السبت، 14 مارس 2009

شتوية

من كام شتا
والدنيا غرقانة قوي
متفتته
من كام شتا
وقلوبنا ترجع مستحيل
متجددة
من كام شتا
لم الولد حبره الغميق
من ع الورق
وانا قولت هاتو الحبهان
عشان طعامته
جابو معاهم مستكة
.........................................
(( هذه القطفة كتبتها إهداء للجميلة صاحبة مدونة فراشة ولكن شفافة ))

الخميس، 12 مارس 2009

على أمل الحبيب 2

عفوا .. لا تقرأ هذا الجزء قبل أن تقرأ الجزء الأول في التدوينة السابقة ..
********************************
شاركته صديقته المتحررة الرأي بعدما ألحت عليه بإخبارها بما يكنه ، فقد كانت صديقته تلك ترى من خبرتها أثار حبه على قسماته الجامدة والتي تخفي ورائها سرا حاول كتمانه طويلا . وخافت أن يكون ما ضج بداخله بسبب منها هي .
حكى لأصحابه وهو على يقين أنهم لن يفضحوا سره الجليل . إلا أن أقربهم منه لم يمنع لسانه من البوح لصديق بعيد بعدما علم منه أنه سيتقدم لطلب يد الحبيبة .
الأيام تمر .. وكلما جرت به تنطوي أحساسيسه وتتراكم حتى تصل في نفسه لدرجة الغليان .
ارهقته هذه المشاعر شهورا بأيامها ولياليها ، يشكو نفسه لنفسه ، ولا يجد مجيبا ولا راد لسؤله .
كان راي صديقته المتحررة أن يكشف ما به ، فليس هناك خجل منه ، فالحب ظل الدنيا الوارف . وشجرتها الخصبة دائما وأبدا .
وزيادة منها في حرصها على مساعدته ، عرضت عليه أن تخبر هي حبيبته بما ضن هو بقوله لها .
تردد خوفا مما لا حسبان له ، بالإضافة إلى أنه لا يرغب في الاستمرار ، فكل ما كان من إخفائه لمشاعره ما هي إلا مقاومة .. وأي مقاومة وجهاد هي ؟!
إلا أن نفسه ما زالت تعصيه .
انساق مريضا وراء عرض صديقته دون ان يحسب ما فات وما سيأتي بين طيات الساعات المقبلة .
رتبت له الصدفة المصطنعة نزهة كانت فيها حبيبته ، وكذلك صديقه القديم وصديقته المتحررة ، معا وسط أمواج نيل الحب والذكريات .
لم يخرج من هذه النزهة إلا باصطياد أحزان جديدة وتباريح أشد وارتفاع زائد في درجة حرارته وضغط دمه .
أراد أن يكون لقاؤهما عفويا ، غير أن محاولاته في السيطرة على مشاعره أحبست عنه تدخلات إنفعالاته الطبيعية .
ظل في نزهته يجري وراء معانيها ، وظلت هي تقطع من أوراق وردته حتى أفنت على ما تبقى من نضارتها بعينيه .
صرح لها بالحب الكامن والمطلق في أوردته ، فسالته : (( منذ متى ؟ وأين ؟ وكيف ؟ ولماذا هي وليست أخرى غيرها ؟ )) .
أجابها باستحالة الرد على اسئلتها ، إلا بعد إجابتها على سؤاله ، طلبت على الفور طرح السؤال ، فقال لها سائلا برفق : (( ما هو الحب ؟! )) .

الثلاثاء، 10 مارس 2009

على أمل الحبيب

هي التي كانت تظهر له كل رغبتها في البقاء بجانبه ، وتسطع في عينيها شمس المحبة عندما تتوارى شمس الدنيا في مغيبها .
كانت رغبتها هذه تعطيه الامل القادم بيقين ثابت لا شك فيه ، وكان صوتها الناعم كخد طفلة صغيرة في حين خطابها له تُأَمل له جميل المستقبل . فقد كانت كل شيء بتجليها أمامه ، وأي شيء حين تغيب عن رؤية عينيه .
تلمسته بكل ما فيها من سحر لا يحسه غيره أحد ، فقد يراها البصير غير جديرة بحبه ، وغير أنثى تستحق منه كل هذا الوله العميق .
أحس منها غير مرة باستجداء نبضات قلبها على أعتاب قلبه المغلق من زمن ، طوى عبر ذلك كل أفكاره الرتيبة بألا ينتهك حرمة أسوار فؤاده .
ضل في السعي ، وأتعبه الفكر والإنشغال . وظل يسبب بينه وبين نفسه حكمه الذي سيصدر برفض تفاعله مع ما أشعلته هي فيه بجذوة العشق .
يا لهول المسألة .. وصعب الاختيار .
حكى لها عنها ، وحكى عنها لهم ، ولم يحك عن خلجات نفسه بعد .
كانت تزيد حرارته في كل مقابلة غير موعودة معها ، وترتفع سرعة نبضاته بضغطات من حروف شفاهها عند كلامهما سويا .
كان ينساها كثيرا ، ويشتاق إليها أكثر .
أنهكته المشاعر التي كانت تتكاثر بداخله لعدم قدرته على الفكاك من اثارها حتى ازدحم خياله وحقيقته بها ، وأعطته الشعور بالفقدان والذوبان تحت اسم حبيبها .
رافضا كان على أمل البقاء وحده ، راغبا على العكس في مشاركتها ، علها تخفف عنه ما تبدى من أثار جمر أيامه البليدة .
ما كان يعتقده أنها تحبه أكثر ، وأنها تتمنى وده وقربه للأبد .
فمن هي حتى تحوز على أغوار سريرته ؟!
هي التي أرادت وهي التي أحبت ، وما هو إلا ملبيا لنداءات حبها المتكررة .
ربت على كتفه ـ صديقه القديم ـ قائلا : (( خد اللي يحبك ، وما تخدش اللي تحبه )) .
لم يكن هذا معيارا يلبي له ما ثار فيه ، لكنه كان قد تأثر كثيرا به .
كيف له ؟!
أليس كان باحثا عن العقل والحكمة في صورة انثى .ألم يكن معارضا لفكرة الحب من أجل الحب ومؤيدا لفكرة الحب من أجل الكمال والاكتمال ؟
أراد في صراعه العميق أن تكون أنثاه جزءا منه وله ـ مثله مثل أبيه أدم ـ أراد أن تكون من نفس نفسه وذات ذاته وكينونة كيانه .
أراد أيضا أن تكون انثاه جزءا يخبئه القدر ليتحفه بالصدفة والمفاجأة حين يلقاها على نفس الوتيرة والشوق .
لماذا أراد لنفسه الشرود ، وقلبه ما زال رضّا لم يرض بأثارها المختلطة عليه .
لماذا أسكت في صدره هذا الحس الأعلى ، وقبل على الرغم من معرفته السابقة بمجريات التنازل والتخلي عن المقام .
ظل في هذا ستة اشهر ، يكتم ما به ، مدافعا عن وجهته ، يود إخبارها بحبه المريض ، أو بفشله في البعد والانحسار والتراجع .
ظلت ندائاتها تمنعه ، وتطلب منه ما هو أشد عليه واعمق ، بدون تصريح ، ليس إلا تعريض يفهم على وجهتين .
هذه أنغام تغني : (( حبيتك ليه ، مش عارفة أنا حبيت فيك ايه )) ، كأنما كانت بصوتها تشاركه ظلماته .
ظلت الدنيا تضيق به رغم وسعها ، وظلت أنغام تلقي على مسمعه : (( إلقالك حد لو داقت بيك ، يفتح لك قلب )) .
يا لوعته .. وسط حرارة انتشائه حين تناديه من بعيد : (( أنا واخده منك على خاطري ، ايوه مخصماك ، علشان مبحسش دلوقتي إن أنا وحشاك )) .
هل كانت أنثاه تلك تعرف أنه يسمع لكلام أنغام ، وأنها ذات دلال عليه ، وقول مجاب لديه .
ربما .. لكنه سيخسر القادم ، لو طاوعته نفسه ، وغرقا معا في بحر الحب الٌلجي .
(( مش قولتلك حيران مش قولتلك ، مش قولتلك تعبان وتعبتلك ))

الأحد، 1 مارس 2009

إليك يا ~* محمد يحيى *~

______________________
في عيد ميلادك أذكرك .
وفي غير عيد الميلاد الثامن والعشرين أذكرك .
كم كنت أعشق حضنك الدافئ والملئ بالطيبة والحنان ، ومازلت .
كم كنت أنتظر لقياك لأحكي لك متاعبي وهمي ، ومازلت .
كم مرة اجتمعنا لتلقي على مسامعي مرددا :
(( لو كان لي قلبان عشت بواحد ، وتركت قلبا في هواك يعذب ..
لكن لي قلبا تملكه الهوى ، لا العيش يحلو له ولا الموت يقرب
كعصفورة في ايد طفل يضمها ، تذوق صياغ الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يحن لما بها ، ولا الطير ذو ريش يطير ويهرب )).
لتناشدني بعدها لأقول لك بعضا مما اكتب ومما كتبت .
تعرفني يا صديقي أنني أكره الوحدة وأحبها .
لكنني أحب أكثر وحدتي معك ، وابتعادي عنك . كحبي للقياك واقترابك مني .
اتذكر الأن لحظات اللقاء الأول التي ما زالت في ذاكرتي لم يمحها الزمن .
فهل تتذكرها انت ؟!
أتذكر أول دروسك لي في مهنتنا الشاقة المتعبة .
وأتذكر دفاعك ودفعك لي في حياتنا التي كنا نخطو فيها خطواتنا الأولى .
كنت الأسرع خطوا لأنك كنت الأقدر والأجدر على ذلك .
وكنت ملاذي الأول والأخير في ظل عتمتة مني وغفلتي .
كنت صاحبي وأخي وأبي وأستاذي الأول .
وكنت أنا تلميذا صغيرا في مدرستك .
كنت أنا صغيرا جدا بجانبك ، كبيرا جدا لقربك مني .
أعلم أنني أخذت منك الكثير ، وأنني لم أعطك شيئا ردا لجميلك .
أشهد أنني تعلمت منك الكثير ، فلا تحرمني منك ومن علمك في الايام القادمة .
سأظل أعترف لك ، فلا تبخل علي بسماعك اعترافاتي .
فلن أجد احن وأطيب وأصدق منك .

السبت، 21 فبراير 2009

تجليات نفس


ـ كلما نظرت إلى الغد القريب ، أجدك يا حبيبتي في البعد الغريب
ـ سأعطيك ظهري لتكتبي عليه وشمك الذي لن تمحوه ألامي
ـ لن أكتفي في حبك بالنظر إليك ، بل سأمرر دمي داخل شرايينك كلما تمنيت الحياة
ـ سأبحث في المفردات والفِكَرِ عن معناك ، وفي الخيال والاستعارات عن صورتك
ـ حتى تمكنيني من حبك ، سأظل مرددا اسمك في أجمل أحلامي
ـ لن أكتفي بالشوق لأصل لذروة العشق ، سأكون عاشقا مُجِدداً ، ومعشوقا مُجَدداً
ـ ستتعامد عليكي أشعة حبي طوال أيام السنة ، وستغرقين في بحر الهوى حتى تدركين شطوطي
ـ سأتأخر عليك بقبلاتي ، فكلامي أحر وأمتع من وصل بالشفاه فقط
ـ سأنكر نفسي لأجلك ، وسأعلو عليك عندما تغترين بي
ـ لن تفقدي معي كل شيء ، بل ستكتسبين من نفسي الكثير
ـ عندما يحتاج قلبينا لنبض على إيقاع واحد ، سأكون أنا أنت وأنت عندها ستكونين بلا " أنا"
ـ لا تبحثي عني ، فقلبك يعرف الطريق للوصول وحده ، إنها حسبة القدر والحب

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

إسعافات أولية


ـ من يملك قُوْتَه يملك قُوَتَه .

ـ أنت دائما في وحدة ، مع غيرك أو مع نفسك .

ـ كن كالمساء الذي اكتمل بدره وصفت سمائه ، ولا تكن كالصباح الذي غابت شمسه واجتمعت غيومه .

ـ ضع في يقينك أن الله وحده هو اليقين .

ـ لا تنظر إلى معايبك بعد ذنب فلن تحظى بالتوبة .

ـ لا تخش خفقاتك ، فالقلب يخفق طالما ظل حيا .

ـ لا تكن حاضرا دوما في مجالس أحبابك ، فكثر الحضور تفقدهم لذة الشوق إليك .

ـ إعط للعاصفة ظهرك حتى ترى طريقا للمواجهة أو الهرب .




السبت، 7 فبراير 2009

الحلاج وواقع مهضوم 2

ولما كان الحلاج قد أثار بكلامه غضبا للأخرين ، مما جعل حضوره بقوة في مجال تفكيري هذه الأيام .(*)
نعم .. فما فائدة الكلام إذا كان الصمت منا يجعلنا في مصاف الرضا من الأخرين .
أغضب أنا عندما يحاسبني أحد على رأيي الذي صرحت به من قبل ، أغضب أكثر عندما لا يكترث أيضا ببياني له إختلاف الموقف واختلاف الكلام أو الرأي المصاحب له تباعاً .
أعلم أنه : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (1) ، كما أعلم أيضا أنه : لا يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم (2) .
ما المقياس إذن ؟
يقولون أن الله قد خلق لنا أذنين وفما واحد لنسمع أكثر مما نتكلم ؟
هه .. وما فائدة الأذنان إذا كان الصمت لنا قاعدة ومنهاجا ؟
ولمن نؤثر الصمت إذا كان كثرة المتحدثين كغثاء السيل ؟! (**)
تعتمل هذه التساؤلات داخل عقلي كثيرا .. أحدث نفسي أحيانا ، لكنني لا أطيق ما بي وحدي ، يجب أن يتحمل الأخرون معي ما بي ، فلست أنا نبيا حتى يرسل الله إليّ جبريل عليه السلام ، ولا أزعم الولاية ليؤيدني الله بكراماته .
لكن لمن أوجه كلامي ؟ أعلم أنكم كلكم ستستمعون إليّ .. إلا أنه من عليه عبء الرد ؟
من عليه مسئولية إجابة أسئلتي ؟
يقول الشيلي صاحب الحلاج وتلميذه : (( أنا والحلاج شئ واحد، فأهلكه عقله وخلَّصنى جنونى ! )) ، في إشارة منه إلى إدعائه الجنون عندما واجهوه بكلامه لكي ينجو من القتل والاتهام بالمروق على الدين ، وذلك غير ما وقع من الحلاج فلم ينف ما قاله أو يدع الجنون ، لذا فقد قتل الحلاج شر قتلة ودخل الشيلي البيمارستان .
يقولون من تكلموا عنه من السابقين أنه عارض القرءان ، إلا أنه للأسف لم يأت واحد منهم بكلام له يعارض القرءان فيه ، أو يتشبه فيه بما نزل من ربي العليم .
عندي يقين أنه عندما يثور الخلاف حول امرء ، يكون هذا المرء صاحب نفسه ، أي أنه لا يبالي بالعامة ممن لن يفهموا ما درج إليه أو ما ولجت إليه روحه .
وأن هذا المرء ما ينطق لأجل رضوان أحد أو لسخط أحد ، بل ينطق لنفسه ويدون لها تاريخا تحتفل به عندما يفارقها في أخر المطاف .
لم تكتمل الصورة عن الحلاج بعد ، فلست أنا برسام لشخصيات التاريخ ، ما أنا إلا أخذ دلالة لنفسي تعينني على إجابة أسئلتي ، فأنا السائل والمجيب .
يقول الحلاج عن المزج الذي اتهموه به : (( مَنْ ظنَّ أَنَّ الأُلُوهِية تَمْتَزِجُ بالبَشَريَّةِ، فقَدْ كَفَر )) .
وعن الحلول المتهم به أيضا يقول : (( إِنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ هِىَ تَوْحِيدُهُ، وتَوْحِيدُهُ تَميُّزُهُ عَنْ خَلْقِهِ، وكُلُّ مَا تَصَوَّرَ فِى الأَوْهَامِ فَهْوَ ــ تعالى ــ بِخِلاَفِهِ ، كَيْفَ يَحُلُّ بِهَ، مَا مِنْهُ بَدَأ .. )) .
(( (طاسين الأزل والالتباس) ما نصُّه : اشتقَّ اسم إبليس من رسمه ( يقصد : لأنه التبس عليه الأمر فى الأزل) فغيِّر عزازيل، العين لعلق همته (يقصد : لأنه تعلَّق بالله على التجريد فلم يسجد لغيره) والزاى لازدياد الزيادة فى زيادته (يقصد : لأنه أزاد على كونه طاووس الملائكة، كونه الوحيد الذى لم يسجد لغير الله) والألف إزادة فى أُلفته ، والزاى الثانية لزهده فى رتبته، والياء حين يهوى إلى سهيقته، واللام لمجادلته فى بليَّته، قال له : ألا تسجد يا أيها المهين؟ قال : محب ، والمحب مهين، إنك تقول مهين، وأنا قرأت فى كتاب مبين، ما يجر علىَّ ياذا القوة المتين ، كيف أذل له وقد خلقتنى من نار وخلقته من طين..
ثم يقول الحلاَّج : يا أخى ، سُمِىَ عزازيل، لأنه عُزِلَ، وكان معزولاً فى ولايته؛ مارجع من بدايته إلى نهايته، لأنه ما خرج عن نهايته.. والمقصود بالنهاية هنا، إدراك ابليس ــ وهو أعرف العارفين بالله ــ أن الأمر الإلهى له كان ابتلاءً، وأن المعصية مقدرةً عليه فى الأزل ، وأنه لن يخرج عن دائرة المشيئة الإلهية التى اقتضت كل ما جرى! ))
إذن هل كان الحلاج خاطئ عنما صرح بما في نفسه ؟
وهل كان ما في نفسه هذا خطأ كبير وإثم عظيم ؟
ليتني يا حلاج أدركتك ، ليتني عشت أيامك لأكون على حقيقة من أمري .
وبعد ..
ماذا بعد ..
لاح لي الأن موقف أتذكره جيدا ، كان هذا الموقف بين إمامين جليلين وخليفتين عظيمين ( عمر وعلي ) رضوان الله عليهما ، وكان معهما صحابي أخر لا أتذكر اسمه .
تروي لنا قصة هذا الموقف أن هذا الصحابي قد دخل على عمر بن الخطاب صبيحة يوم ، فسأله الفاروق رضي الله عنه : كيف أصبحت ؟ ، فأجابه الصحابي : أصبحت أحب الفتنة وأكره الموت ولي في الأرض ما ليس لله في السماء ..
تعجب الفاروق منه ، واستشاطا غاضبا ، وكاد أن يفتك به لولا أن دخل عليهما باب مدينة العلم ( علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ) ، فوجه إليه الفاروق يستنيره فيما وقع من كلام الصحابي يقول : تعال لتر ما يقول صاحبك ، فسأل علي بن أبي طالب عما حدث فأخبره بما كان من سؤاله وما كان من إجابة الصحابي .
فابتسم سيدنا علي مجاوبا سؤال أمير المؤمنين عمر، بأنه يقصد من قوله أنه يحب الأموال والأولاد وهما فتنة ، ويكره الموت والموت حق وله نساء وأولاد مغايرا لحال رب العزة الذي ليس له صاحبة ولا ولدا .
فكان رد الفاروق على ذلك : بئس المقام بإرض ليس فيها أبا الحسن يقصد بقوله هذا أنه لولا سيدنا علي وحضوره في هذه الساعة لكان له شأن أخر مع الصحابي ، وربما لكان الفتك به ، فوجود سيدنا علي منع ارتكاب اثم من الخليفة وبين ما عصى من فهم عليه .
إذن فما أقرب الأمس من ذاك اليوم .
هل لنا أن نستحضر روح سيدنا علي في كل زمان ومكان حتى يبين اللبس ويزيل العسير من القول .
وأنى لنا أن نجد ( العلي ) ، أنى لنا بعلي .
تتجلى هذه الأزمة الأن وأنا أسمع عن قرب صدور كتاب للدكتور / مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر ، والذي ينوي اصدار كتاب عنوانه ( البيان الحرام ) ، أشعر من اسمه أنه سيتحدث عن المحرم من القول وما يجب علينا أن نلتزمه في حديثنا وأقوالنا .
أرجو ألا يصيبني هذا الكتاب بالخيبة ، أرجو أن يكون أحسن مما أتوقع .. لعله ذلك إن شاء الله .
---------------------------------------------
هـــــامش
(1) القرءان الكريم .
(2) الحديث الشريف .

الأربعاء، 4 فبراير 2009

الحلاج وواقع مهضوم

كثر الحديث عن الحلاج , واهتممت أنا بشأنه لفترة كنت فيها بالجامعة , حينما وقع بين يدي كتاب للفلسفة الإسلامية لزميل لي كان في السنة الاولى بكلية التربية قسم اللغة العربية , وكان الدكتور المؤلف بفرد صفحات عديدة لحياة الحلاج ونهاية قصته بعد صدور الحكم عليه بالموت .
قرأت من كلامه اليسير إلا انه حاز على إعجابي البالغ بمقدرته التي حسده البعض من الذين تجدهم رابضين متربصين راصدين حركات الناس وسكناتهم على غير ما ارادوه هم بنياتهم .
عجبت جدا منه إذا يطلب من ربه حال تنفيذ الحكم الشرعي ـ كما البسوا عليه من وصف ـ غفرانا ورحمة لهم لأنهم لا يعلمون ما علمه .
لا أملك إلا أن أحسبه عند الله خيرا ، لأنني لا أجد فيما عرفت عنه ما يناقض ذلك إلا من كذب وافترى .
هذه كلماته قبل صلبه :
نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ
وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِئ
لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ
وأنْتَ الذِى فِى السَّماءِ عَرْشُكَ
وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه
وفِى الأرضِ إِلَه..
تَجَلَّى كَمَا تَشَاء
مِثْلَ تَجَلِّيكَ فىِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ
والصُّورَةُ
هِىَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ
الذِى أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ
وهَؤَلاءَ عِبَادُكَ
قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ
وتَقَرُّباً إليْكَ
فاغْفرْ لَهُمْ !
فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِى
لما فَعَلُوا ما فَعلُوا
ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّى مَا سَترْتَ عَنْهُمْ
لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ
فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ
ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيد
<<<<<<<<>>>>>>>>>
هذه كلماته شعرا حال حياته:
ياويح روحي من روحي
لبيك، لبيك، ياسري ونجوائي
لبيك، لبيك، ياقصدي ومعنائي
أدعوك بل أنت تدعوني إليك
فهل ناديت إياك أم ناديت إيائي؟
ياعين عين وجودي يا مدى هممي
يا منطقي وعباراتي وايمائي
يا كل كلي، يا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي واجزائي
يا كل كلي، وكل الكل ملتبس
وكل كلك ملبوس بمعنائي
يا من به علقت روحي فقد تلفت
وجداً فصرت رهينا تحت أهوائي
أبكي على شجني من فرقتي وطني
طوعاً، ويسعدني بالنوح أعدائي
أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني
شوق تمكن في مكنون أحشائي
فكيف أصنع في رحب كلفت به؟
مولاي، قد مل من سقمي أطبائي
قالوا تداو به منه ، فقلت لهم: يا قوم ،
هل يتداوى الداء بالداء
حبي لمولاي أضناني وأسقمني
فكيف أشكو الى مولاي مولائي
إني لأرمقه والقلب يعرفه
فما يترجم عنه غير ايحائي
ياويح روحي من روحي، فوا أسفي
على مني فإني اصل بلوائي
كأنني غرق تبدو أنامله تغوثاً
وهو في بحر من الماء
وليس يعلم ما لاقيت من أحد
الا الذي حل مني في سويدائي
ذاك العليم بما لاقيت من دنف
وفي مشيئته موتي وإحيائي
يا غاية السؤل والمأمول يا سكني
ياعيش روحي، يا ديني ودنيائي
قل لي- فديتك- يا سمعي ويا بصري
لم ذل اللجاجة في بعد واقصائي
إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً
فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي
العارفون صحبي
للعلم أهل وللإيمان ترتيب
وللعلوم وأهليها تجاريب
والعلم علمان: منبوذ ومكتسب
والبحر بحران: مركوب وموهوب
والدهر دهران: مذموم وممتدح
والناس اثنان: ممنوح ومسلوب
فاسمع بقلبك ما يأتيك عن ثقة
وانظر بفهمك فالتمييز مرهوب
إني ارتقيت الى طود بلا قدم
له مراق على غيري مصاعيب
وخضت بحراً ولم يرسب به قدمي
خاضته روحي وقلبي منه مرغوب
حصباؤه جوهر لم تدن منه يد
لكنه بيد الافهام منهوب
شربت من مائه ريا بغير فم
والماء قد كان بالأفواه مشروب
لأن روحي قديماً فيه قد عطشت
والجسم ما مسه من قبل تركيب
اني يتيم ولي آب الوذ به
قلبي لغيبته ما عشت مكروب
أعمى بصير، وإني ابله فطن
ولي كلام، إذا ما شئت مقلوب
وفتية عرفوا ما قد عرفت فهم صحبي
ومن يحظ بالخيرات مصحوب
تعارفت في قديم الذر انفسهم
فأشرقت شمسهم والدهر غريب
سر السرائر
سرالسرائر مطوي بإثبات
في جانب الأفق من نور،بطيات
فكيف والكيف معروف بظاهره
فالغيب باطنه للذات بالذات
تاه الخلائق في عمياء مظلمة
قصدا ولم يعرفو غير الاشارات
بالظن والوهم نحو الحق مطلبهم
نحو السماء يناجون السماوات
والرب بينهم في كل منقلب
محل حالاتهم في كل ساعات
وما خلوا منه طرف العين- لو علموا-
وماخلا منهم في كل أوقات
والله لو حلف العشاق أنهم
موتى من الحب أو قتلى لما حنثوا
قوم إذا هجروا من بعد ما وصلوا
ماتوا، وإن عاد وصل بعده بعثوا
ترى المحبين صرعى في ديارهم
كفتية الكهف، لا يدرون كم لبثوا
ردو على فؤادي
أنتم ملكتم فؤادي
فهمت في كل واد
ردوا علي فؤادي
فقد عدمت رقادي
أنا غريب وحيد
بكم يطول انفرادي
أنا سقيم عليل
فدوائي بدواك أجري
حشاشة نفسي في سفن بحر رضاك
أنا حبيس فقل لي:
متى يكون الفكاك؟
حتى يظاهر روحي
ما مضها من جفاك
طوبى لعين محب
حبوتها من رؤاك
وليس في القلب واللــب
موضع لسواك
حال الدنيا
دنيا تخادعني كأنني
لست أعرف حالها
حظر الإله حرامها
وأنا اجتنبت حلالها
مدت الي يمينها
فرددتها وشمالها
ورأيتها محتاجة
فوهبت جملتها لها
ومتى عرفت وصالها
حتى أخاف ملالها

السبت، 31 يناير 2009

لستَ مِثْلي أبداً

لم يملك مثلي قلباً منفتحاً
ممتلأً بالنشوةٍ ـ
والنسوةْ ،
وتوابعَ هزاتٍ أخرى
ما بين الطيبةٍ والقسوةْ
ـ من حمى الحبٍ المجهولٍ ـ
في رشفةٍ فنجان للقهوةْ
لم يملك سرا من أسراري
عادات كنت أداومها ،
في ليل مني ونهاري
في ظل تراجع أسهمنا
لحدود كنت اباينها
وخمولٍ كاملٍ للنشوةْ
أبداً .. لم يملك
جهدي وجهادي ،
صبري وعنادي ،
نصاً حرفياً مشمولاً،
بعناية حبي وفؤادي ،
شهدا مخفوقاً للصفوةْ
لم يملك مني ..
غير تفاهاتي
بعداً مفروضا عن أهلي
وجعا ملموساً
بشهادة يوم الميلادِ
أو قل أنت ..
عقلاً مخلوقاً للشهوةْ
فأجبني الان ..
أيا من تشهد أني " منقول "
في كيفي أو كمي
في حزني الذائب في دمي
في فرحٍ مني أو همي
وبأني كنت وما زلت
من خارج أفراد الحظوةْ
هل تملك مثلي ..
في عينك ألوان الطيفْ ؟
هل تغرق في بحر الحب ..
لتعيش حياتك بالخوفْ ؟
هل تصفو نفسك أحياناً ،
لتعيش برودة أجوائك ،
وكأنك في فصل الصيفْ ؟
هل تعفو عن خيبة أحلامك ؟
وتعالج كثرة أخصامك ..
بالكشط الدائم والحذف ؟
هل سرت سريعاً ـ
في فترة ما بعد الحبو
من أول خطوةْ

السبت، 24 يناير 2009

إحساس وحيد


وحيدا في مسراتي ومأساتي
وحيدا فيك أيامي وساعاتي
وحيد الروح والإحساس
في ماض وفي آت


***
***
وحيدا صرت يا ليلى

بلا قمر ..

ينير سكون ليلاتي
وحيدا صرت في بعدي
بلا حب ..
...............
ألا تكفيك أناتي

الثلاثاء، 13 يناير 2009

تصريحات لأطفال غزة

- سألملم كل جراح الوطن المنثورْ
وأًجمد خلفي حزنا موعوداً

جاوز عام الستين

بعديد شهورْ

- سأواري سوءات الأخوةٍ
وأظل في غزة بيتي

موطن ظلي

دوما سأثورْ

- ما حال النسوة والأطفالِ

والشيخ الأعزلِ

من قصف الذئب المسعورْ

يا أبتِ ..
ـ الساكن في قبرك ـ

لا تحزن

إن النصر حليف الرب

وأنا سأقدم قرباناً

علّ الرب يناديني ،

لأحقق عدلا مهدورْ


- سأصادر كل حروف العجز

سأُأَمم خوفي

وخلافات السلطة

في ليل الحزن المقدورْ

- سأقاوم من غير سلاحٍ

بعدا مفروضاً

شعبا منقسما منكوباً

شبحاً للموت يخالجني

في كل اللحظات المرةْ

لكني منتظر للنورْ



- سأردد أني مقتدرٌ

بفعال ليست أقوالٍ

بكمال من رب العزةٍ

للنصر الاتي في غزةَ

وأنا في فرح منصورْ

- سأجدد عهداً في نفسي

ألا يحظى بي يأسي

فالأمل القادم يقربني

عيدا مشهوداً

بهلاك الظلم المدحورْ



- وطني ..

يا أخر وطن مهمومْ

إني في جرحك مكلومْ

فتقبل مني روحاً تشهد

أن الله مع المظلومْ

في كل كتاب مسطورْ


الأربعاء، 7 يناير 2009

صدق أولا تصدق !!

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) البقرة 61
قال تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) آل عمران 112
قال تعالى : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) آل عمران 111
قال تعالى : ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ، بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون) الحشر الآية 14
قال تعالى : ( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، ويسعون في الأرض فسادا ، والله لا يحب المفسدين ) المائدة 64
قال تعالى : ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم ، وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ) المائدة 13
قال تعالى : ( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون ) آل عمران 69
قال تعالى : ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ، والله بصير بما يعملون ) البقرة 96
*******************
س / هل تصدق كلام الله ؟ وما مدى تصديقك له ؟

السبت، 3 يناير 2009

ليتنا بلا وطن

لن نكتفي نحن الشعب المأسوف على شبابه إلا بضياع كل شيء من يديه .

ضاعت في الليالي الفائتة أحلامه الباردة كما ضاع صيفه وشتائه .

ضاع من وطنه لون ترابه وطعم مائه .

ضاع منه ذاكرة مليئة بالأمال العريضة .

يا خجلي الذي تمرد عليه لون الأحمر المميز له فلم يعد ساكنه .

تحولت أعيادنا إلى نكبات وحوادث ، كما تحول المجد والقوة إلى ذل ومهانة وانكسار ، وشبعت بطوننا من النفاق والكذب والرياء ، لم تعد لنا أي بطولات و نجاحات ولا سبق لنا إلا في الهم والذل ، فكلنا في الهم والجوع والفقر والمرض سواء .

في هذا الوطن الكبير الذي يمتد بفخر وعزة ـ منسيين ـ من المحيط إلى الخليج ، تتحول كرات اللهب المحرقة إلى كتل من الثلج بفعل برودة أعصابنا ، وسخافة مقامنا .

في ذات الوطن الكبير مساحة والصغير قيما وعدلا وهيبة ، لم يعد لنا أي تذكارات نأخذها حال سفرنا غير صور قتلانا وتشرد أطفالنا وجوع امهاتنا ومعارك قادات الأمة وعقولها على الزعامة والكِبر المريض .

حتى في وسط أزمتنا القديمة ـ فلسطين ـ وحكاياتها التي لا تنتهي ، لم نعد مخلصين لها ولم نعد قادرين على فهم أحداثها .

قرأت في أهرام الجمعة عن إعلان بتبرع إحدى الشركات لأهالي غزة بمبلغ مليون جنيه للمرة الثالثة على التوالي خلال ثلاث أيام ، ولكن للأسف لم أر في هذا الإعلان إلا كل رياء ونفاق .

أنا لم أدخل في نية أحد ولم أحكم على غيب ، إلا أن البديهي هو إخراج الصدقة في السر لا في العلن ـ إن كانت هذه من الصدقات ـ أما وأن يظهر اسم الشركة بمقدمة الإعلان واضحا جليا بالإضافة إلى تمييزها بكتابة ( شركة مصرية 100% ) ، لا يكون في وجهة نظري الضعيف المحدود إلا كل نفاق وتربح من أزمة عربية .

نعم . فنحن حولنا مآسينا إلى وسيلة مربحة بإعلان عن تفضل شركة ـ مصرية حتى النخاع ـ إلى التبرع لشعب مهزوم في فكره وعقيدته وحقه .

وطن عجيب ومواطنون أعجب .

وطن يستعذب ألامه وجراحه وينكأها بقوة ليشعر براحة شاذة .

وطن يغريك بالهجرة منه أكثر ما يحثك على البقاء فيه .

وطن يخذلك كلما تناصره ، وقلما تجده إلى جانبك .

وطن يحبك فيدعوك للموت صريعا بين أحضانه ، ويناشدك ألا تموت على سواحل أوطان أخرى .

وطن بلا التزامات عليه بكل ما فيه واجبات عليك أنت وحدك كشعب .

وطن لم يعد له شيئا يعطيه ، فالغرباء أخذوا منه ما كان فيه ولم يبقوا لك غير البكاء على الأطلال .

سيستمر هذا الوطن الخراب في المناشدة والنصرة والتشبث بك إلى أخر نفس في حياتك .

وعند تحقيق ذلك منك سيعطيك هذا الوطن المستعار ظهره ولن يستقبلك غير ملك الموت .

وطن مجزأ إلى طوائف عديدة وشيع كثيرة وأقليات مزعومة ، ولا أحد يجتمع فيه إلا على الفرقة .

وطن تجرعنا ترابه حتى أعيانا ، وسكنا تحت سقفه حتى انهد علينا .

فيا ليتنا بلا وطن .

يا ليتنا لم نكن في هذا الزمن .

الخميس، 1 يناير 2009

ثلاثة أبعاد للحب


(1)
سأركض خلف أحلامي .. فأنجزها

وأعطكي شعلتي روحاٌ .. تحفزها

وأرمي رفقتي بالشوق ـ

والريحان والعنبرْ ـ

وأمضي فيك ممتلأ بمُعجِزها
*************
(2)

سأعدو نحو عينيك أنا ميلاْ

وأرجو سحرها دوماً وتبجيلاْ

وأبقى عاشقا نهماٌ ـ

ولا أرضى أنا فيك ـ
عن الاحلام تاويلاْ
*************
(3)

وأسأل فيك عن معنً وعن مبلغْ

وأحدث بالهوى صرحاُ إذا يبلغْ

حديث الناس والدنيا ـ

بمشرقها ومغربها ـ

ويكفي شعرك لوناً ،

من الشمس به يصبغْ


الأحد، 28 ديسمبر 2008

عفوا يا أعدائنا ... عاجل


سنظل هكذا
رغما عنكم وعن أنفسنا
لن يعنينا شيء
ولن يحركنا شيء
ولن نبكي
ولن نعيش بكرامة
سنظل هكذا

مرددين أنا الأوائل
في الصمت الرهيب
سنظل نشفي غليلنا في أنفسنا
ناقمين علينا
حاقدين بما وصلنا إليه
من تفاهة
ومن لا معنى
سنعلن كل يوم عن خبر وفاة الضمير
وسنرجوا تحقيق المستحيل
وسندعوا عليكم
بكل ما أوتينا من قوة
ومن رباط الخيل


يا لوعة الثكالى والأرامل واليتم
يا خيبة النفس القوية
يا فرحة إخوان الشياطين
يا غربتي في بلادي
أنا بلا حياة جديدة
والقديمة ترهلت
وانقطع موردها ومنبعها
إلى الأبد

لن يهمنا من ضاعوا
فلقد نذرناهم لكم
فقتلوهم كل يوم
وأبيدوهم عن بكرة أبيهم
فنحن قد وعدناكم بعدم الحراك
وسنظل على الوعد والعهد
وسيظل حذاءنا مرفوعا دائما
عاليا خفاقا
بيننا إلى الأبد
وكلنا (( منتظر ))
وكلنا منتظر لقصف جديد
وخراب مبيد
فكلنا عبييد
سنظل نحفر في المحيط
ونشرب كلنا من الخليج
فلن نجوع نحن بعد الأن
ولن يكون منا أي بشر
ولا إنسان
فكلنا على عتبة السلطان
كلنا مريد

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

الكلام أم الصمت


هل الصمت أبلغ من الكلام تعبيرا ؟

وهل الكلام أيا كان مؤداه ومراد المتكلم منه منتج ومؤثر في حياة صاحبه ؟

وهل قصر الكلام على حسن الحديث والمنطق والأسلوب ؟

وهل لنا أن نجري على ألسننا ما نشاء من كلمات ورؤى وعبارات منسوبة لغيرنا أو يعود مرجعها لنا ؟

وهل فكرت يوما أن نتمهل قليلا قبل أن نتفوه بقول يحسب علينا أو لنا ؟

وهل نحن أمة معجزتها الكلام وصياغته ؟

وهل القول أوقع أم الفعل أقوى ؟

هذه تساؤلات ترد بخاطري حينا وتستمرئ مني إجابات لها .

قررت أن أعرضها وحدها أولا علني أجد إجابات منكم تكون مردودا وتمهيدا لإجاباتي في الرسالة التدوينية المقبلة .

فإليكم أسألتي ، وإنني في انتظار إجاباتكم ..
****************************************
****************************************


الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

محاولات فاشلة للإفلات من الجاذبية





أنا كالشمس والكوكب


وحيدا في مداراتي


وحب لي هو الأنسب


//


أنا والعين في أمسي


ومسألتي ..


وسهد من تباريحي


فلا خسران أو مكسب

//


أنا والشوق أغنيتي


وروح حين تسكنني


وتربح فيّ نشوتها


بإحساس بأن أشرب


//


وتبلغ صيف ليلتنا


تغطي فكرنا المتعب
//

وتسألني مدانية ..


بذات الوقت أن أقرب


//


فليس الجذب يمهلها


ولست منه في مهرب


------


-----

السبت، 13 ديسمبر 2008

ستة دروس في ست دقائق

أولا : كل عام وأنتم بخير
****************
ثانيا : وصلتني هذه الدروس الست على الإيميل ، ولشدة إعجابي بمحتواها وبما تكرسه لنا من توعية وبما تحظى به هذا الدروس الستة من حس أدبي عالِِ ، كان القرار بأن أنشرها لكم على صفحة المدونة ، أملا أن تستفيدوا وتستمتعوا بها كما حظيت أنا من وقت ممتع ومفيد بقرائتها ..

**الدرس الأول:
دلف رجلٌ إلى حوض الاستحمام في الوقت الذي غادرته زوجته.رن جرس الباب فسارعت الزوجة لتغطية جسدها بمنشفة وهبوط السلالم.كان الطارق هو جارهم الذي ما أن رأى الزوجة حتى قال:سأمنحكِ 800 دولار لو نزعتِ عنكِ هذه المنشفة!فكرت الزوجة للحظة، ثم خلعت المنشفة.تأملها الجار قليلاً ثم نقدها 800 دولار.بعد ذهابه، صعدت الزوجة إلى الطابق الأعلى فبادرها زوجها بالسؤال: من كان الطارق؟أجابت: إنه جارنا بوب.فقال: هل ذكر لكِ شيئًا عن الـ800 دولار التي استدانها مني؟
مغزى القصة:حرصك على تزويد شركائك بأرقام الإيرادات والمدفوعات قد يقيك مغبة (الانكشاف) أمام المنافسين!

**الدرس الثاني:
عرض قسٌ على راهبة أن يصطحبها بسيارته من الدير الذي يقطنان فيه إلى الكنيسة.وما أن انطلقت المركبة بهما حتى وضع القس يده على ساق الراهبة التي بادرته:- يا أبونا! هل تتذكر المزمور 129؟أعاد القس يده إلى عجلة القيادة.ولكنه سرعانما وضعها على ساق الراهبة مجددًا.- يا أبونا! أُذكِّرك بالمزمور 129!- المعذرة .. المعذرة.لن أعيدها ثانيةً.كم هي خطّاءةٌ هذه النفس البشرية.وصلا إلى الكنيسة.رمقت الراهبة القس بنظرة مؤنبة وأطلقت تنهيدةً آسفةً ثم نزلت.دلف القس إلى الكنيسة وفتح الكتاب المقدس فوجد في المزمور 129:'واصل السعي.حقق ما تصبو إليه.ابلغ منتهاه.ستنال المجد'.
مغزى القصة:إن عدم إحاطتك بتفاصيل عملك من شأنه أن يُفوّت عليك فرصًا ذهبية.

**الدرس الثالث:
حانت ساعة الغداء في المتجر فذهب البائع والمحاسب والمدير لتناول الطعام.في طريقهم إلى المطعم مروا ببائع خردوات على الرصيف فاشتروا منه مصباحًا عتيقًا.أثناء تقليبهم للسلعة،تصاعد الدخان من الفوهة ليتشكل ماردٌ هتف بهم بصوتٍ كالرعد:- لكلٍ منكم أمنيةٌ واحدة.ولكم مني تحقيقها لكم.سارع البائع للهتيف:- أنا أولاً! أريد أن أجد نفسي أقود زروقًا سريعًا في جزر البهاما والهواء يداعب وجهي.أومأ المارد بيده فتلاشى البائع في غمضة عين.عندها، تقافز المحاسب صارخًا:- أنا بعده أرجوك! أريد أن أجد نفسي تحت أنامل مدلكةٍ سمراء في جزيرة هاواي.لوّح المارد بذراعه فاختفى المحاسب من المكان.وهنا حان دور مديرهم الذي قال ببرود:- أريد أن أجد نفسي في المتجر بين البائع والمحاسب بعد انقضاء استراحة الغداء.
مغزى القصة:اجعل مديرك أول المتكلمين حتى تعرف اتجاه الحديث.

**الدرس الرابع:
رأى أرنبٌ صغير نسرًا مسترخٍ في كسل على غصن شجرةٍ باسقة.قال الأرنب للنسر:- هل أستطيع أن أفعل مثلك وأجلس باسترخاء دون عمل؟- بالطبع يا عزيزي الأرنب.استلقى الأرنب على الأرض وأغمض عينيه في خمول ناسيًا الدنيا وما فيها.مر ثعلبٌ في المكان.وما أن شاهد الأرنب متمددًا حتى قفز عليه والتهمه.
مغزى القصة:لا يمكنك الجلوس دون عمل ما لم تكن من (الناس اللي فوق)!

**الدرس الخامس:
كانت البطة تتحدث مع الثور فقالت له:- ليتني أستطيع بلوغ أعلى هذه الصخرة.- ولم لا؟ (أجاب الثور) يمكنني أن أضع لكِ بعض الروث حتى تساعدك على الصعود.وهكذا كان.في اليوم الأول،سكب الثور روثه بجوار الصخرة فتمكنت البطة من بلوغ ثلثها.وفي اليوم الثاني،حثا الثور روثه في نفس المكان فاستطاعت البطة الوصول لثلثي الصخرة.وفي اليوم الثالث كانت كومة الروث قد حاذت قمة الصخرة.سارعت البطة للصعود،وما أن وضعت قدمها على قمة الصخرة حتى شاهدها صيادٌ فأرداها.
مغزى القصة:يمكن للقذارة أن تصعد بك إلى الأعلى.ولكنها لن تبقيك طويلاً هناك.

**الدرس السادس:
هبت رياح ثلجية على بلبلٍ صغير أثناء طيرانه فهوى إلى الأرض متجمدًا.رآه حمارٌ عطوف فأهال عليه شيئًا من التراب ليدفئه.شعر العصفور بالدفء فطفق يغرّد في استمتاع.جذب الصوت ذئبًا فبال على التراب ليطرّيه حتى يتمكن من الظفر بالبلبل.وبعد أن استحال التراب وحلاً،انتشل الذئب البلبل وأكله.
مغزى القصة:1. ليس كل من يهيل التراب عليك عدواً.2. ليس كل من ينتشلك من الوحل صديقاً.3. حينما تكون غارقًا في الوحل،فمن الأفضل أن تبقي فمك مغلقاً.

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

حب بلا مأوى




كلما بَعُدَتْ عيونك عن مدى بصري
ورٌحتَ تراسلٌ في خطاباتٍ تٌجددها
مواثيقٌ الوعود الزائفةْ
وتنسخٌ في سنين البٌعدِ
أياتً
تواكبٌ في السما قمراً جديداً
وتقطعٌ كلَ أطرافٍ تساندٌ
ـ من بعيدٍ،
تسعفٌ الشوقَ الممثلَ جثة ًـ
في غيرِ يأسٍ زاحفة ْ
وأنا أُلَوْحٌ بالهوى المشهودِ
سراً بيننا
وَسَط الزَوَايا الأربعِ
ألتفٌ في فشلي مرددةً:
(( إني لشأنِكَ خائفة ْ ))
(( إني لِحٌبِك عازفة ْ ))


الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

مفيش رجا

سحرك بطال
والدنيا عندك ألوانها مبتدومش
بهتانه
أخرك سواح
وملكش عتاب
قلبك كداب
مع إن العشرة مبتهونش
وياك الحب
بيضيع في ساعات
وانا روحي جايز
هتموت فـ ايديك
يمكن
مضمنش

السبت، 22 نوفمبر 2008

مقارنات



أيهما أصلح لك ؟..

أن تمتعني بالنظرات ، أم أن تقتطع مني قبلة

أيهما أفضل لك ؟..

أن تشبه نفسك ، أم أن تلتهم أنفاسي

أيهما أروع لك ؟..

أن تعطيني زهرة عمرك ، أم أن تحفظها في كتاب كنت قد خططته لك

أيهما أسعد لك ؟..

أن تربحني قلبك ، أم أن تربحني فكرك

أيهما أشق عليك؟..

حبي لك ، أم عشقك لي

أيهما أجدر بالحظوة والقرب ؟..

أنــــــــــا أم هم

الأحد، 16 نوفمبر 2008

قلب حزين



مكسور يا قلبي بجرح


وانت شبه حزين


ويا النهاية تفوق


تنده على السامعين


والناي عليل مبحوح


ودموعه ع الخدين


مطرح ما ترمي بشوق


يرجع هواك مسكين


مكسور يا قلبي بجرح


وانت شبه حزين


الخميس، 13 نوفمبر 2008

قرار رقم 2


بسم الله
بسم المدونون
صدر القرار الأتي
قرار رقم 2 لسنة 1 تدوين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمهيد: تبعا لتغيير اسم المدونة في الأيام السابقة فلقد وجدنا أنه من المستحسن تغيير الشكل الجامد للمدونة والبحث عن شكل أخر يبعث تعبيرا أكثر وترحيبا داخل نفسي ، لذا فكان علينا مهمة البحث عن هذا الإطار الذي سيضفي بطبيعته على ما فيه من مضمون ، وكان البحث خاليا من الإحتراف بل بكل عشوائية لأنني ليس على معرفة تامة بكل خبايا عالم التدوين ولحداثة دخولي فيه ، إلا أنني جاهدت بعض الشيء ولاقيت صعوبة كبيرة حتى عثرت على القالب الذي تلبسه المدونة بشكله الأن ، إلا أن ما صادفني هو اختلاف تنسيقه عن التنسيق الذي قد طبعت عليه مدونتي وضياع لبعض مكونات المدونة التي أحاول الأيام التالية على إرجاعها إلى ما كانت عليه .
المادة الأولى : قررنا تغيير شكل وألوان المدونة لتوافق حركة التغيير الاسمية الجديدة .
المادة الثانية : يظل هدف المدونة الرئيسي كما هو دون تغيير وهو الكتابة بشكل عام وكتابة نفسي على وجه الخصوص .
المادة الثالثة : نظرا لصعوبة عملية اختيار القالب الأمثل للمدونة وصعوبة البحث عن مثيل فإنه سيظل هذا القالب أساسيا رغم عدم رضا نفسي الكامل عنه حتى إشعار أخر , وما باليد حيلة .
المادة الرابعة : كالعادة يتم تلقي اعتراضات المدونين واستفساراتهم وتعليقاتهم خلال نفس المدة المحددة بالقرار رقم 1 ، إلا أننا في هذه المرة سنأخذ العناية بها وسندرسها جيدا وبعد ذلك لن نغيرأي شيء بناء على أي اعتراض أو اقتراح .
والله الموفق
يعتمد توقيع صاحب المدونة
أحمد حشمت ـ المحامي الحر