الأحد، 5 يوليو 2009

بعد اللي كان

لم أعد عالما بشيء ، ولا منتظرا لشيء ، كله سواء ، كله إلى العدم .
لم أعد أنا على مشارف الحياة أو الموت .
لم أعد بيني وبين نفسي .
لم ..................
لم ..................
لم يكن علي أن أحدد خارطة نفسي ،أو أن أرتب ما تركت على جانب القلب الرخو .
لم تمل مني نفسي كي أبحث لي عن رفقة أخرى .
لماذا فعلت ما لا ارجوه .
ولماذا لم أحسم بقبضتي نبضات الأمور .
******
أنا واللي كان
أخره ليالي محزنة
أنا واللي كان
مرسوم بصورة مذهلة
أنا في الحياة
رافض لكل المعجبين المفتونين
بالكلام
اللي بيدون معاني ذكرياتي
في صيف ملاوع
ملهوش قرار
يا ضلمتي
فكي خيوطك عن عيونهم
حبه حبه
واختمي ليلك بفجر
ونور صباح
يا فرحتي
باللي انت جاي تشكيلي بيه
هوه الحرام يبقى الحلال
ولا انت مش قدك خلاص

الاثنين، 22 يونيو 2009

(المنتخب) ـ اسم على غير مسمى


نبكي نحن دائما منتظرين من يربت على أكتافنا . مستثمرين البكاء كاحسن استثمار في بورصة الخيبة والتكاسل .لا نعرف ـ لأنه لم يعلمنا أحد ـ ما هي حدود وأخلاق وأمال البطولة . لم يكن في مخيلتنا فقط إلا أن يهبط علينا ملائكة بدر مجددين العهد لنا في أرض ملاعب الكرة .

.....................................................

وقع الحال أننا كشعب يخرج من بطنه منتخب . والمنتخب أفضل صفوة أحلام وعقول ولياقة وأهداف الشعب .

وحين يصعب تحقيق الحلم على الشعب يكون من المفترض أن يتصدى لتحقيقه المنتخب .

لكنه لم يكن منتخبا بحق إلا في تمثيلنا وتوضيح صورتنا الموجودة والمعهودة والحقيقية .

فلم يكن لي علم بخيال من يريد تحقيق غبر الواقع المعهود .

ماذا زرعت اليوم لكي تحصد غدا ؟!

أنظر إلى نفسك كفرد ـ رجل أو امرأة ـ ما الذي سعيت إليه بشرف وزال عنك تحقيقه ؟

ما الذي أسفرت عنه تجاربك العظيمة في ميدان حياتك وعملك ؟متى كنت على قدر أو في نطاق المسئولية ؟

لم تكن أيها الشعب المصري غير سائل ولم تعتبر نفسك في أي يوم مسئولا عما يجري وما جرى وما سوف يجري بتاريخك الذي نلوح به من وقت لأخر ولا تعرف إن سألت ـ الأغلبية ـ عنه شيئا .

شعب بلا استثناء فيه يحاول الركض في الاتجاه المعاكس على أمل زائف فيه أن يكسب السبق الذي يدور في الناحية الأخرى .

هل كنا فعلا نستحق الفوز كشعب وليس كمنتخب أم كنا نستحق الخيبة والهزيمة .

أعتقد أن هزيمتنا من امريكا هزيمة واقعية جدا فنحن بلد عشوائية وهم ولايات الناطحات والحرية . يكفي لهم فخرا أنها ولايات متحدة ، ونحن شعب متفرق مقطعة وصلاته وأوصاله .

من الذي يريد من المنتخب الذي جاء بنتيجة واقعية جدا في سباقه الاستثنائي ، أن يحقق بطولة أو أن يحقق إنجازا ؟

يقولون في الأمثال : (( اللي ما يشوفش من الغربال ، يبقى أعمى )) . ونحن للأسف بلا بصر أو بصيرة .

بلا أمل واثق .

شعب يعطيه الله الماء والشمس والتربة الخضراء كما أنزل على اليهود المن والسلوى دون عناء ، ويرفضون جاحدين نعمته أن يعملوا عملا صالحا ينزههم عن الفشل والكسل .

شعب لا يأخذ أو يتلقى فرصته في هز جذع نخلة تقدمه كما أمر الله مريم البتول وامتثلت لأمره .

شعب يصيح صيحة الأسد في وجه منافقيه ، ويفر فرار الجرذان من عصا مستعبديه .

فيا من تملك النزعة لتعاقب منتخبا للكرة يمثلك بكل مساوءك التي فيك كشخص من هذا الشعب .

ويا من تحتار حيرة المجنون من هزيمة مباراة ، ومن تصرفات لاعبين .

بالله عليك ..... أنبأني بما قدمت أنت أو أخرت .

أخبرني بأي حق تبغي وضع الحساب والجزاء على هذه الفئة المغلوبة على أمرها .

نعم .. فمنتخبنا مغلوب على أمره ، لأنه يحمل نفس الجينات ونفس الصفات والتصرفات .

حيث يلهو حين لا ينفع المكان والزمان لممارسة اللهو . ويلهث ويتعصب من أول استفزاز وتصادم .

فإن كان يسري عليه لفظ المنتخب .

فلأنه منا فقط ونحن منه .

الثلاثاء، 26 مايو 2009

كلنا يد واحدة





... حيث الموقع ذو الشهرة الكبرى ، والعضوية المجانية .


... حيث نلتقي كلنا بلا فوارق جنبا إلى جنب .


... على ذلك البساط الذي يطير حيثما تريد ووقتما تريد دونما تردد أو تلكؤ .


يظهر لك خلال فترة اشتراكك بوادر أمال جديدة ، وعلامات الاهتداء المنتظرة .


*****************


... حيث يتجلى لك قدرة ربك في تسخير الدنيا بما عليها وفيها لنا .


... يبدأ مستثمروا الأفكار استثماراتهم وأعمالهم .


... حيث بداية الحدث ونهاية التخمين والحدس .


وما بين هنا وهناك أكون معكم ولأجلي ولاجلكم .


ولأنني عندما قررت أن أكون هنا ، كان هذا القرار بأن أكون لنفسي ولنفسي فقط .


وعندما قررت بأن أكون هناك ، لم يتركني الوازع طوال الفترة الماضبة أن تكون نفسي لكم .


فهل تسمعون ؟ وهل من مجيب ؟


أرجو من ربي ألا يرد علي الصدى ...

********************************************************
تحديث : ده جروب على الفيس بوك ممكن تدخل وتشاركنا إحساسك وأراءك
رابط الجروب :

الأربعاء، 29 أبريل 2009

في انتظار رجوع


تعلمين اننا جزأن لا يمكنهما الإنفصال .
وتعلمين أنني امتلكت بك الدنيا ،
 كامتلاك البحر لنجومه السابحة فيه.
وتعلمين أنني عشت لك أجمل الأيام 
التي ألصقت على جدرانها كلمات شوقك ولهفك على.
وتعلمين أنني لم أفكر في البعد إلا لكي أستعد للرجوع.
ألم أردد في ملايين المرات السابقات على مسامعك تنهداتي ؟!
ألم أجزء نفسي أشلاء لتكتملي لي اكتمال البدر في العلياء ؟!
ألم أدندن حروف اسمك حرفا حرفا ، وسط اهتماماتي وانشغالي ؟!           فلما ننسى طالما نتذاكر بالليل ما خططناه صباحا      
ولما ننسى حين الجدب ما رفلنا فيه من سرور وحب
فهلا تصدقتي علي بالسؤال كي أمنحك مني إجابة ..

الأربعاء، 22 أبريل 2009

هو فيه ايه ؟!


انت شايف ايه ؟!

سألت نفسك من زمان

من كام سؤال

مروا على إجابة قديمة

لفكرتك ..

انت شايف ايه ؟!

وكل مرة تروح في داهية

وتختفي

عن كل عين بصت قوي

من غير دموع

تنزل على سلم طويل

ما يوصلك

للي انت فيه

فـ غربتك

انت شايف ايه ؟!

لوحة تخوف دي الوحوش

متقولش حوش

عني الملامة والعتب

أصل الكلام اللي ما بيقدم

ساعات

بيجيب ورا

متقولش عالم بالقدر

طب مين غدر

ومنين هتبدأ

دنيتك

انت شايف ايه ؟!

قلمك رصاص

والمسح واجب

في الحالات المؤلمة

قلمك ألم

وكتابته عنك من زمان

مفيهاش دسم

يمكن كلامه يفرحك

لكنه في الأخر قلم

ولا انت ايه أخرك

وأخر قصتك ؟!

الخميس، 9 أبريل 2009

نفسي اعيش


نفسي اعيش دنيتي

من جوه قلبك

واسمع الدقات

تصحيني

على كلمة بحبك

ساعتها يوصلي

الكلام

بحروف دفا

من كتر قربك

يبقى شرياني فـ وريدك

محتمي

والخوف عليك

خوف عليه

ولهفتي

دايما تجاوبك

ع السؤال اللي مداريه

بتخبي ليه ؟

دا الحب صابني من زمان

سهمه اللي صايبك




الثلاثاء، 7 أبريل 2009

حوار عادي

(((*****************************)))
صوت نفسي : إزيك يا أبو حميد.
صوتي : الحمد لله ، بخير وفي أحسن حال .
صوت نفسي : إيه اللي شاغل بالك ؟
صوتي : اللي شغال بالك .
صوت نفسي : ممكن توضح لو سمحت .
صوتي : أوضح لمين ؟! ليكي انتي ..
صوت نفسي : أه .. ليه أنا .. هوه في حد غيري بيكلمك دلوقتي .
صوتي : لأ مش قصدي ، بس هوه انت عايزة توضيح ، ده انت المفروض عارفة كل حاجه عني من غير ما أتكلم حتى .
صوت نفسي : على مين يا حماده الكلام ده ، ده انت سرك غويط محدش جايب قراره .
صوتي : بدأنا في الاستعباط والهبل ، اللي ملوش لازمة .
صوت نفسي : يا عم متدقش ، أنا اسفه .
طبعا أنا عارفه بس كان نفسي نتكلم اكتر .
صوتي : حلوه دي ، حتى نفسي بقى ليها نفس ، يعني كده ممكن في الاخر نفس نفسي يكون ليها نفس .
صوت نفسي : هوه انت ايه ، مبتعديش حاجه بالساهل كده . يا عم فكك شويه .
صوتي : فكيت أهو ، أفك تاني أكتر من كده .
صوت نفسي : لأ خلاص ، شكل الحوار مش هيجيب معاك فايده ، أنا ماشية .
صوتي : لا استني .. أنا كنت عايز أقولك حاجه مهمه .
صوت نفسي : اتفضل قول ، ده أنا كان ناقص أبوس على رجلك عشان تتكلم .
صوتي : ..................................
صوت نفسي : هتسمعني سكاتك ولا ايه ؟! يا عم انطق .
صوتي :
أنا في انتظار دائم
مستلهم
في رؤية الإثباتِ
أنا واحد مستفعل
في نشوة اللذاتِ
أنا كالغريب
إذ ما أتت أهواؤه بشتاتِ
فلأجلك خاصمتهن جميعهن
وبقيت وحدي عالقا
في ظلمة الليلاتِ
هل في سهادي شاغل لسهادكِ
أم فيه إنهاء لحلم حياتي .

السبت، 4 أبريل 2009

.. (( تكلم حتى أراك )) ..


من بعيد يأت ذلك الفتى الذي يشق غبار الطريق ، هادئا في دندناته التى تبعثه نجما مختلفا عن نجوم السماوات التقليدية ، مراودا في نفسه البشارات التي ينتظرها على أحر من الجمر .


كونه شابا لم يدعه من التفكير في كيانه الغض ، بل أراد له حرية التعبير والوصل . ولأنه على جدية من أمره المكنون داخل سره اللامعلوم لغيره ، ظل في مسيرته السالف خوضها من أخرين سبقوه ولم يجدوا عنها مصرفا .


رب خير الزاد شيء لم يطعم ، ولولا صناعة الإسلحة واستخدامها ما قبلنا بالسلام و السلم كحل لا مفر منه .


لكن أن تغمس يديك في شرف لم يلوث بعد ، تكون قد ارتكبت حينها أكبر الكبائر ، وتكون قد بغيت .


شرف لك المحاولة ، وفشلك فيها أكثر شرفا لك وحظ أقل لنفسك .


لم أعرفك بعد ولذا فإنني قبل كل شيء تقبلتك ، وبعد كل شيء تناولنا الاختلاف .


فهكذا هي مجريات اللعبة الحمقاء ، دوران منا للخلف ونظرات سريعات للأمام ، مع الحفاظ على تقدم مستتر إلى قواعد الأمان .


لا سيما ونحن ندور في مجرات عديدات ، تحوز جاذبيات مطلقات بلا شروح أو تعقيبات .

السبت، 28 مارس 2009

ولا يهمك


ومتخفشي

عيونك لسه فيها النور

ميدبلشي

ومتقولشي

حياتك رحلة مطوية

بلاش تقعد ببال عاجز

وأقوم إمشي

بلادك من زمان طالبة

ومهما كان هناك ضلمة

متندمشي

محدش في الفضا سامع

وأملك مش يكون راجع

بغيرك

لما تندهله

بصوت عالي

ميفهمشي

وخاف ع الروح

ده مكتوبلك

تموت عندي

ده منها الأمر

ميسلمشي

الاثنين، 23 مارس 2009

بدون ترتيب


ـ يسالني الصديق : لماذا تذكر البحر كثيرا في حديثك ؟

أجاوبه : بأنه هو الذي يفرض علينا حقيقة وجوده .

ـ انتظرت أن ألقاك يا حبيبتي كثيرا ، وسأستمر فيما أنا فيه .

ـ ستحجبين عنك ضياء المعرفة ، أنت يا من تقرأين كلامي من وراء نظارة سوداء .

ـ لن أنهزم إلا عندما أفقد ذاكرة الانتصارات .

ـ لن يحجب نور الشمس عن عينيك غير ما أصابك من عمى .

ـ يا من تغضب مني حين تستشعر إختلافي معك ، أنا لست مجبرا على اتباع نهجك .

ـ لأنني أحبكم ، سأكتفي منكم بالمرور دون إلقاء التحيات الواجبة .


السبت، 21 مارس 2009

كل عام يا أمي وانت ثريا سماءنا الصافية

في مثل هذا اليوم من كل ساعات التاريخ التالية والتي مضت علينا كل بحسب عمره .

في مثل هذه اللحظات التي نتذكر فيها جميعا بلا استثناء رمز وجود الحياة في هذا الكون .

في مثل هذه السطور يكتب الأخرون عما يجيش بداخلهم من حب واحترام وتذكارات لأمهاتهم اللائي أعطينهم ما جادت به أنفسهن بكل إيثار وعن طيب خاطر .

إلا أنني في هذه السطور وقبل كل شيء ، وقبل أن أفرغ ما بداخلي ككلمات أحسها لأمي .

يجب علي أن أشكر (( أبي )) جزيل شكر يستحقه ، وأن أقبل يديه طالما وجد لدي من أنفاس الحياة في عمري القصير ، على هديته التي لا أستطيع أن أرد بأحسن منها ، فقد كانت هديته لي والتي ستبقى الأروع هي : (( أمي )) .

لا أعرف على وجه اليقين إن كان اختيار أبي لأمي كان عن موعدة وعدها إياه ربه ، أم كان عبر مصادفات الحياة التي تزخر بها حياتنا .

لا أعرف ايضا إن كانت أمي لها دور في توجيه هذا الاختيار أم لا .

ولكنني أوقن أشد اليقين ، أنه لولا وجود أمي بجوار أبي لم أكن أنا كـ (( أنا )).

أبحث طويلا في هذا الترتيب العجيب رغبة في المعرفة غير أنني لا أصل إلى نتيجة أهتدي بها غير ما كتب في صحف الغيب من قدر .

فالقدر نصنعه ويصنعنا لا أعرف على وجه التحديد من يبدأ بتشكيل الطريق أولا ، غير أن هناك شبكة من الاحداث يختلط فيها صنعنا بصنع القدر .

ولهذا فإن ما نفترض حدوثه يكون بالأخص واقفا على ترتيبات عديدة ونقاط موضوعة يبقى علينا دورنا أن نتم وصل النقاط ببعضها البعض حتى تكتمل شبكة القدر .

فهل كان أبي في هذا الامر واصلا أم موصولا ؟ ... لا ادري .

لكنني كنت نتيجة للوصل وللوصال ، فهنيئا لهما قربهما لبعضهما ، وهنيئا لي قربهما مني ، وقربي إليهما .
................................................

وكل عام وأنت يا أمي ثريا سماءنا الصافية

السبت، 14 مارس 2009

شتوية

من كام شتا
والدنيا غرقانة قوي
متفتته
من كام شتا
وقلوبنا ترجع مستحيل
متجددة
من كام شتا
لم الولد حبره الغميق
من ع الورق
وانا قولت هاتو الحبهان
عشان طعامته
جابو معاهم مستكة
.........................................
(( هذه القطفة كتبتها إهداء للجميلة صاحبة مدونة فراشة ولكن شفافة ))

الخميس، 12 مارس 2009

على أمل الحبيب 2

عفوا .. لا تقرأ هذا الجزء قبل أن تقرأ الجزء الأول في التدوينة السابقة ..
********************************
شاركته صديقته المتحررة الرأي بعدما ألحت عليه بإخبارها بما يكنه ، فقد كانت صديقته تلك ترى من خبرتها أثار حبه على قسماته الجامدة والتي تخفي ورائها سرا حاول كتمانه طويلا . وخافت أن يكون ما ضج بداخله بسبب منها هي .
حكى لأصحابه وهو على يقين أنهم لن يفضحوا سره الجليل . إلا أن أقربهم منه لم يمنع لسانه من البوح لصديق بعيد بعدما علم منه أنه سيتقدم لطلب يد الحبيبة .
الأيام تمر .. وكلما جرت به تنطوي أحساسيسه وتتراكم حتى تصل في نفسه لدرجة الغليان .
ارهقته هذه المشاعر شهورا بأيامها ولياليها ، يشكو نفسه لنفسه ، ولا يجد مجيبا ولا راد لسؤله .
كان راي صديقته المتحررة أن يكشف ما به ، فليس هناك خجل منه ، فالحب ظل الدنيا الوارف . وشجرتها الخصبة دائما وأبدا .
وزيادة منها في حرصها على مساعدته ، عرضت عليه أن تخبر هي حبيبته بما ضن هو بقوله لها .
تردد خوفا مما لا حسبان له ، بالإضافة إلى أنه لا يرغب في الاستمرار ، فكل ما كان من إخفائه لمشاعره ما هي إلا مقاومة .. وأي مقاومة وجهاد هي ؟!
إلا أن نفسه ما زالت تعصيه .
انساق مريضا وراء عرض صديقته دون ان يحسب ما فات وما سيأتي بين طيات الساعات المقبلة .
رتبت له الصدفة المصطنعة نزهة كانت فيها حبيبته ، وكذلك صديقه القديم وصديقته المتحررة ، معا وسط أمواج نيل الحب والذكريات .
لم يخرج من هذه النزهة إلا باصطياد أحزان جديدة وتباريح أشد وارتفاع زائد في درجة حرارته وضغط دمه .
أراد أن يكون لقاؤهما عفويا ، غير أن محاولاته في السيطرة على مشاعره أحبست عنه تدخلات إنفعالاته الطبيعية .
ظل في نزهته يجري وراء معانيها ، وظلت هي تقطع من أوراق وردته حتى أفنت على ما تبقى من نضارتها بعينيه .
صرح لها بالحب الكامن والمطلق في أوردته ، فسالته : (( منذ متى ؟ وأين ؟ وكيف ؟ ولماذا هي وليست أخرى غيرها ؟ )) .
أجابها باستحالة الرد على اسئلتها ، إلا بعد إجابتها على سؤاله ، طلبت على الفور طرح السؤال ، فقال لها سائلا برفق : (( ما هو الحب ؟! )) .

الثلاثاء، 10 مارس 2009

على أمل الحبيب

هي التي كانت تظهر له كل رغبتها في البقاء بجانبه ، وتسطع في عينيها شمس المحبة عندما تتوارى شمس الدنيا في مغيبها .
كانت رغبتها هذه تعطيه الامل القادم بيقين ثابت لا شك فيه ، وكان صوتها الناعم كخد طفلة صغيرة في حين خطابها له تُأَمل له جميل المستقبل . فقد كانت كل شيء بتجليها أمامه ، وأي شيء حين تغيب عن رؤية عينيه .
تلمسته بكل ما فيها من سحر لا يحسه غيره أحد ، فقد يراها البصير غير جديرة بحبه ، وغير أنثى تستحق منه كل هذا الوله العميق .
أحس منها غير مرة باستجداء نبضات قلبها على أعتاب قلبه المغلق من زمن ، طوى عبر ذلك كل أفكاره الرتيبة بألا ينتهك حرمة أسوار فؤاده .
ضل في السعي ، وأتعبه الفكر والإنشغال . وظل يسبب بينه وبين نفسه حكمه الذي سيصدر برفض تفاعله مع ما أشعلته هي فيه بجذوة العشق .
يا لهول المسألة .. وصعب الاختيار .
حكى لها عنها ، وحكى عنها لهم ، ولم يحك عن خلجات نفسه بعد .
كانت تزيد حرارته في كل مقابلة غير موعودة معها ، وترتفع سرعة نبضاته بضغطات من حروف شفاهها عند كلامهما سويا .
كان ينساها كثيرا ، ويشتاق إليها أكثر .
أنهكته المشاعر التي كانت تتكاثر بداخله لعدم قدرته على الفكاك من اثارها حتى ازدحم خياله وحقيقته بها ، وأعطته الشعور بالفقدان والذوبان تحت اسم حبيبها .
رافضا كان على أمل البقاء وحده ، راغبا على العكس في مشاركتها ، علها تخفف عنه ما تبدى من أثار جمر أيامه البليدة .
ما كان يعتقده أنها تحبه أكثر ، وأنها تتمنى وده وقربه للأبد .
فمن هي حتى تحوز على أغوار سريرته ؟!
هي التي أرادت وهي التي أحبت ، وما هو إلا ملبيا لنداءات حبها المتكررة .
ربت على كتفه ـ صديقه القديم ـ قائلا : (( خد اللي يحبك ، وما تخدش اللي تحبه )) .
لم يكن هذا معيارا يلبي له ما ثار فيه ، لكنه كان قد تأثر كثيرا به .
كيف له ؟!
أليس كان باحثا عن العقل والحكمة في صورة انثى .ألم يكن معارضا لفكرة الحب من أجل الحب ومؤيدا لفكرة الحب من أجل الكمال والاكتمال ؟
أراد في صراعه العميق أن تكون أنثاه جزءا منه وله ـ مثله مثل أبيه أدم ـ أراد أن تكون من نفس نفسه وذات ذاته وكينونة كيانه .
أراد أيضا أن تكون انثاه جزءا يخبئه القدر ليتحفه بالصدفة والمفاجأة حين يلقاها على نفس الوتيرة والشوق .
لماذا أراد لنفسه الشرود ، وقلبه ما زال رضّا لم يرض بأثارها المختلطة عليه .
لماذا أسكت في صدره هذا الحس الأعلى ، وقبل على الرغم من معرفته السابقة بمجريات التنازل والتخلي عن المقام .
ظل في هذا ستة اشهر ، يكتم ما به ، مدافعا عن وجهته ، يود إخبارها بحبه المريض ، أو بفشله في البعد والانحسار والتراجع .
ظلت ندائاتها تمنعه ، وتطلب منه ما هو أشد عليه واعمق ، بدون تصريح ، ليس إلا تعريض يفهم على وجهتين .
هذه أنغام تغني : (( حبيتك ليه ، مش عارفة أنا حبيت فيك ايه )) ، كأنما كانت بصوتها تشاركه ظلماته .
ظلت الدنيا تضيق به رغم وسعها ، وظلت أنغام تلقي على مسمعه : (( إلقالك حد لو داقت بيك ، يفتح لك قلب )) .
يا لوعته .. وسط حرارة انتشائه حين تناديه من بعيد : (( أنا واخده منك على خاطري ، ايوه مخصماك ، علشان مبحسش دلوقتي إن أنا وحشاك )) .
هل كانت أنثاه تلك تعرف أنه يسمع لكلام أنغام ، وأنها ذات دلال عليه ، وقول مجاب لديه .
ربما .. لكنه سيخسر القادم ، لو طاوعته نفسه ، وغرقا معا في بحر الحب الٌلجي .
(( مش قولتلك حيران مش قولتلك ، مش قولتلك تعبان وتعبتلك ))

الأحد، 1 مارس 2009

إليك يا ~* محمد يحيى *~

______________________
في عيد ميلادك أذكرك .
وفي غير عيد الميلاد الثامن والعشرين أذكرك .
كم كنت أعشق حضنك الدافئ والملئ بالطيبة والحنان ، ومازلت .
كم كنت أنتظر لقياك لأحكي لك متاعبي وهمي ، ومازلت .
كم مرة اجتمعنا لتلقي على مسامعي مرددا :
(( لو كان لي قلبان عشت بواحد ، وتركت قلبا في هواك يعذب ..
لكن لي قلبا تملكه الهوى ، لا العيش يحلو له ولا الموت يقرب
كعصفورة في ايد طفل يضمها ، تذوق صياغ الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يحن لما بها ، ولا الطير ذو ريش يطير ويهرب )).
لتناشدني بعدها لأقول لك بعضا مما اكتب ومما كتبت .
تعرفني يا صديقي أنني أكره الوحدة وأحبها .
لكنني أحب أكثر وحدتي معك ، وابتعادي عنك . كحبي للقياك واقترابك مني .
اتذكر الأن لحظات اللقاء الأول التي ما زالت في ذاكرتي لم يمحها الزمن .
فهل تتذكرها انت ؟!
أتذكر أول دروسك لي في مهنتنا الشاقة المتعبة .
وأتذكر دفاعك ودفعك لي في حياتنا التي كنا نخطو فيها خطواتنا الأولى .
كنت الأسرع خطوا لأنك كنت الأقدر والأجدر على ذلك .
وكنت ملاذي الأول والأخير في ظل عتمتة مني وغفلتي .
كنت صاحبي وأخي وأبي وأستاذي الأول .
وكنت أنا تلميذا صغيرا في مدرستك .
كنت أنا صغيرا جدا بجانبك ، كبيرا جدا لقربك مني .
أعلم أنني أخذت منك الكثير ، وأنني لم أعطك شيئا ردا لجميلك .
أشهد أنني تعلمت منك الكثير ، فلا تحرمني منك ومن علمك في الايام القادمة .
سأظل أعترف لك ، فلا تبخل علي بسماعك اعترافاتي .
فلن أجد احن وأطيب وأصدق منك .

السبت، 21 فبراير 2009

تجليات نفس


ـ كلما نظرت إلى الغد القريب ، أجدك يا حبيبتي في البعد الغريب
ـ سأعطيك ظهري لتكتبي عليه وشمك الذي لن تمحوه ألامي
ـ لن أكتفي في حبك بالنظر إليك ، بل سأمرر دمي داخل شرايينك كلما تمنيت الحياة
ـ سأبحث في المفردات والفِكَرِ عن معناك ، وفي الخيال والاستعارات عن صورتك
ـ حتى تمكنيني من حبك ، سأظل مرددا اسمك في أجمل أحلامي
ـ لن أكتفي بالشوق لأصل لذروة العشق ، سأكون عاشقا مُجِدداً ، ومعشوقا مُجَدداً
ـ ستتعامد عليكي أشعة حبي طوال أيام السنة ، وستغرقين في بحر الهوى حتى تدركين شطوطي
ـ سأتأخر عليك بقبلاتي ، فكلامي أحر وأمتع من وصل بالشفاه فقط
ـ سأنكر نفسي لأجلك ، وسأعلو عليك عندما تغترين بي
ـ لن تفقدي معي كل شيء ، بل ستكتسبين من نفسي الكثير
ـ عندما يحتاج قلبينا لنبض على إيقاع واحد ، سأكون أنا أنت وأنت عندها ستكونين بلا " أنا"
ـ لا تبحثي عني ، فقلبك يعرف الطريق للوصول وحده ، إنها حسبة القدر والحب

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

إسعافات أولية


ـ من يملك قُوْتَه يملك قُوَتَه .

ـ أنت دائما في وحدة ، مع غيرك أو مع نفسك .

ـ كن كالمساء الذي اكتمل بدره وصفت سمائه ، ولا تكن كالصباح الذي غابت شمسه واجتمعت غيومه .

ـ ضع في يقينك أن الله وحده هو اليقين .

ـ لا تنظر إلى معايبك بعد ذنب فلن تحظى بالتوبة .

ـ لا تخش خفقاتك ، فالقلب يخفق طالما ظل حيا .

ـ لا تكن حاضرا دوما في مجالس أحبابك ، فكثر الحضور تفقدهم لذة الشوق إليك .

ـ إعط للعاصفة ظهرك حتى ترى طريقا للمواجهة أو الهرب .




السبت، 7 فبراير 2009

الحلاج وواقع مهضوم 2

ولما كان الحلاج قد أثار بكلامه غضبا للأخرين ، مما جعل حضوره بقوة في مجال تفكيري هذه الأيام .(*)
نعم .. فما فائدة الكلام إذا كان الصمت منا يجعلنا في مصاف الرضا من الأخرين .
أغضب أنا عندما يحاسبني أحد على رأيي الذي صرحت به من قبل ، أغضب أكثر عندما لا يكترث أيضا ببياني له إختلاف الموقف واختلاف الكلام أو الرأي المصاحب له تباعاً .
أعلم أنه : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (1) ، كما أعلم أيضا أنه : لا يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم (2) .
ما المقياس إذن ؟
يقولون أن الله قد خلق لنا أذنين وفما واحد لنسمع أكثر مما نتكلم ؟
هه .. وما فائدة الأذنان إذا كان الصمت لنا قاعدة ومنهاجا ؟
ولمن نؤثر الصمت إذا كان كثرة المتحدثين كغثاء السيل ؟! (**)
تعتمل هذه التساؤلات داخل عقلي كثيرا .. أحدث نفسي أحيانا ، لكنني لا أطيق ما بي وحدي ، يجب أن يتحمل الأخرون معي ما بي ، فلست أنا نبيا حتى يرسل الله إليّ جبريل عليه السلام ، ولا أزعم الولاية ليؤيدني الله بكراماته .
لكن لمن أوجه كلامي ؟ أعلم أنكم كلكم ستستمعون إليّ .. إلا أنه من عليه عبء الرد ؟
من عليه مسئولية إجابة أسئلتي ؟
يقول الشيلي صاحب الحلاج وتلميذه : (( أنا والحلاج شئ واحد، فأهلكه عقله وخلَّصنى جنونى ! )) ، في إشارة منه إلى إدعائه الجنون عندما واجهوه بكلامه لكي ينجو من القتل والاتهام بالمروق على الدين ، وذلك غير ما وقع من الحلاج فلم ينف ما قاله أو يدع الجنون ، لذا فقد قتل الحلاج شر قتلة ودخل الشيلي البيمارستان .
يقولون من تكلموا عنه من السابقين أنه عارض القرءان ، إلا أنه للأسف لم يأت واحد منهم بكلام له يعارض القرءان فيه ، أو يتشبه فيه بما نزل من ربي العليم .
عندي يقين أنه عندما يثور الخلاف حول امرء ، يكون هذا المرء صاحب نفسه ، أي أنه لا يبالي بالعامة ممن لن يفهموا ما درج إليه أو ما ولجت إليه روحه .
وأن هذا المرء ما ينطق لأجل رضوان أحد أو لسخط أحد ، بل ينطق لنفسه ويدون لها تاريخا تحتفل به عندما يفارقها في أخر المطاف .
لم تكتمل الصورة عن الحلاج بعد ، فلست أنا برسام لشخصيات التاريخ ، ما أنا إلا أخذ دلالة لنفسي تعينني على إجابة أسئلتي ، فأنا السائل والمجيب .
يقول الحلاج عن المزج الذي اتهموه به : (( مَنْ ظنَّ أَنَّ الأُلُوهِية تَمْتَزِجُ بالبَشَريَّةِ، فقَدْ كَفَر )) .
وعن الحلول المتهم به أيضا يقول : (( إِنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ هِىَ تَوْحِيدُهُ، وتَوْحِيدُهُ تَميُّزُهُ عَنْ خَلْقِهِ، وكُلُّ مَا تَصَوَّرَ فِى الأَوْهَامِ فَهْوَ ــ تعالى ــ بِخِلاَفِهِ ، كَيْفَ يَحُلُّ بِهَ، مَا مِنْهُ بَدَأ .. )) .
(( (طاسين الأزل والالتباس) ما نصُّه : اشتقَّ اسم إبليس من رسمه ( يقصد : لأنه التبس عليه الأمر فى الأزل) فغيِّر عزازيل، العين لعلق همته (يقصد : لأنه تعلَّق بالله على التجريد فلم يسجد لغيره) والزاى لازدياد الزيادة فى زيادته (يقصد : لأنه أزاد على كونه طاووس الملائكة، كونه الوحيد الذى لم يسجد لغير الله) والألف إزادة فى أُلفته ، والزاى الثانية لزهده فى رتبته، والياء حين يهوى إلى سهيقته، واللام لمجادلته فى بليَّته، قال له : ألا تسجد يا أيها المهين؟ قال : محب ، والمحب مهين، إنك تقول مهين، وأنا قرأت فى كتاب مبين، ما يجر علىَّ ياذا القوة المتين ، كيف أذل له وقد خلقتنى من نار وخلقته من طين..
ثم يقول الحلاَّج : يا أخى ، سُمِىَ عزازيل، لأنه عُزِلَ، وكان معزولاً فى ولايته؛ مارجع من بدايته إلى نهايته، لأنه ما خرج عن نهايته.. والمقصود بالنهاية هنا، إدراك ابليس ــ وهو أعرف العارفين بالله ــ أن الأمر الإلهى له كان ابتلاءً، وأن المعصية مقدرةً عليه فى الأزل ، وأنه لن يخرج عن دائرة المشيئة الإلهية التى اقتضت كل ما جرى! ))
إذن هل كان الحلاج خاطئ عنما صرح بما في نفسه ؟
وهل كان ما في نفسه هذا خطأ كبير وإثم عظيم ؟
ليتني يا حلاج أدركتك ، ليتني عشت أيامك لأكون على حقيقة من أمري .
وبعد ..
ماذا بعد ..
لاح لي الأن موقف أتذكره جيدا ، كان هذا الموقف بين إمامين جليلين وخليفتين عظيمين ( عمر وعلي ) رضوان الله عليهما ، وكان معهما صحابي أخر لا أتذكر اسمه .
تروي لنا قصة هذا الموقف أن هذا الصحابي قد دخل على عمر بن الخطاب صبيحة يوم ، فسأله الفاروق رضي الله عنه : كيف أصبحت ؟ ، فأجابه الصحابي : أصبحت أحب الفتنة وأكره الموت ولي في الأرض ما ليس لله في السماء ..
تعجب الفاروق منه ، واستشاطا غاضبا ، وكاد أن يفتك به لولا أن دخل عليهما باب مدينة العلم ( علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ) ، فوجه إليه الفاروق يستنيره فيما وقع من كلام الصحابي يقول : تعال لتر ما يقول صاحبك ، فسأل علي بن أبي طالب عما حدث فأخبره بما كان من سؤاله وما كان من إجابة الصحابي .
فابتسم سيدنا علي مجاوبا سؤال أمير المؤمنين عمر، بأنه يقصد من قوله أنه يحب الأموال والأولاد وهما فتنة ، ويكره الموت والموت حق وله نساء وأولاد مغايرا لحال رب العزة الذي ليس له صاحبة ولا ولدا .
فكان رد الفاروق على ذلك : بئس المقام بإرض ليس فيها أبا الحسن يقصد بقوله هذا أنه لولا سيدنا علي وحضوره في هذه الساعة لكان له شأن أخر مع الصحابي ، وربما لكان الفتك به ، فوجود سيدنا علي منع ارتكاب اثم من الخليفة وبين ما عصى من فهم عليه .
إذن فما أقرب الأمس من ذاك اليوم .
هل لنا أن نستحضر روح سيدنا علي في كل زمان ومكان حتى يبين اللبس ويزيل العسير من القول .
وأنى لنا أن نجد ( العلي ) ، أنى لنا بعلي .
تتجلى هذه الأزمة الأن وأنا أسمع عن قرب صدور كتاب للدكتور / مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر ، والذي ينوي اصدار كتاب عنوانه ( البيان الحرام ) ، أشعر من اسمه أنه سيتحدث عن المحرم من القول وما يجب علينا أن نلتزمه في حديثنا وأقوالنا .
أرجو ألا يصيبني هذا الكتاب بالخيبة ، أرجو أن يكون أحسن مما أتوقع .. لعله ذلك إن شاء الله .
---------------------------------------------
هـــــامش
(1) القرءان الكريم .
(2) الحديث الشريف .

الأربعاء، 4 فبراير 2009

الحلاج وواقع مهضوم

كثر الحديث عن الحلاج , واهتممت أنا بشأنه لفترة كنت فيها بالجامعة , حينما وقع بين يدي كتاب للفلسفة الإسلامية لزميل لي كان في السنة الاولى بكلية التربية قسم اللغة العربية , وكان الدكتور المؤلف بفرد صفحات عديدة لحياة الحلاج ونهاية قصته بعد صدور الحكم عليه بالموت .
قرأت من كلامه اليسير إلا انه حاز على إعجابي البالغ بمقدرته التي حسده البعض من الذين تجدهم رابضين متربصين راصدين حركات الناس وسكناتهم على غير ما ارادوه هم بنياتهم .
عجبت جدا منه إذا يطلب من ربه حال تنفيذ الحكم الشرعي ـ كما البسوا عليه من وصف ـ غفرانا ورحمة لهم لأنهم لا يعلمون ما علمه .
لا أملك إلا أن أحسبه عند الله خيرا ، لأنني لا أجد فيما عرفت عنه ما يناقض ذلك إلا من كذب وافترى .
هذه كلماته قبل صلبه :
نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ
وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِئ
لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ
وأنْتَ الذِى فِى السَّماءِ عَرْشُكَ
وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه
وفِى الأرضِ إِلَه..
تَجَلَّى كَمَا تَشَاء
مِثْلَ تَجَلِّيكَ فىِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ
والصُّورَةُ
هِىَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ
الذِى أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ
وهَؤَلاءَ عِبَادُكَ
قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ
وتَقَرُّباً إليْكَ
فاغْفرْ لَهُمْ !
فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِى
لما فَعَلُوا ما فَعلُوا
ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّى مَا سَترْتَ عَنْهُمْ
لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ
فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ
ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيد
<<<<<<<<>>>>>>>>>
هذه كلماته شعرا حال حياته:
ياويح روحي من روحي
لبيك، لبيك، ياسري ونجوائي
لبيك، لبيك، ياقصدي ومعنائي
أدعوك بل أنت تدعوني إليك
فهل ناديت إياك أم ناديت إيائي؟
ياعين عين وجودي يا مدى هممي
يا منطقي وعباراتي وايمائي
يا كل كلي، يا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي واجزائي
يا كل كلي، وكل الكل ملتبس
وكل كلك ملبوس بمعنائي
يا من به علقت روحي فقد تلفت
وجداً فصرت رهينا تحت أهوائي
أبكي على شجني من فرقتي وطني
طوعاً، ويسعدني بالنوح أعدائي
أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني
شوق تمكن في مكنون أحشائي
فكيف أصنع في رحب كلفت به؟
مولاي، قد مل من سقمي أطبائي
قالوا تداو به منه ، فقلت لهم: يا قوم ،
هل يتداوى الداء بالداء
حبي لمولاي أضناني وأسقمني
فكيف أشكو الى مولاي مولائي
إني لأرمقه والقلب يعرفه
فما يترجم عنه غير ايحائي
ياويح روحي من روحي، فوا أسفي
على مني فإني اصل بلوائي
كأنني غرق تبدو أنامله تغوثاً
وهو في بحر من الماء
وليس يعلم ما لاقيت من أحد
الا الذي حل مني في سويدائي
ذاك العليم بما لاقيت من دنف
وفي مشيئته موتي وإحيائي
يا غاية السؤل والمأمول يا سكني
ياعيش روحي، يا ديني ودنيائي
قل لي- فديتك- يا سمعي ويا بصري
لم ذل اللجاجة في بعد واقصائي
إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً
فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي
العارفون صحبي
للعلم أهل وللإيمان ترتيب
وللعلوم وأهليها تجاريب
والعلم علمان: منبوذ ومكتسب
والبحر بحران: مركوب وموهوب
والدهر دهران: مذموم وممتدح
والناس اثنان: ممنوح ومسلوب
فاسمع بقلبك ما يأتيك عن ثقة
وانظر بفهمك فالتمييز مرهوب
إني ارتقيت الى طود بلا قدم
له مراق على غيري مصاعيب
وخضت بحراً ولم يرسب به قدمي
خاضته روحي وقلبي منه مرغوب
حصباؤه جوهر لم تدن منه يد
لكنه بيد الافهام منهوب
شربت من مائه ريا بغير فم
والماء قد كان بالأفواه مشروب
لأن روحي قديماً فيه قد عطشت
والجسم ما مسه من قبل تركيب
اني يتيم ولي آب الوذ به
قلبي لغيبته ما عشت مكروب
أعمى بصير، وإني ابله فطن
ولي كلام، إذا ما شئت مقلوب
وفتية عرفوا ما قد عرفت فهم صحبي
ومن يحظ بالخيرات مصحوب
تعارفت في قديم الذر انفسهم
فأشرقت شمسهم والدهر غريب
سر السرائر
سرالسرائر مطوي بإثبات
في جانب الأفق من نور،بطيات
فكيف والكيف معروف بظاهره
فالغيب باطنه للذات بالذات
تاه الخلائق في عمياء مظلمة
قصدا ولم يعرفو غير الاشارات
بالظن والوهم نحو الحق مطلبهم
نحو السماء يناجون السماوات
والرب بينهم في كل منقلب
محل حالاتهم في كل ساعات
وما خلوا منه طرف العين- لو علموا-
وماخلا منهم في كل أوقات
والله لو حلف العشاق أنهم
موتى من الحب أو قتلى لما حنثوا
قوم إذا هجروا من بعد ما وصلوا
ماتوا، وإن عاد وصل بعده بعثوا
ترى المحبين صرعى في ديارهم
كفتية الكهف، لا يدرون كم لبثوا
ردو على فؤادي
أنتم ملكتم فؤادي
فهمت في كل واد
ردوا علي فؤادي
فقد عدمت رقادي
أنا غريب وحيد
بكم يطول انفرادي
أنا سقيم عليل
فدوائي بدواك أجري
حشاشة نفسي في سفن بحر رضاك
أنا حبيس فقل لي:
متى يكون الفكاك؟
حتى يظاهر روحي
ما مضها من جفاك
طوبى لعين محب
حبوتها من رؤاك
وليس في القلب واللــب
موضع لسواك
حال الدنيا
دنيا تخادعني كأنني
لست أعرف حالها
حظر الإله حرامها
وأنا اجتنبت حلالها
مدت الي يمينها
فرددتها وشمالها
ورأيتها محتاجة
فوهبت جملتها لها
ومتى عرفت وصالها
حتى أخاف ملالها