. الإنتظار .. في حين أنه لم يكن يعاملهم إلا من خلال المحاكمات العسكرية ، كما لو أنه قد كتب على الشعب المهانة والرضا بالقليل .. وعلى فسدته وخائنيه العلاج النفسي في المستشفيات الفاخرة على نفقة الدولة الشطرنجية .
قلت له : وهل سكت الشعب .. هل ترك الرقعة للعسكر ؟
قال لي : لقد أعلن في ربوع الرقعة أن الثورة مستمرة .. ولن تقف .. لن تهدأ حتى تأخذ حقوقها .. وحتى تقتص لدماء شهدائها .. ومن أراد بها شرا أو غدرا .. فعلى غدره وبغيه تدور الدوائر .
قلت له : وهل استجاب العسكر للثورة ؟ هل استمروا في تأييدها ؟
قال لي : هذا ما ستكشف عنه اللعبة .. إذا كنت قد فهمت اللعبة ؟!
قلت له : فهمتها .
قال لي مبتسما : هيا نلعب إذن .
قلت له : فلنؤجل هذا لليوم السابع وعشرين من الشهر .
قال لي: إذن سألقاك في هذا اليوم في وسط الميدان .
قلت له مؤكدا : سألقاك في الميدان .
---------------
الصورة التي في بداية المقال منقولة

الجمعة، 1 أبريل 2011

إنذار رسمي على يد مدون







إنه في يوم الموافق / / 2011 ، الساعة :
بناء على طلب الأستاذ/ أحمد محمد حشمت المحامي . ومحله المختار مكتبه الكائن بالقاهرة .
أنا محضر محكمة الجزئية ، انتقلت وأنذرت :
1ـ السيد / محمد حسين يعقوب ، المقيم : .............................
مخاطبا مع :
أنا محضر محكمة الجزئية ، انتقلت وأنذرت :
2ـ السيد الدكتور / الأمام الاكبر شيخ الجامع الأزهر بصفته ، ويعلن بمقر وظيفته بمشيخة الازهر ـ بالدراسة .
مخاطبا مع :
أنا محضر محكمة الجزئية ، انتقلت وأنذرت :
3 ـ السيد المستشار الدكتور / النائب العام بصفته ، ويعلن بمقر وظيفته بمكتبه الكائن بدار القضاء العالي بشارع 26 يوليو ـ قسم الأزبكية ـ القاهرة .
مخاطبا مع :
وأنذرتهم بالاتي
حيث أنه منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير قد ألينا على أنفسنا كشعب أن نقف صفا واحد وأن نتساند برباط واحد داخل جسد جمعي واحد لا يفرقنا ولا يزعزعنا مغرض أو حاقد أو ناقم أو مغتر أو صاحب مال أو سلطة أو نفوذ أو أحمق أو جاهل ، وأعطانا الله نعمة الخلاص من جبر الطواغيت والديكتاتوريين الذين طالما استعبدوا مصائرنا ونهبوا أموالنا ، وتحررنا جميعا نحن أبناء هذا الوطن المجيد بعد أن قدمنا القرابين التي كانت من دم الشهداء ، وتجلت طوال الفترة الماضية روعة التالف والتآخي بين عناصر الأمة بمعتقداتها وأفكارها وطوائفها وعلى اختلاف عقولها ، إلا أن الشيطان وأعوانه كانوا متربصين بنا ، رافضين أن نهنأ بهذه السعادة ، ليطل علينا من منابر الفتن ومظاهرات العبث والطمع ، ليشوه ثورتنا ويأكل خيرها وليعيد السيطرة على أفراد شعبنا العظيم .
وحيث أنه وبعد تولي السادة قادة المجلس العسكري الأمور ، وإعلانهم عن القيام بطرح المواد المعدلة من الدستور المصري للتعديل لكي يصوت عليها المصريون الوطنيون المخلصون الذين اتفقوا على أن يكونا يدا واحدة وعقلا واحدا مهما كان اختلافهم في الآراء والقناعات ، إلا أنهم كانوا مدركين رجوع أصلهم على تراب هذا البلد ونيله .
ولما كان ذلك وبعد إجراء عمليات الاستفتاء بكل نزاهة وحيادية وسلام بإشراف قضائي ذو مستوى رفيع ومخلص ، إذ بنا نجد وحسب ما شاهد جميع المصرين وغيرهم من جنسيات العالم المختلفة على مواقع الإنترنت والمنتديات في مقطع فيديو نشره موقع المنذر إليه الأول الرسمي من كلمة ألقاها في مسجد «الهدى» بإمبابة ليستنطق الناس بإجابات وموافقات وتأييد على غير ما جرى من أمر الواقع ، بأن يستنتج وعلى غير محل بأن الاستفتاء الذي جرى يوم 19/3/2011 لم يكن على تعديلات دستورية جازما ومؤكدا تأكيد الواثق أنه كان استفتاء على الدين في ما سماه ( غزوة الصناديق ) مما تتضمن خطأ جسيماً على حالة الأمن والسلم داخل البلاد، لأن مصطلح "غزوة" يكون بين المتحاربين، إنما يوم الاستفتاء كان أول اختبار حقيقي لممارسة الشعب المصري الديمقراطية..وحيث أنه جاء نقلا على لسانه باللفظ وبالحرف ما هو آتٍ :
1 _ "" كان السلف يقولون بيننا وبينكم الجنائز، واليوم يقولون لنا بيننا وبينكم الصناديق، وقالت الصناديق للدين (نعم) ""، داعياً الحضور إلى ترديد تكبيرات العيد احتفالاً بموافقة 77% من الناخبين على التعديلات.
2ـ "" الدين هيدخل في كل حاجة، مش دي الديمقراطية بتاعتكم، الشعب قال نعم للدين، واللي يقول البلد ما نعرفش نعيش فيه أنت حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا ""، مضيفاً: "" مش زعلانين من اللي قالوا لأ، بس عرفوا قدرهم ومقامهم وعرفوا قدر الدين "" .
3ـ واعتبر الداعية السلفي أن "" القضية ليست قضية دستور ""، موضحاً "" انقسم الناس إلى فسطاطين، فسطاط دين فيه كل أهل الدين والمشايخ، كل أهل الدين بلا استثناء كانوا بيقولوا نعم، الإخوان والتبليغ والجمعية الشرعية وأنصار السنة والسلفيين، وقصادهم من الناحية التانية (ناس تانية) ""، وقال: "" شكلك وحش لو ما كنتش في الناحية اللي فيها المشايخ "".
4ـ واختتم كلمته قائلاً للمصلين من أنصاره: "" ما تخافوش خلاص البلد بلدنا "" .

وحيث أن هذه التصريحات والأقوال قد جاءت مخالفة للواقع والقانون وفقا للأتي :
أولا : بالنسبة للواقع :
أن حديث المنذر إليه الأول المشار إليه أنفا قد تمحور حول المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع»، رغم كونها غير مطروحة في التعديلات، و انه من المتفق عليه إقرار وضع دستور جديد في الحالتين سواء رفض الناخبون التعديلات أو وافقوا عليها.
حيث أنه كان معلوما أن الثورة قد أسقطت دستور 1971 تماما ، وأنه سوف يقوم المجلس العسكري بوضع إعلان دستوري في حالة ما أن ينتهي إعلان نتيجة الاستفتاء بنعم ، أو لا .
ولم يكن جدوى أو غرض من إقحام الدين والمشايخ والإسلام بالشكل الذي أثار المصريين المسلمين قبل أي ديانة أخرى .
ثانيا بالنسبة للقانون :
وحيث تنص المادة 98/و بأنه : ( يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنية كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء احد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي ( .
وحيث أن ما أتاه المنذر إليه الأول عن قصد واضح يعد استغلالا للدين ولمنبر جامع الهدى بإمبابة للترويج بالقول لأفكار متطرفة ما أنزل اله بها من سلطان قاصدا إثارة الفتنة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وذلك بأن جاء على لسانه العبارات الآتية :
1ـ "" الدين هيدخل في كل حاجة، مش دي الديمقراطية بتاعتكم، الشعب قال نعم للدين، واللي يقول البلد ما نعرفش نعيش فيه أنت حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا ""، مضيفاً: "" مش زعلانين من اللي قالوا لأ، بس عرفوا قدرهم ومقامهم وعرفوا قدر الدين "" .
2ـ واعتبر الداعية السلفي أن "" القضية ليست قضية دستور ""، موضحاً "" انقسم الناس إلى فسطاطين، فسطاط دين فيه كل أهل الدين والمشايخ، كل أهل الدين بلا استثناء كانوا بيقولوا نعم، الإخوان والتبليغ والجمعية الشرعية وأنصار السنة والسلفيين، وقصادهم من الناحية التانية (ناس تانية) ""، وقال: "" شكلك وحش لو ما كنتش في الناحية اللي فيها المشايخ "".
مما يكون معه والحال ذلك فعل المنذر إليه مؤثما ومجرما بنص المادة سالفة الذكر .

لذلك
وحيث أن بشخصه وبصفته كمواطن مصري يهدف إلى درء البلاد من الوقوع في براثن الفتن ومكائد المتربصين بالداخل والخارج فإنه يطلب :
أولا : من المنذر إليه الأول : إعلان الاعتذار عما بدر منه بخصوص الواقعة المذكورة بصدر الإنذار ونشر ذلك الاعتذار في جريدتين قوميتين أو بجهاز الإعلام الحكومي الرسمي أيهما يشاء . وذلك في خلال اسبوع من تاريخه وإلا سيتم التقدم ببلاغ إلى النائب العام بكافة ما بدر منه من وقائع وأقوال تهدد السلم العام وتؤثر على الوحدة الوطنية وتبعث على ازدراء الأديان والحط والتحقير من فئات معينة من النسيج الوطني المصري .
ثانيا : من سيادة المنذر إليه الثاني : بيان رأي الإسلام الحنيف وتوضيحه للعامة في شأن الواقعة المذكورة بصدر الإنذار والرد على كل من يؤثر في وحدة الوطن والرقابة على أشخاص من يعتلون منابر المسلمين وعلى أحاديثهم وخطبهم بها ، واتخاذ كافة التدابير التي تلزم لمنع وقوع مثل هذه الأمور مرة أخرى .
ثالثا : من سيادة المعلن إليه الثالث : اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة نحو شخص المنذر إليه الأول في حالة ما امتنع عن إبداء الاعتذار اللازم لجموع الشعب المصري على الوجه المبين بـ "أولا" ، وكذلك نحو كل من يسلك نفس سلوكه ويتعمد افتعال وإثارة وترويج ما نصت عليه المادة 98 و من قانون العقوبات .
ولأجل العلم ..