-----------
-----------
-----------
-----------
-----------
-----------
لحظة الميلاد هي لحظة الإنفصال والابتعاد The whole world must give the moon the chance to show its beauty
حينما تنتابني نوبة الحب أكون في حالة ميئوس من شفائها ؛ أحس ساعتها بالدنيا التي تحوطني بدفئها وحنانها اللانهائي، بالليل الذي يمجد أحلامي فيبسط وقت نومي لي لأتنعم بنعيمها، بالقلب الذي يصبح نابضا بالجمال والخيال والدلال ، فتصبح ملابسي متعطرة بعد جفاف ، هو هكذا الحب ؛ نعمة ، وأما بنعمة ربك فحدث .
شهية واقعات الأحبة، مشغولة بالهدوء والصفاء ؛ وأجمل ما يطرزها الطهر والعفة والدموع، نعم الدموع التي تغسل القلوب والأرواح .
أما عن البريق الذي يشع بعيني؛ ليزدادا ألقا ونورا واستقرار فهو بريق المعرفة والثقة ، فالحب يغذيك بهما ويدفعك إليهما لتظل عظيم النفس رابحا في تجاربك .
أعرف أن بحر الهوى لا يستقر دائما وأنه ما يعلو موجه إلا ليهبط وما يهدأ إلا ليهيج ؛ فالحذر واجب ومفروض ؛ لكن المنع يجعلنا أشد طلبا للعطاء والحذر يولد فينا الهواجس والترقب .
فالنزاعات التي تعترض الحب - على العكس - تربطنا رهن إشارته والندوب التي تصيب ذكرياتنا توثقه وتسجل فينا إقرارنا بالمضي قدما رغم الأحداث .
روحك التي تسربت مني أثناء غروب صورتك أمامي وأنت تركب البحر مغادرا بلادك للأبد ، رسالتك التي انتظرت توهج حروفها طويلا بين يدي ـ لم يعد يجدي نفعا تلقيها بعد كل هذه الأيام البائسة ، الظلام قد حل بعيوني ، وأنا الأن معتمة .
كنت أُمنّي نفسي وإياك أنك ستكون ظهرا وسندا ، لكنها الحيلة العاجزة والزمن الجارح ، أبعدك وأبعدنا ، وطرح على بعدنا مسيرة من وجع وكرب .
(( ماما ، أرجوكي متبكيش ، لأني مش هرجع عن قراري بالسفر ، الدنيا بقت ضيقة وبقينا عايشين في شوارع مليانة بلاعات مفتوحة ، كل يوم يسقط واحد مننا ، وأنا مش هستنى لما أغطس تحت الأرض )) .
كنتَ قاسيا وشاحبا ومكسورا ، كنت مصدرا يشع العتمة واليأس والإحباط .
لم أر فيك ابني الذي أحلم به ، ولم أر لي ظلا من ساعتها للآن .
غَرُب وجهك عني من لحظتها ليشرق على أرض أخرى وبشر آخرين ، أحسدهم وأشكو إليهم ضعفي ، فما أقسى الغروب حين يسحب معه الدفء والضوء ويجلب بديلا الموت والذكريات المؤلمة .
لم تكن أنت الوحيد الذي غَرَبْتَ بل غَرُبَتْ روح أبيك بعد قليل من سفرك ، وبقيت أنا وحيدة في منتصف السلم ، لم أصعد لأكتمل ، ولم أنزل لأشارك الأموات حياتهم الخالدة .
قلت لك حينما كنت تصعد سلم البحر ، ليس بك رجاءً ولم يعد لي أمل ، للأسف لم يعد لي أمل .
-----------
الصورة ليست من تصويري ، منقولة من هذا الرابط
الحكواتي يوظف جسده، صوته ولغته (البانتوميمية) بغية التأثير على المشاهد، وهو يتلاعب بسياقات الحكي والقصة وتسلسلها لكي يبقى الجمهور مشدود إليه .
المواد التي يحكي عنها الحكوات
ي تتنوع تنوعا هائلا: ثمة قصص مكتوبة وأخرى شفاهية، قصص شهيرة، وأخرى مجهولة، قصص دينية وغير دينية، قصص غنائية وأخرى نثرية.
من أهم صفات الحكواتي هو أن حكايته متغيرة ومتأثرة بجمهور الليلة التي يتم فيها السرد أو الروي. ففي كل عرض يقوم الممثل (إذا صحّت تسميات عرض وممثل) بارتجال السياق الدرامي للحكاية لكي يلائم تلك اللحظة، ويقوم بتأويل جديد في عملية الإخراج. الحكواتي يربط بين قصص مختلفة معتمدا في تحديد تسلسلها على إحساسه بالجمهور.
أحيانا يوجد ثمة شخص بين الحاضرين لا يروق للحكواتي لأسباب شخصية ربما أو بسبب عدم اهتمام ذلك الشخص بالقصة. يعمد الحكواتي على إسقاط الشخصية البغيضة على ذلك الشخص، ولكن بطريقة لبقة لا تدفع ذلك الشخص لمغادرة المكان. الطريقة التي يروي بها الحكواتي إذن هي عملية مزيج مستمر بين خط الحكاية، النص الجواني، ما وراء النص والموقف الشخصي للراوي من النص ومن الجمهور.
وجمهور الحكواتي بالطبع لي
س جمهورا سلبيا، بل هو جمهور فعال يشارك في تحديد مسالك الحدث. فعندما يبدأ الراوي حكاية عن بطل معروف ينقسم الجمهور إلى مجاميع: الواحدة تتخذ جانب البطل والأخرى تتخذ موقفا مغايرا. يركّز الراوي، وبفراسة، أثناء سرد الحكاية على معرفة موقف الجمهور (الايديولوجي!) لكي يتمكن بعد تخمين ردود أفعالهم ومعرفة مواقفهم من تقديم حكايته بطريقة متوازنة لذلك الجمهور. وتصل مشاركة الجمهور في عرض الحكواتي إلى مديات بعيدة في كثير من الأحيان: الجمهور (في المقهى مثلا) كثيرا ما يقوم بتهيئة أجواء المكان بشكل مسبق اعتمادا على عنوان الحكاية.
أما أثناء السرد فيستثير المشاهدون بعضهم وإذا ما حدثت مصادمات في الحكاية فأنها تنتقل أحيانا لتتحول إلى مصادمات حقيقية بين الجمهور.
بوعي وفهم واضح لمشاعر جمهوره يحاور الحكواتي الحاضرين ويتلاعب بمشاعرهم: في لحظة متوترة من الحكاية، يتوقف الحكواتي أحيانا عن السرد. ينهض ويغادر إلى بيته.
-------------------------------
النص أو المقال منقول من موقع شهريار
الصور من عرض أنا الحكاية بالجامعة الأمريكية نوفمبر 2010
للإشتراك في صفحة مجموعة أنا الحكاية على الفيسبوك اضغط (هنا)
Last Saturday, an evening of storytelling was held by the Ana al-Hekaya (I Am the Story) group at the American University in Cairo. The packed hall was buzzing as the eager audience waited to be told a tale. But, as the lights lowered dramatically, a silence fell over the room. The storyteller was about to take the stage.
Ana al-Hakaya was founded by four writers from the Qalat al-Raweya (The Novel’s Citadel) project, developed by the Women and Memory Forum.
In 2009 Ana al-Hakaya was established as an independent group of academics and writers with the aim to represent Egyptian woman with a positive image through their own feminist perspective.
The group also organizes workshops for reviving this image in the minds of a younger generation of writers, academics and researchers.
The stories they tell are based on actual experiences, researched by Pathways for Women’s Empowerment, one of the group’s projects, under the supervision of AUC’s social research center.
Sahar al-Mogy, novelist, academic and storyteller, narrated the first story, “Hata Yaktamel al-Kamar” (Till the Moon is Full) in a soft, sad tone to convey the helpless state of a rural woman who suffers from her husband’s negligence.
The story opens with the woman’s child asking, “When will the moon become full?” After pausing, the mother replies, “The moon cannot be full on its own, the whole world must give it the chance to show its beauty. The moon is moving, but if the world does not move with it, no one will be able to enjoy its light.”
Author Ahmed Heshmat’s descriptive story takes the moon as its main symbol in order to talk about the woman’s struggle. The moon represents all women, who need greater society to stand by her side and support her so that she can achieve her potential and appear as her full self.
“Kaydahom Shamaa” (Lighting Them as Candles) was al-Mogy’s second narration. “Kaydahom Shamaa” is a well-known Arabic expression conveying the idea of dedicating one’s whole life to please someone else. But the title has another profound meaning that al-Mogy slowly and skillfully revealed to the rapt audience.
Al-Mogy told a story of a mother who gave up playing the piano due to her disastrous marriage, which she bears for the sake of her children. But one day after she refuses to submit to her husband’s physical abuse, “her fingers light like candles.” This expression was perfectly expressed through the narrator’s gestures, inciting the audience to picture the mother bringing back the light of hope through playing the piano again.
At first, the two stories seem to have identical themes of female empowerment, dignity and free will. But at the heart of the second story is a battle, its ending conveying the necessity of standing up against oppression from men.
“Al-Sakka Mat” (The Waterseller is Dead) sheds light on the possessiveness of Egyptian men toward their women.
The story is a dialogue between an engaged couple. Dawlat Magdy, the narrator, used two different voices to cleverly switch from one character to the other. The man imposes restrictions on his future bride. She is not allowed to participate in household finances, she must wear loose clothes and abide by all his decisions without any negotiation.
Magdy’s sharp tone emphasizes the man's demanding personality. The woman's tone, in replying to her fiancé's demands, is sarcastic. “Al-saka mat” is another popular Egyptian proverb, illustrating the woman's total denial of her betrothed's old-fashioned concept of dominating woman.
“Gamal Ashmawy," the title of another story as well as the protagonist’s name, tackles another element of our patriarchal society.
Ashmawy is a newly divorced man who wonders why his wife has abandoned him through seeking khula (khula gives an Islamic woman the right to separate from her husband by returning the dowry).
Ahmed Heshmat, the storyteller, listed all the protagonist’s offenses, such as throwing his wife’s books out of the window, taking most of her salary and beating her. From the deluded perspective of the abandoned man, these things seem perfectly normal.
Despite the protagonist’s immoral actions, Heshmat succeeded in adding humor to his negative traits, making the story both poignant and hilarious, and effectively conveying the stereotypical Egyptian marriage and the heroic woman who abandoned it
-----------------------.
ممكن تشوف الموضوع في موقع جريدة المصري اليوم بالإنجليزية... هنا
كتب الفؤاد بالدفا والضم والألوان
كتب الفؤاد أحلام منسية ومرمية
وحكى الكتير ع الجفا والصد والإنسان
شافها الغريب عدى ملقاش لها غية
تعبيره كان بالنفي ولا كانش ليه عنوان
ولا كانش ليه حبه ولا كانش ليه نية
كتب الفؤاد أمره مخترش غير سجان
لما قبل يالهجر والقرب كان دية
بين الهوى والمر عاش الفؤاد أحزان
صبح الفؤاد شارب غفلته .. ( هيه )
شاف الكلام يتمنع كان الكلام غلبان
دا اللي يدوق الحب عايشها ف وسيه
تخيل أنك تنظر إليّ، تخيل اضطرابي ولجلجتي وإنفعالي توترا حين لقياك، تخيلني وأنا أركض خلفك ويدك اليمنى تشدني بقوة على طريق الكورنيش الذي إنشئ للعاشقين أمثالنا ، تخيلني وأنا أتنهد أمامك من التعب ومن اللهفة عليك حينما تركتني لتطارد بعض الصبيان الذين تهكموا علينا ونحن سائرين في إحدى الشوارع الجانبية المظلمة .
هل تخيلت ؟ أم تحتاج بعضا من حكاياتي المسائية التي كنت أقصها عليك لكي تجذب النوم إلى شطوط عينيك السمراء؟ وهل تذكرت صباحنا ونحن راقدين كل منا في سريره لكي ينعش الأخر بما تناوله مؤخرا من أحلام الليل الهادئة ؟
أقسم لك أني كنت أراك كل ليلة في منامي وكنت دائما أتخيل صورتك بجواري كي أنام. وأعرف يقينا أن نهارك دائما ما تمتلأ سويعاته برائحتي وصوتي وتراتيل أغنياتي التي نعشقها معا وندندنها معا .
حبنا هذا الذي كان قاب قوسين او ادنى من الفشل لا يقهر أبدا ، فكلما تطوعت أنت في هدم جزء منه تكاثر ليبني في قلوبنا أجزاء واجزاء وأجزاء ، رفة الأعين بيننا بعشق ملايين أخرين ، وتنهداتنا بحب مشغولين هائمين ، فليس كل محب شغوف ولا كل عاشق متيم ملهوف .
اتسمع دقات قلبي ؟ لكم وددت أن أتسمع دقات قلبك وأنا واضعة رأسي على جانبك الأيسر ، ولكم تجاوزت حدودي معك ، لكني أعرف أنه ليس بين المحبين حدود وفواصل .
سمرتك ونظارتك طريقتك وأنت تأكل قطعة الشوكلاته تبعث في نفسي لهيب الشوق إليك، وترسل إشارات وعلامات ليس بينها حُجُب بأنك من تمنيت لتكون حبيبي فكنت، أعرفك منذ بدايتي رغم عدم لقائنا ، كنت تأتي إلي طيفا وروحا برية لتلملم حزني وألامي التي ضايقتني كثيرا.
كنت أعرف لونك واسمك حتى قميصك الأبيض كان معلوما لدي.. ألم أقل لك بأني كنت اعرف عنك كل شيء ، صدقني .. فالمحبون يرون بعين الروح ويطالعون مستقبلهم في صفحات نومهم .
هذه أولى رسائلي إليك ، بعد لقائنا الأول ، أرجو أن تردها علي بما يشبع نفسي ويسكت لهفتي ، يا ظلي الذي تركته في البلاد البعيدة أنا روحك التي تنتظر جسدها لتعيش بين مفردات الحياة .. فلا تتأخر عليّ .
حبيبتك (وفاء)ـ
جزئين التصقا على فراش وثير ناعم شبه مستطيل ، بعد المسافات الذي كان يغلفهما زادهما شوقا لارتعاشات لطيفة محببة ، ودا لو يجتمعا إلى أخر الدهر وأبد الأبدين .
لون محبتهما الزيتي السائل كقطعة شوكلاته التي ساحت بفعل الحرارة يوهجهما ، ويضيئ عينيهما إضاءات وقورة لامعة ، يشم خلالها كل منهما أحضان بعضهما لحظة الضم والافتراق .
_ (( أه .. كم من ليل تركته يمضي يا حبيبتي دون أن يخبرني مدى جنونك بي ، وكم من نهار تركني دون أن يطلعني على صورتك ، أو يرسل إلي صوتك المتقطع الهائج .
أراك كما تشائين وكما يحلو ليه يا زاهرة .. تدللي علي قليلا ، بل كثيرا ، وانزعي مني إرادتي رغما عني )) .
حبات اللؤلؤ التي بين شفتيها يود لو يقطفها بلسانه ، يحاول مرة أخرى فتصده ممتنعة مما يزيده رغبة وولعا ، يدغدغ أنفها بأنفه ، يدير مفتاحها فتسري كهرباء الوصال لتنتج هزات رقيقات ، (( وما أمتعها من هزات )) .
_(( لملم ما شئت مني ، فلن تفلت ، فأنا الآن فريستك ، وأنت اصطيادي ، مرت الأوقات التي ضيعناها معا ترفا وتمنعا ، أما الآن فلا مفر منك ، ولا ملجأ مني )) هكذا يسمعها أو يتخيلها تقول .
تحرك عنقها ليسقط بن يديه ، وتغمض عينيها وعلى وجهها ابتسامة الاستمتاع ، ليسافرا ضد تيار الريح معا ، يضغط على كتفيها بكفيه ليعلو درجات سلمها ، لافحا وجهها بأنفاسه الساخنة .
يرى في عيونها أبار مياه الحياة فيبحث داخلها عن الارتواء ، ويسبح .. يسبح كي يهتدي إلى شطوطها ، ويتقلب كما لو أنه سقط على جمر من نار ، ويضيف على تقلبه أهات لا تعرف مصدرها .. أهو يتوجع أم يمارس طقوس استمتاعه المكتوم .
كل لفتة منها تدله على الكثير ، وكل حركة منه من أجلها ولأجله فقط ، لا يردعه انحناءات الطريق ولا وعورته ، فهو كاشف له قديم .
وعلى الرغم من سرعتها وثورتها تحته إلا أنها تظل تحت إمرته ، بل همها الشاغل أن يكون من اعتلاها على مقربة دائما لكي يحيطها الدفء والأمان ولكي تسري فيها الروح ، مكتوب عليها ألا تمارس حياتها إلا بين يدي حبيبها ، فكل لحظة شوق تمر عليها بعيدا تكون هي في غمار صمت راهب رهيب .
ـ (( يا عشقي الأول والأخير .. أعدك ألا أهملك ثانية ، ها قد مضى ثلاثون يوما ونحن بعيدين عن بعضنا ، عرفت منك أنك لم تكوني سعيدة أبدا في هذه الأيام الماضية .
دراجتي البخارية .. لقد مضت فترة الصيانة والإصلاح .. ونحن الآن في أحضان الريح والطريق .. فاستمتعي بي )) .
قاربت أن أتمم من العمر ثمانية وعشرين عاما قضيتها جميعها إلا قليلا على بر هذه المحروسة والتي لم أعي رغم احتفاء التاريخ واحتفاله على مدار السنين التي انقضت في وجودها بتلك الصفة " المحروسة " .
أحس أننا كمن يعيش على ظهر سفينة تجري في عرض البحر تتقاذفها الأمواج العالية والرياح العاتية والأرواح الشريرة .. لا يملك قبطانها من الأمر شيئا ـ معذور هو فليس لديه صحة ولا نفس أو مجهود ينفقه فداها أو لأجلها ـ يغيب في غيبوبته ويصحو على خبر إنقطاع الكهرباء عن مرضى المستشفيات الحكومية بعد أن أصبحوا مرحومين .. فيتثائب ، أو يصحو من سباته على تسمم الفلاحين الكادحين بمياه الصرف الصحي والتهام الكبدي الوبائي لهم بالملايين فيمد ذراعيه " ليتمطع " .
يطلع عليهم كل عام بسحنته التي أكل عليها الدهر وشرب ليحتفل معهم بذكرى ضربته الجوية الحديدية الفولاذية ، التي أنشأت المترو والبنية التحتية .ش
هذه البنية التحتية التي دائما ما يفتخر بها وبإنشائها دائما " الحزن " الحاكم الجاثم على صدور وقلوب الشعب المطاوع المهاود ، إلا أنك حين تبحث عن البنية فإنك لن تجد يا سيدي تحتية ولا فوقية ولا جانبية ، وفتح عينك تأكل ملبن .
على أي شيء هي محروسة إذن ، ومن هو حارسها .. ستقول لي بملء فمك : الله ، أقول لك : ونعم بالله .. لكنني يا سيدي أحدثك عن البشر ، عن صناع الحياة ، عن الثمانين مليون نائم وخامل وضائع وصايع ورد شوارع .
أحدثك عن الشباب الذين يجتمعون لينفذوا تحرشاتهم بدأب ليلات الأعياد إحتفالا وبهجة ببلوغهم سن الهياج ، أحدثك عن الشحاذين الذين يمدون الأيادي بكل تفان وإخلاص وهمة فلا يتركونك إلا وقد أخرجت من جيبك ما يطلبون وإن لم تخرج .. فقط ببنطالك هم خارجين .
أحدثك عن الفلاحين الذين يزرعون البرسيم دأبا عوضا عن القمح لتأكل البهائم وتشبع وليمت أكلو خبز الحكومة في طوابير التلاحم والزحام .
لون هذه البلد أصبح رماديا باهتا بطعم مرير مسموم ، وهواءه ملوث خانق تعلو أجوائه سحابة سوداء وترتفع درجة حرارته لأعلى درجات الغليان الإجتماعي والسياسي المرشوش ببعض بهارات الفتن الطائفية والطبقية وسلم لي على اللصوص و" الحرامية " .
هل لديك حل لإنقاذ 80 مليون فرد معوز محتاج قصير اليد والعين والعقل ؟ هل لديك أجوبة عن ولعهم بالخنوع الذي يسمونه رضا ، وبالقهر والتعذيب الذي يسمونه قلة حيلة وقدر .
ينتظرون أن تأتي إليهم ملائكة السماء برياح التغيير دون أن يصيبهم أذى أو رهق . يحبون أن يقفوا على عتبات الدار ويجلسوا على الحيطة لكي يروا الزيطة ويسمعوا الزمبليطة دون أن يفكروا بأن يمسحوا من على أقدامهم نقش الحناء