الخميس، 30 يناير 2014

مركب للشمس والحب

أعدك يا حبيبتي:

برفقة نستبق الخيال فيها،

سنحدث بعض الإنفجارات في السماء الراكدة،

سنلعب لعبة الضوضاء، 

لنُسمع السحاب بعضاً من تفاهتنا،

سنهجر الموطن الأصلي لقلبي،

 ونتركه في مهب الريح،

سنجدف بالحلم في مغامرتنا على متن مركب الشمس،

 لنحتل أولى كويكبات الحب التي تقابلنا،


أعدك يا حبيبتي:

بصورة تذكارية لكل لحظاتنا مجمعة،

لن يدرك فيها الأخرون الفرق بين الحق والسراب

صورة مقتبسة من هذا الرابط 

السبت، 25 يناير 2014

للثورة أجيال


هل هي حرب بين الأجيال؟

جيل يقنع بالموت وبالظلم

ويرضى بالإستغلال!

وجيل لا يسمع إلا صوت الحلم

ويتغطى بفرش خيال؟

هل للثورة باب يفتح بين حوار الصفقات والندوات والخطب الرنانة؟

أم أن العم الأبله يزعجنا بمقال الجَد وخطاب الخال؟

يا سيسي إن الثورة صوب العين وتحت العرش

 ولن تبعد عن خاطرنا .. لتنام قلوق البال

ولـ مرسي عقبى سيئة .. وجماعة أنصار الزيف 

ومبارك في أسوء حال

ما زلت أثور على كعبتكم وعلى ألهة البطش

ما زلت أردد وبصوت أعلى من زي قبل مليون سؤال

هل تسقط دولتكم؟ هل تنهار شريعتكم؟ هل يقطع رابطكم؟

وأرد على نفسي فأقول:

لا شيء محال .. لا شيء محال 

#أحمد_حشمت

الأحد، 22 ديسمبر 2013

باسم محسن .. عندما تموت القضية

تقدر تعد كام عدد الشهدا دلوقتي من أول موجة ثورية في 25 يناير؟
تقدر تعد كام مصاب بعاهة مستديمة في كل أحداث واشتباكات الثورة؟
تقدر تعدد وتولول وتصرخ من غير ما تكتم أهاتك وعويلك جوه صدرك اللي ضاق بيك؟
النهاردة مات "باسم محسن" .. ابكي على موت القضية.
-----------

القضية ليست هنا في ساحة المحكمة أو في سراي النيابة ولا ديوان القسم، القضية ستظل داخل روح كل من أمنوا بالثورة، وتخلت عنهم أيادي الجبناء فسقطوا صرعى، ليشرب دمهم من وصل إلى الكراسي ليتجرعوه نخب سعادة حظوظهم، أن امتلكوا زمام الدنيا وبرطعوا في مناكبها.
كل الذين سقطوا موتى في الميادين والشوارع الكئيبة، كل الذين فقدوا أعضائهم واحدا تلو الأخر لم يجد ملجأ غير تربة الأرض السمراء ليدفن فيها دموع همومه أو ليرقد فيها إلى الأبد.
لن تأكل الأرض أجسادهم كما أكل أصحاب الشرطة والسلطة أحلامهم وقضيتهم، لن تضمهم مقابرهم وتضيق عليهم، كما ضاقت عليهم السماء وضنت على إجابة تساؤلاتهم ورجاءاتهم وأمانيهم في الدنيا المالحة المريرة كالصبار.
قابلت "باسم محسن"  في محبسه ووقفت مدافعا عنه لعدة جلسات أمام المحكمة العسكرية، كان يحاكم ساعتها بتهمة "سرقة خوذة ودرع، وإهانة فرد قوات مسلحة"، الأمر لم يكن هينا، بل كان هوانا، فهو شاب آمن بالثورة ليدخل النفق المظلم للحياة، أصيب بالخرطوش وفقد إحدى عينيه، ثم حكم عليه بالحبس من محكمة السويس العسكرية، ثم قتل فمات شهيدا.
هذا ما حملته الأيام للفقراء حتى ولو كان الفقير "باسما"، هذا ما حملته للمساكين حتى ولو كان المسكين "محسنا".
أتذكر أمه المريضة التي ظل من أجلها أمر حبسه واعتقاله في الكتمان كي لا تغتم فتحزن فيصيبها مكروه، أتذكر حماسته التي جرجرته إلى مصيره، وعنفوان نفسه الذي أوقعه في مصابنا منه، أتذكر اسمه وأذكره كي أتبارك بمحبته.
---------

الأوله : خالد سعيد .. 
التانية: باسم محسن .. 
والتالتة: كتير راحوا وهيروحوا أكتر.
---------

أظن أن اسم خالد سعيد سيظل خالدا، وأعتقد أنه الأن سعيدا .. يا رب.
وأظن أن باسم محسن سيجد ابتسامته في مكان أخر مع السعيد "خالد"، وأعتقد إحسانه على هذه البلد سيروي ترابها ليطرح ابتسامات أمل بعد رحيله ..
يا رب.
"باسم محسن" كالذين رحلوا قبله وجد طريقه أخيرا، وبدأت رحلته التي سيتخلص فيها من كل كًبد وهم، ليس هذا رثاءا بل هي حقيقة واضحة، ما الذي يبقيه في مثل هذا الجوع والمرض والذل، طلب الثورة فتطاولت عليه أيادي أعدائها، وألقوا به خارج المزبلة التي نعيش فيها، لنخسر نحن بفقدانه، ويكسب هو وحده شرف حسن الختام.
ولتكسب السلطة زيادة ضحية أخرى في سجل إجرامها وفسادها وفاشيتها، فليس عند السطة وقت إلا لحصد الأرواح، وجمع القتلى، كما لو كأنهم وكلوا من الله بقبض أرواح المصريين، إن لم يكن بالغذاء الفاسد قبل الثورة فليكن بالرصاص بعدها.
--------

بتخيل حوار وكيل النيابة اللي هيحصل مع أحد الشهود اللي شافو واقعة قتل "باسم":
س: مين اللي قتل باسم؟
ج: مفيش حد.
س: مين اللي ضرب الرصاصة اللي جت في دماغه؟
ج: الللل .. الل .. ال... الدولة!!
س: مين ؟
ج: الدولة!!
س: بتقول مين؟
ج: الإخوان .. قصدي الإرهاب!!
س: مين من الإخوان اللي قتله؟
ج: مش عارف!!
وفي الأخر هتتقيد القضية ضد "مجهول" أو "طرف ثالث".
--------

الأن وبعد رحيل "باسم" .. السؤال الذي قد يشغل بالنا بحثا، أين الثورة؟ كسؤال "سمير غانم" في أحد الأفلام، "الكورة فين؟"
الثورة هي ما تشغلنا الأن، لأننا عرفنا مستقر  جثمان 
ومستودع 
روح "باسم"، هل الثورة هي قتل المصريين ؟
هل الثورة هي المجازر والمذابح التي تقيمها السلطات المتعاقبة على إبادتنا في كل زمن ومرحلة؟
هل نحكم على الثورة بالموت لنستريح من إجرام السلطة؟ 
هل نقبل بهذا الحكم ونساوم عليه من أجل بقاء بقية الفقراء والمساكين الذين يعيشون بيننا ونحتمي بهم ونقدمهم دائما قربانا لألة التعذيب السلطوية؟ ونار الألهة العسكرية؟ وضباع النظم الفاشية؟
-------



أعتقد الصوان هيفضل منصوب .. ولا عزاء للفقراء والمساكين.





الطوفان .. جاهين


الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

في مثل هذه الأيام



في مثل هذه الأيام .. مات متهم في حجز محكمة زينهم بعد ما اتعرض للضرب والتعذيب والسحل أثناء فض إعتصام مجلس الوزراء في 2011.
في مثل هذه الأيام .. كنت بغطي المتهمين المرميين في طرقات محكمة زينهم بالموكيت والسجاجيد عشان الجو كان برد جدا والدم متجلط على أجسامهم ولبسهم ووشوشهم.
في مثل هذه الأيام .. رحت القصر العيني القديم وشفت عبودي وهو وشه متورم ومتبهدل، وباقي المصابين اللي كانوا جثث في طرقات المستشفى ومحدش بيسأل فيهم.
في مثل هذه الأيام .. قدمنا بلاغات ضد وزارة الصحة والمستشفيات "الهلال والمنيرة والقصر العيني" اللي سمحت للداخلية تكلبش المصابين بقيود حديدة في سرايرهم ومقدموش علاج ليهم وسابوا جروحهم تتعفن.
في مثل هذه الأيام .. رحت حضرت تجديدات حبس المتهمين في محكمة القاهرة الجديدة قدام قضاة تحقيق واتشتمت منهم عشان يثبتوا دفاعنا وطلباتنا وقدمت بلاغات وشكاوى فيهم للتفتيش والنيابة وفي الأخر المستشار وجدي عبد المنعم رئيس هيئة التحقيق بقى عضو يمين في المحكمة اللي بتحاكم مبارك دلوقتي.
في مثل هذه الأيام .. كان في موجة من موجات الثورة والموجة كانت عالية بس لسه عندي أمل في الطوفان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصورة من تصويري لجرافيتي لأحد متهمي أحداث #مجلس_الوزراء #ذكريات_التحقيقات 

الخميس، 5 سبتمبر 2013

تسقط العدالة الإنتقالية

لماذا كتب علينا أن نعيد تمثيل نفس الأدوار وقول نفس السيناريو والحوار؟

لماذا ما زلنا نتخبط في الإنتقال من دولة الفساد والإستبداد إلى دولة الحقوق والحريات ولا نستطيع أن نصل بجمعنا إلى باب الخروج؟

لماذا تتكرر في خطابات  الدولة والإعلام ورسائلها نفس الإتهامات للثورة والثوار، ويدعي الفهم أصحاب الخبرات و "الخوابير" الإستراتيجية فقط؟

لماذا لم نحقق العدالة الإجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية ولم تتخذ الدولة سبيلا نحوهم؟

الإجابة على هذه الأسئلة هي في حد ذاتها محيرة ومنهكة جسديا ونفسيا، لإن الأوضاع السياسية التي عايشناها منذ الموجة الأولى للثورة في 25 يناير حتى أخر موجاتها في 30 يونيو، اعتمدت الدولة فيها على إسقاط العدالة وتضليل الباحثين عن الحقيقة وإسكات صوت الحق.


قد تكون فكرة "العدالة الإنتقالية" هي مثار سخرية كما هي فكرة حقوق الإنسان الآن، لأن فكرة جاءت بدعم "الممولين" وابتدعها "الحكوكيين" و "النشتاء" كما يردد أدعياء الثقافة وأرباب شبكات التواصل الإجتماعي الذي يخشى من الإرهاب والإرهابيين، وقد تكون فكرة تهدد الخيال الأمني وتزعج استقراره، وتمحو الهالة الخزعبلية عن دولة المخابرات وأمن الدولة، لأنه إذا عرف القاتل واقتص منه، استراح المقتول واطمئن الشعب ورضي بالقضاء قبل إيمانه بالقدر.

وكمثال .. فالقضاء على الإرهاب لا يكون بنشر الدبابات والكمائن الشرطية -التي تعشق الدماء وتعيش على إراقتها - في ربوع البلاد، ولكن بنشر وتحقيق العدالة الإنتقالية التي تضمن بإجراءاتها كشف الحقيقة ومحاسبة المجرمين وهيكلة أجهزة الدولة وجبر الضرر للضحايا وتعويضهم.

إن إراقة دماء من نشك في دعمه للإرهاب أو خروجه عن القانون ليس حلا، وإيداع المقبوض عليهم عشوائيا في الميادين ومحاكمتهم عسكريا ليس حلا، ومحاكمة نظام مبارك والإخوان وكل القتلة بقوانين نظام مبارك لهو عين الفساد وعين الباطل.

أما العدالة الإنتقالية فإنها تضمن كشف حقيقة الأحداث بخلق لجان تتقصى وتتحرى صدق الروايات والشهادت.

العدالة الإنتقالية تضمن محاسبة المجرمين الحقيقيين بلا إجراءات استثنائية وبمحاكمات تعتمد على الحقيقة وليست على تحريات أمنية أساسها الكذب والتدليس والإفتراءات.

العدالة الإنتقالية تضمن إعادة هيكلة أجهزة العدالة من "شرطة ونيابة وقضاء" كي لا يستمر التواطؤ والتباطؤ منهجا في المحاكمات.

العدالة الإنتقالية تضمن جبر الضرر للضحايا وتحقيق القصاص وتعويض المضرورين، ليطمئن كل ذي حق أن العدل في الأرض ما زال موجودا، وليستمر الأمل لنا في الحياة على هذه الأرض التي ارتوت من الدماء في السنين الأخيرة كما ارتوت من نهر النيل.



الأربعاء، 5 يونيو 2013

كنت مركب

الصورة من تصويري


كنت مركب جوه بحر يشيل ويخبط
تنكسر فيه الضلوع
بس ليه صاري عالي لسه طايله
قمته شط السحاب
كنت بلعب بالسعادة وبالفرح
كنت أشاور على اللي صابه الهم بدري وانجرح
يضحك القلب العمار
بصدر شارح منشرح
كنت اشوفها تستخبى مني دايما
جوه حلم ميتحكيش
كنت أحلم بيها دايما
واحكي شوقي ميتنسيش
كنت أخاف كانت تطبطب
كنت أشقشق ويا فجر صباح سعيد
وابدأ الرحلة بدعاها ليا أنجح
كنت في عيونها بعيش

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

السعادة أن تفقد الرغبة

" كل الألوان اللي عندي للأسف باظت .. بقالي كتير مرسمتش ، طيب أعمل ايه دلوقتي أجيب ألوان منين ؟ الساعة 3 بالليل!!" 

تتقلب في سريرها من أرق عاصف خلع عنها سترة النوم ، وبدد ليلها وأحاله إلى نهار كاشف ، لكن لا أحد غيرها في هذا البيت قد حصل على هذه الجرعة المفروضة من أرق الليلة الطويلة . قد تعودت أن تشغل نفسها بالرسم إن وضعتها الظروف في مثل ما هي فيه الأن ، لكنها من زمن لم تشهد سخونة فراش مقلقة كما عاشتها الليلة . ألوانها الزيتية قد فسد معظمها بسبب الإهمال ، وأصابها الهواء فغير حالتها السائلة .

"كل كلامي معاه كان في الهوا الطاير .. لا بيحس ولا بيرحم"

نسيت أنها تلبس قميص نومها الأبيض وقامت من فراشها متململة لتفتح نافذة حجرتها المطلة على شارع ضيق كئيب لا يتجاوز عرضه 6 أمتار علها تلتمس بعض هواء الليل لكن ما لبثت أن وجدت من يتلصص على جسمها من بلكونة الشقة المقابلة بعدما ألقى عبارات تحرشه على أنثى كانت تعبر الشارع، فأحست كأن الدنيا تحاصرها لتحبسها داخل جدران حجرتها، أغلقت دفتي النافذة واستكانت مرة أخرى في موضع نومها.

الصورة مقتبسة من هذا الرابط

"أنا هلاقيها منين ولا منين .. من أهلي اللي مش سألين فيا، ولا من حبيبي اللي مش بيحبني ، ولا من ولاد الكلب اللي مبيرحموش أي حتة لحمة ماشية في الشارع"

أحست في أنها تحتاج للبكاء لكن قلبها لم يشجعها على ارتكاب هذا الخطأ، ولم تدري لما اعتبرته خطأ.. أهو لأنه إحساس بالضعف أم لأنه إحساس بالوحدة لا يجوز في زمن لا يساند إلا من بيده الوجع والقوة والألم.
كل يوم كانت تخلع عواطف جديدة وتطبقها فوق بعضعها لتضعها في رف الدولاب المفتوح دائما لكل الزائرين، هذا هو فستان يوم الخطوبة التي لم تتم، اشترته وأضافت عليه زينته بيديها، قطعت عشر ليال كاملة كي ترصعه بالخرز الملون. لكن فارس بني خيبان لم يأت ساعتها، كل الأعذار التي أبداها لم تكن كافية لتسامحه، حتى وإن أبدى لها موته كعذر إضافي.

"وانت تموت ليه دلوقتي .. طيب أخطبني وبعدها موت في أي يوم تاني .. يعني ايه العربية اللي كنت جاي بيها تتقلب على الدائري .. هو ده كلام منطقي ؟"

هكذا حدثت بغضب صورته التي لديها في صندوق ذكرياتها الذي يقبع في ركن من أركان حجرتها الضيقة، كانت تتصور أن وجهه الذي بالصورة سيحترق خجلا منها، لكن دون جدوى .. هو كما هو "لا بيحس ولا بيرحم".

الثلاثاء، 7 مايو 2013

مشاهد خارج النص


الصورة مقتبسة من هذا الرابط 
مشهد نهاري خارجي:
الظل الذي يملأ عيني بنور عيني، والظل نور يقر عيني، والدواء المسترجى منه يبقى بعيني.
فأنا والظل واحد .. لا أحد يشاركنا أو يقاطع علينا إندماجنا، أخباره أخباري، وحكاياته مني وإليّ.
***
حوار اعتراضي:
هي : حساباتنا مختلفة؟
أنا : يمكن.
***
مشهد ليلي داخلي:
تستدعيني أن أجلس بجانبها، وأتودد أكثر .. تدعيني أن أقترب أكثر .. لكنها لم تصبح ظلي ولا أنا أظلها.
تلمح لذكرياتنا .. فأشرح تفصيلاتنا .. ونستنكر بعدنا فنبعد عن بعضنا أكثر.
لا تراني حيث أرها .. ولا أراني حيث تجدني.
***
حوار مستقطع:
هي : إنت فين؟
أنا: مش هنا.
***
مشهد خيالي:
كل الايام انقضت ولم نصل إلى نهاية. كل الساعات تبعثرت لحظة دوران عقاربها. ما زلنا نعتصم بأخر لوح من سفينة صداقتنا. ما حولنا ليس بحرا إنما سماء محملة بالغيوم والرعد.
***
حوار أخير:
هي: إنت مين؟
أنا : مجرد ذكريات.


السبت، 27 أبريل 2013

عن استعداء واستدعاء العنف

الصورة منقولة 



لو خيرتني أنا أعيش مسالما أو أن أعيش عنيفا لاخترت الأولى وتركت الثانية. فلا أحد مهما كان سيطرته وقوته يضمن أنه سيظل دائما الأقوى والأعنف. ولا أحد يستطيع أن يعيش في مجتمع يقدس العنف ولا يحترم الأخلاق والمبادئ مهما بلغ عنفوان جماعته وتنظيمه.
يأتي هذا الأمر في ظل ظهور تنظيمات أو إعادة إنتاجها لاستخدامها في محاولة تشكيل موجات عنف تحمل شعارات ثورية وأحلاما معنوية بالقصاص للشهداء واسترداد الدماء ويزيد ذلك تغليف المناصرين والمؤيدين لفكرة أننا لن نحيي ثورتنا ونزيد اشتعالها إلا إذا حملنا أرواحنا على أكتافنا ورمينا أنفسنا في ميدان العنف ليصبح الأمر مختصرا في أن الثورة هي العنف واستعمال العنف من أجل الثورة.
لا أرى هنا موقفا معيبا في من اتخذ صف هذه الفكرة وحرض عليها فالحقيقة أننا لم نصل لحكم الثورة حتى تاريخ اللحظة، ولم تدخل الثورة في شرايين المؤسسات أو في كيانات الدولة على الرغم من وجود أفراد ينتمون لها بداخلها لكنهم لم يعرفوا بعضهم كجماعة واحدة ولم يستخدموا انفسهم داخل تنظيم متحد المنهج والأفكار والطريقة، وعلى نفس المستوى من وجود "الإخوان المسلمين" على رأس السلطة التنفيذية والتشريعية إلا أنه يجد صعوبة بالغة في اختراق معظم الكيانات الدولة ومؤسساتها، ولا يجد فرصة للتمكن فيها وإخضاعها لمنظومته ورؤيته وخطط أعماله إن كانت له خطط غير الأخونة طبعا.
بصفتي أمارس المحاماة من زمن تخطى 10 سنين وعرجت في عملي على قضايا العنف سواء كنت مدافعا عن المتهم أو عن المجني عليه فما وصلت في أي قضية وكلت فيها إلى الحصول على نتيجة مرضية محققة لأي من الطرفين بسبب استخدام العنف وكانت الأطراف في لحظة ما أكثر تقبلا للسلام والحل السلمي.
لكن في الثورة وقضاياها أنت معرض لأن يلصق بجوار اسمك لقب "خائن" و "عميل"، لأنك نكصت عن تأييد فكرة العنف، وليس لك أي وجهة نظر تحترم حينما تقرر أن الدماء التي سالت تكفي لأن تكره حياتك ومستقبلك.
ولو وقفت في إحدى وقفات الثورة أو مظاهراتها وجعلت نفسك مراقبا لسلوكيات بعض المتظاهرين واتخذت على عاتقك أن تنبه بعضهم إلى أن يكون مسئولا عن تصرفاته التي قد تستعدي "كلاب الداخلية" وقد تستدعي في عقولهم رضاءا وارتياحا ومشروعية في الهجوم وممارسة العنف ضد المتظاهرين، ستكون معرضا للمزايدة التي إن كانت ظاهرها الحقيقة فباطنها النفاق.
ولا يخفى عليكم أن الثورة مثلما تمتلى بالمناضلين والأبطال والأحرار كذلك تعج بالمنافقين والكلامنجية والزياطين، ومن يركبون الموجة ركوب الشياطين.
لا أعرف دينا أو عقيدة أو فكرة تدعو إلى العنف إلا واعترضت الإنسانية عليها واختلفت على فكرتها، ولم أعرف تاريخا أثنى على جبار أو متكبر أو سفاح مهما بلغت إنجازاته وقلاعه وحصونه، وكل مشاهد التاريخ تذكرنا بأن لكل جبار نهاية مؤلمة.
تسألونني هنا ألسنا فريسة بسلامنا ؟! واستسلامنا؟! 
أقول لكم ليس السلام معناه الاستسلام .. وليس العنف جهادا ولا ثبوتا على الحق ولا استشهادا.
تسألونني عن التار الذي بيننا وبين العسكر، ومشاهد القتل والتعذيب والسحل والإرهاب الممنهج للداخلية والنظام؟!
أقول لكم ليس التار مهنة ولا حرفة ولا عمل يومي، وهو بذلك فعل جاهلية تخلصت منها الأمم وليس هناك معنى بأن نرجع للوراء إلا لو اتفقنا على الرجوع للعيش في زمن الغابة.
تسألونني عن الحل ؟!
أقول لكم الحل يبدأ بمعرفة شخص القاتل تحديدا يقينا، ومحاسبته محاسبة منصفة عادلة تضمن حق الدفاع، والعنف الذي يشرع في هذه الحالة هي عنف الردع وليس عنف الاستعداء.
تسألوني وكيف نتفق على الحل ونحن عصبة تفرق شبابها بين القبائل؟
أقول لكم التنظيم هو الحل .. ومشاركة الرأي والاتفاق هو الحل .. أن تسير لوحدك ليس حلا .. وأن تخلق لك عصبة تساعدك على عنفك ليس حلا .. وأن تشجع على العنف ولا تستطيع السيطرة عليه ليس حلا .. بل فخا ستكون أول الهالكين فيه.
إن استدعيت العنف واحتضنته فلن تهنأ بحياتك وستظل طريدا ومطاردا من الطبيعة والكون والبشر .. وسيفشي سرك من طاوعوك ومن ناصروك حتى وإن ظننت أنكم على قلب رجل واحد.
إن ظننت نفسك أيقونة ورمزا بعنفك .. فأنت في كل الأحوال خاسر.
ولك في ميليشيات الإرهابيين عبرة .. سيرفضك مجتمعك وسيلفظك .. وسيقدمك قربانا للسلطة على طبق من تبن لنيرانها.






الاثنين، 1 أبريل 2013

ببساطة كده على مسرح تاون هاوس فاكتوري

الساعة السابعة مساءا .. يوم الجمعة 5 إبريل أنتم على موعد مع حكايات الثورة "ببساطة كده" لمجموعة " أنا الحكاية" .. في إنتظاركم :)






العرض من ضمن فعاليات مهرجان " حل بديل" للفنون المستقلة بالقاهرة، الجمعة ٥ ابريل في تاون هاوس فاكتوري بوسط البلد



"ببساطة كده" هو عرض حكايات إبداعية يحاول التقاط شذرات من الثورة التي لا نزال نعيش فصولها المتتالية. لكنه ليس تسجيل لشهادات، فالوقائعي يمتزج بالمتخيل، وكاميرات كاتبات وكتاب "أنا الحكاية" تلتقط الحدث من أكثر من زاوية. البطل هو كل واحد فينا.

هذا العرض هو نتاج ورش كتابة تمت في 2011 و2012و2013 لمجموعة "أنا الحكاية" عن الثورة.

عن "أنا الحكاية":

بدأت المجموعة في 2009 مع أربع كاتبات وملحنة ومخرجة أسسن لمجموعة كتابة نسوية تضم إلى عضويتها الآن أربع وعشرين كاتبة وكاتب.

تسعى "أنا الحكاية"، من خلال الكتابة وعروض الحكي، إلى خلخلة المفاهيم الثقافية الرائجة عن الأنوثة والذكورة، وإلى إبراز صوت للمرأة يكشف عن عالمها الإنساني الحقيقي. 

يحتوي العرض على حكايات عن الثورة من مواقع مختلفة: فهناك بنت الشوارع وصاحب شهيد الألتراس وأم الشهيد، وهناك ومضات البطولة والدهشة ولحظات الألم والحلم والعناد والأمل .

تحيا ثورة مصر العظيمة والنصر للشعب.


الحكاءات والحكاءون:

أحمد حشمت
دعاء محمد حمزة
زينب مجدي
سحر الموجي
محمد رؤوف
هدى شاهين

إخراج: ريم حاتم

مخرج منفذ: زينب مجدي
مخرج مساعد: أمين السيوي 


مدير خشبة: ماريز قلادة و آمنة مجدي

غناء و عزف: ايمان صلاح الدين

إيقاع: أحمد توني

تصميم و تنفيذ إضاءة: صابر السيد



الاثنين، 25 مارس 2013

إخلع نعليك إنك في حضرة الشغف المقدس

الصورة مقتبسه من هذا الرابط
تغرق الوردة في الندى فيطيب عطرها ويفوح منها نسيم يغطي سطح هواء التربة الحاضنة. تبعث الجذور من الأعماق رسائلها المشفرة  لتصعد في الساق الرقيق فتختلط بعلامات محفورة داخل جداره وتطبع عليه لمساتها فتستثمر حزنها وجراحها لتطرح عطرها مبهجا للفراشات الحائمات حول أحلامهن.
البنت والولد اللذان يستمتعان بصحبتهما ويطيران مع الفراشات في دوائر الكون البراح، ويخطفان قبلاتهما كعصفورين وجدا عشهما الذي سيظلهما من خوف المستقبل، يسرق كلاهما هذه اللحظات علّ أن تشفي جروح وندوب حاضرهما الذي ليس له معنى.
البنت والولد لا يشعران بأحد غيرهما، ولا أحد يشعر بخلوتهما غير الوردة الفواحة والفراشات حولهما، لا يستقطب شغفهما أحاسيس تقطع عناقهما المستمر المتقطع، ولا يدور بخلدهما إلا بريق أعينهما المُسبّح بحمد الحب.
لحظة بلحظة تسكن حولهما أغنيات الطبيعة، وتنفض دنياهما إلا من خيالهما المختلق، لا ليل يعنيهما ولا صباح يدركهما، وتستمر تقلباتهما ودحرجتهما شيئا فشيئا حتى يلتصقا فيشبها في إلتصاقهما كسندوتش "عسل بالقشدة". كلما تضغط بأصابع يدك على أحد جوانب السندوتش تفاجأ بسيلان ما بداخله على جوانبه الأخرى.
لم يبذلا جهدا في محاولة أن يلملما عسلهما أو أن يحتفظا بقشدتهما، ولم يلحظا من الأصل سيلانهما خارج الساندوتش.


الولد يحاول أن يستجمع خيالاته ليبدع أكثر، وليستحضر ثورة روحه الخامدة، والبنت تفرك معينها لتمزج بهارات جسدها لتصبح أكثر وجودا وحضورا واستئثارا بالطقس الملهم.
تذكر البنت نفسها بأول مرة دخلت كهف روحها واستكشفته، تحكي داخلها أنها كانت تبالغ في استنطاق ألامها، وأن الوجع مادة خصبة لنسج خيوط البهجة ولم يكن ينقصها غير التأقلم.
أما الولد فلم يعد حاضرا في خياله إلا ملمس نعومة أظافرها، وثبات نظرتها، واختلال ذبذبات أنفاسها المتدرجة ما بين الصعود والهبوط، هي التي تقود الأن وهو الذي يتبع الإشارات.
الوردة تخلص للندى فتبيح له بسر حضرته وبهائه عليها، وتستشهد بالفراشات اللائي توسطن قلبها لينهلن من رحيقها المعتق بالخلود. والخلود يغلق بوابته لتتم مقاديره ومشيئته، فلا فكاك منه ولا مفر. ولا حرية إلا داخل صندوقه.


الأربعاء، 20 مارس 2013

قلوب ودباديب

أول حاجه قبل ما تقرأ إنك تشغل الأغنية دي:

 

أول مفهومنا عن الحب أنه غرفة تمتد مساحتها من شرق الأرض إلى غربها، مليئة بقلوب حمراء ودباديب، لا نسمح لأفكارنا العاطفية أن تختلط باستنتاجات العقل الكئيبة والواقعية.

الحب لا يخضع للمنطق في نظرنا، والمنطق مبدأ العقل ومنشأه، والقلب يمل من الفروض والنظريات ويسبح في بحر من خيال وأمال لا تخضع للمستحيل أو الممكن.

أدرك أن الحب سحاب في السماء يعصر نفسه حين يمتلئ بالمطر فيبللنا بالأشواق واللهفة والنشوة، ويكون أكثر عطاء في الوقت الذي تتكدر فيه العلاقات حيث تمتلئ مساحات الحبيبين بالعواصف والنكد.

كما أؤمن أن القلوب أحجام متنوعة، "وعلى قدر حلمك تتسع الأرض" كما قال شاعرنا محمود درويش، "وعلى قدر حبك يتسع فؤادك" وهذه قولتي أنا.

لكن هل لابد أن يكون ارتباط القلوب متوازنا على قدر أحلامها واتساعها، أي أن القلب الصغير يناسبه مثيله في الحجم وليس مجديا أن يبحث عن قلب كبير يحتضنه ويلملم شتاته. 

أم أن عدم التناسب هذا يكون باعثا على الفرقة وممهدا لحدوثها وأحد مسبباتها.لا جدل أن الواقع الذي نعيشه يهدم كل خيال، لكننا نحن الذين نصنع واقعنا ونعيش متغيراته ونغير في حوادثه، ونتكيف إذا قررنا أن نفعل ذلك، لكن هل الحب يرضى ويذعن للتكيفات والتغيرات أم أن ما حوله هو الذي يجب أن يكون منجذبا له ومتعلقا بتفاصيله فيسكن حيث يسكن ويدور في مداراته؟
الصورة مقتبسه من هذا الرابط

أنا لا وقت عندي للمجادلات في الحب .. فللحب سيطرة وطغيان، والاستسلام هنا ليس عجزا ولا قهرا، لكنه طفو على سطح المعرفة بأن تترك نفسك لتيار الهوى فتهوى ولا تتهاوى، أن تصعد للقمة فلا شيء يعلوك ولا شيء يستقطبك ولا شيء يصل إليك.والحب وإن كان خيالا خالصا، وحوله علامات استفهام كبيرة تملأ الأعين والأنفس، إلا أنه نظرية معقدة يصعب على من يحاولون منطقته استنطاقها أو التفكير خارج صندوقه الساحر.

نظرة واحدة منك في صندوق الحب كافية بأن تبعث فيك نفسا جديدا وروحا وثابة، تجربة واحدة لإحدى ألعابه كفيلة بأن تخرج منها فيلسوفا وخبيرا بروحك.

أحبوا ولا تنتظروا تفسيرا ممن تحبونه ولا إجابات من أنفسكم حول: لماذا أحببتم أو كيف تحبون!!

الأربعاء، 23 يناير 2013

ماذا تبقى من الثورة؟!


الضحية في كل الأحوال والظروف إنسان فقير ليس له حول ولا قوة، والمستفيد هو الذئب المفترس ذو الرتبة والجاه والسلطان.
المؤلم في المشاهد المتكررة أنها كانت عبثية فلا الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم وعيونهم أصابوا من الدنيا حقا أو مطلبا ولا من السلطة شرفا أو تكريما ولا اقتصوا من المجرمين والسافحين الذين أهدروا دمهم واستباحوا كرامتهم وسلامة أجسادهم.
كان من حظهم المقدر والمكتوب أن تقف جماعة المتأسلمين في ضهرهم لتخون أعراضهم وتتحالف مع شيطان السلطة لتلحق بركب موكبه وتلتصق بكراسيه وتملأ الفضاء جعجعة ونباحا أن العرس الإنتخابي أو الدستوري صاحب النزاهة والشفافية سيفسده المخربون من المصابين والجرحى والثكالى والشهداء.
أحاط بالفقراء في كل ساعة مضت أو أتت قبلها صمت المتخاذلين وانتفع بنضالهم جمع المنافقين واقتنص فرصهم زمرة السافلين الخائنين، ولم يحمهم من القنص والاستهداف المسلح لبلطجة النظام واقٍ أو درع أو حامي حمى.
حينما تجد نفسك داخل عنابر المستشفيات التي عجت بمصابي العيون وتدرك أن الحالة التي أنت فيها هي نتاج طبيعي لسلطة دائما كانت تدوس ببياداتها على إرادة شعبها ولم يكن الأمر إلا مرحلة دفاع السلطة عن جبروتها بفقأ عيون أهل الحق المتظاهرين والمعتصمين لأن أهالي مصابيهم وشهدائهم لم ينالوا حقوقهم ولم يرع راكبو السلطة الذين كلفوا من قبل المخلوع  لهم شأنا بل أذوهم واذلوهم ضمن خطة المجلس القومي لرعاية المصابين والشهداء ومن قبله الصندوق الذي أنشئ لأجل نفس الغرض الوهمي وسرقوا أموالهم وأموال أخوانهم من الشعب المصري ليكملوا دورة رؤوس أموالهم من فتات قوت الثكلى والأرامل والعاجزين.
حينما تدخل النيابات وتقضي ليلك ونهارك داخل أروقتها وغرف أعضائها باحثا عن دفوع ودفاع يعين الثائرين المعتقلين ويضمد جراح نفوسهم بمرافعات ترفع من رؤسهم وهتافاتهم ضد منتهكي أعراضهم وأمنهم وكرامتهم.
حينما تذهب لتدنس إصبعك بحبر فسفوري يظل عالقا فيها أثره لأسابيع لا يزول ليذكرك بالدم الذي تخليت عنه والأرواح التي لم يجد أهلوها أجسادها ولم يعرفوا لها مدفنا ولا قبرا يترحموا عليه.
كلما رأيت أشباه البقر يخرجون عليك من شاشات التليفزيون في كل المناسبات ليبرروا الاعيب السلطة ويؤيدوا استغلالها مهما كان اسمها وانتمائها عسكرية كانت أم دينية وينزلوا في ميادين اتسخت أراضيها بوسخات ضمائرهم وأعمالهم.
عندما يتولى الحكم رجل جاء من دكة الإحتياطي ليلعب الدور الإحتياطي فلا يصدر منه إلا خطابات وقرارات إحتياطية ولا نجد حسنة نمدحه عليها غير أنه ذو لحية يصلي.
ما الذي تبقى من ثورة الضعفاء بعد عامين ؟! .. لا أجد غير لحية قذرة ودماء طاهرة ومحاكمات عسكرية.

السبت، 3 نوفمبر 2012

يوميات محامي في القضاء العسكري 3

الازدواجية واختلاف المعايير والطبقية تجدها داخل القضاء العسكري كما تجدها في مجتمعنا خارجه، ففي كل الأحوال لا ترجع الأمور أو القرارات الصادرة من أعضاء ومسئولي القضاء العسكري إلى معايير ومبادئ واضحة تهتم بالمساواة والتجرد والحيادية والموضوعية.

وكلما زاد ترددك على هيئة القضاء العسكري في قضايا مختلفة متنوعة، زاد معدل تعرضك وملاقاتك لأمثلة وحالات عديدة تتجلى فيها هذه الازدواجية.

ففي أثناء نظر تحقيقات أحداث فض اعتصام العباسية ـ مايو 2012 ـ فوجئنا جميعا بصدور قرار من النيابة العسكرية بحبس 12 فتاة مصرية 15 يوما حبسا احتياطيا على ذمة التحقيق، كان قد تم القبض عليهن بتهمة التجمهر  المخالف للقانون والاعتداء على القوات المسلحة، وبعد صدور القرار الظالم بليل فوجئنا برجوع النيابة العسكرية عن قرارها وتعديله بإخلاء سبيلهن بدون أي ضمان مالي.

لم يكن هذا الموقف غريبا بالنسبة لي فقد توقعت صدوره حينها لأني كنت على مقربة من الحدث بالصدفة، أثناء نظر التحقيقات مع باقي المتهمين والتي امتدت على مدار يومين متتاليين لم ننم فيها ولم نبرح مقر النيابة العسكرية وقضينا ليلتها داخلها وفي صباح اليوم التالي ـ السبت 5 مايو 2012 ـ أثناء حضوري مع أحد المتهمين دخل علينا المحامي/ ممدوح إسماعيل، وكان ساعتها نائبا في مجلس الشعب الذي تم حله بحكم المحكمة الدستورية في 15 يونيو 2012، وقام بمصافحة عضو النيابة الذي كان يجري التحقيق وسأله عن قرارات النيابة التي ستصدر بخصوص الأحداث والمتهمين، فأبلغه عضو النيابة أنه لا يعلم شيئا وأن الأمر كله بيد السلطات العليا مشيرا إلى رئيس هيئة القضاء العسكري والمجلس العسكري.

عندها استوقفه المحامي/ ممدوح إسماعيل، ولفت نظره إلى خطورة قرار النيابة العسكرية الذي صدر بحبس 12 فتاة، وأن هذا القرار سيكون فضيحة للقضاء العسكري وسيكون مثار اعتراض إعلامي وشعبي كبيرين.

فرد عليه عضو النيابة بقلق ناصحا له أن يصعد إلى أعلى حيث مقر رئيس هيئة القضاء العسكري ليرجع عن هذا القرار واستدرك في نصحه له بأن يطرح عليه فكرة إحالة التحقيقات برمتها إلى القضاء المدني.

وانتهى الأمر بخروج ممدوح إسماعيل المحامي من غرفة عضو النيابة متجها إلى أعلى حيث رئيس الهيئة عبر المصعد، وبعد سويعات قليلة تم إخلاء سبيل الفتيات من سجن القناطر.

وظل الأمر على هذا المنوال حيث كان يتم إخلاء سبيل من يتم الضغط الشعبي أو الإعلامي عليه بصرف النظر عن بحث موقفه القانوني في أوراق التحقيقات، وعانينا أشد المعاناة نحن محامو جبهة الدفاع عن متظاهري مصر أمام أعضاء النيابات والمحاكم العسكرية في توضيح وجهة نظرنا أن الفقراء هم الذين يطالهم القانون وأن المحبوسين هم فقط المنسيين والغير مشهورين، وأن العدالة تتحقق بالمساواة والتجرد وليست العدالة أن تفرج عمن طالب الإعلام أو الأحزاب أو الجماعات بالإفراج عنه.

وأنه لا عدالة في ظل وجود تدخل من الواسطة والمحسوبية، وأن العدالة عمياء لا تنظر أو تصنف المتهمين بطبقية حسب ملبسهم وشكلهم ومظهرهم الخارجي.

لهذه الأسباب ولأسباب أخرى سيظل حكم القضاء العسكري قضاء وقدرا، وليس حكما يبنى على الأسباب المنطقية والأدلة القانونية العقلية، وستظل إجراءاته مثار شك بعيدة عن الشفافية والنزاهة والاستقلال.

وللحديث بقية..

-----------------

لقراءة المقال على موقع بيت الحوار اضغط هنا

لقراءة الحلقة الثانية إضغط هنا

لقراءة الحلقة الأولى إضغط هنا

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

شوكلاته twix

أعشق تلك الحياة التي تختلق لنا مواجعا لنظل في محراب ذكراها متعبدين، التجول بين مفردات الذكريات والخشوع في صلاتها مرتقى روح تصعد بهدوء ناحية الأعالي، اسمع ما ياتي خلفك من أصوات السكون الذي تغرق قلبك فيه وأجب هذا النداء الخريفي البارد، تمتم بتعاويذ امراءة هندية عجوز تركت زوجها منذ ساعة لتحترق جثته بعد وفاته، راجع تفاصيل ذاكرتك بدقة ساعتي يحاول أن يصلح عقارب الزمن برجوعها للوراء، أنت الأن في حضرة الماضي البعيد داخل قلبك القريب.

ابعث إليها برسالة استعطاف، قل فيها كلاما منثورا كما النجوم في السماء، قل فيها:

"الأمل الذي أفتقده اليوم لأنني لم ألتقيك.. لم أجدك، يجعلني كالكرة التي نفخت هواءها خارجها، أتذكر عندما كنا نختلس القبلات في شوارع القاهرة، تحت السلم، بجوار نهر النيل، كانت القبلات ساعتها بطعم شكولاته التوكس twix .

 

أعطيك قطعة فتعطيني قطعتين .. قبلتين  وضمة صدر.

رحلتنا التي ابتدأت لا تنتهي .. نفترق ونبعد ثم ضمة صدر.

نفترق ونبعد ثم تجمعنا القبلات.

قليلات هن القبلات التي اختلسناها. لكنهن رحلة طويلة لم تحد بزمن وليس لهن عمر.. أنهن الخلود.

دمعتك التي جفت على خدي ساعتها، لم تكن بريئة، كانت تختزن داخلها كل الذي تعانيه، همك وهمي، وهموم العالمين.

رسائلي التي على الإيميل، الواتس اب، الشات، التليفون كلها تمتلئ باسمك وصورك.

أنا وأنت .. عالم أخر بين عالمين، عالم يملؤه الاشتياق أكثر ما يملؤه القرب، فبعدك ليس له ثوابت، وكلما طال البعد كلما زاد وجد الأحبة.

وأنا يرهقني القرب القارب والبعد الباعد والسكون. السكون الذي اختزنه في داخلي هو نفسه بركان الثورة في داخلك.. وجهان لعملة واحدة: العشق، ما زلت ابحث في وطن خالي الوفاض من بشر بقلوب الملائكة.. أما أنت فقلب الملائكة.

كل الذي أتذكره الأن رحلتي التي أراها تمر عبر شريط الذاكرة .. مواقف تسكنني، مفتاح الذكريات هو صوتك ونظرة عينيك، وأنا الحارس على البوابة التي تمتلئ بخزائن بيت المال، الخزائن هي أيام قضيناها معا، مليئة بالحس والعاطفة وقليلة من القبلات.

لا يتسع صدري لحالة العشق فأرش الباقي حولي فتخضر الأرض ويومض قوس قزح.

الناس حولي يستغربون ويسألونني.. هم لا يعلمون وأنا لا أشتهي الإجابات وأكره الأسئلة".

القمر المتدلي في سماء الدنيا، يقول ما يشاء وأنا المستمع الوحيد في هذه الليلة.

يقول القمر: كل المستقبل لك .. تنتظرك الخطوات لتخطوها وتنتظرك الثمرات لتقطفها.. لكن لا تكن عجولا فالعجلة تودي بك.

الأحلام التي تدور مدار الأفلاك سهلة المنال لقلبك، لكن تحتاج لروح أخرى تدفعك.

في مجال البحث عن الروح أدخل أزقة النفس وأسأل نفسي: إلى متى ستظلين عالقة بروح بعيدة؟

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

يوميات محامي في القضاء العسكري 2

لن يمنعك ترددك الدائم على مقرات القضاء العسكري أو حضورك المستمر أمام النيابات أو المحاكم العسكرية من وقوعك فريسة للعقيدة العسكرية التي تبنى على السمع والطاعة للأوامر العسكرية بغير نقاش أو جدال.


فقد تحدث بداية المشاكل مع المجندين أفراد أمن الوحدة العسكرية ويمنع دخولك من البوابة الرئيسية في ( س 28 ) بسبب وضع شعارات واستيكرات "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" على ملابسنا وحقائبنا بدعوى أن هذه الشعارات معارضة وقد تؤثر على عقيدة المجندين وإيمانهم بالقضاء العسكري، على الرغم من انتشار هذا الشعار وهذه الفكرة وتخطيها حواجز المنع والرقابة بعد ثورة 25 يناير بصورة يصعب تصور منعها ومصادرتها.

لفت نظري عدة مرات كيف كان تصارع القوى واضحا بين الشرطة والجيش وكيف بدا ذلك واضحا حين رفض الضابط الذي كان يؤمن عربية الترحيلات أن يسلم سلاحه لأمن الوحدة العسكرية لأنه لا يثق في أن يرجع إليه سلاحه بحالته مرة أخرى كما هو.

ووصل الأمر إلى وقوفنا بالساعات خارج مقر النيابة العسكرية وبجوارنا سيارة الترحيلات التي منعت من الدخول وبداخلها عشرات المتهمين تحت قيظ الشمس في شهر يونيو الماضي، حتى قدمت طلبا لرئيس هيئة القضاء العسكري أطلب فيه أن يرحمنا من صراع القوى ومعارك السلطات ويرحموا المحابيس، فسمح بعدها لسيارة الترحيلات بالدخول لكني لم أعرف إن كان ذلك بسبب طلبي أم لعلة أخرى.

لاحظت هذا التصارع أيضا في أحد الأيام عندما تقدم أحد القضاة العسكريين باتجاه رجل مدني كان يجلس في بهو المحكمة العسكرية لينهره ويمارس عليه تسلطه ففوجئ القاضي العسكري أن هذا الرجل هو ضابط شرطة يسب له الدين، ولم أعرف على أي الأحوال انتهى الأمر في الغرفة المغلقة لرئيس فرع المحاكم العسكرية لكن كان من الواضح أن تصارع القوى لا يتأثر أو ينكوي به إلا الضعفاء والمحبوسين.

السمع والطاعة للأوامر العسكرية هي التي كانت تمنعنا من توصيل الإعاشة للمتهمين، وهي التي كانت تمنعنا من الدخول على رئيس النيابة العسكرية أو أي مسئول أعلى لأن الطلب الذي قدمناه من نصف ساعة لم يرد عليه ولم يسمح لنا بما فيه.

السمع والطاعة في الإنقضاض على المتهمين والإحاطه بهم من المجندين المسلحين لإحباط ثورتهم داخل المحكمة العسكرية واعتراضهم على قرارات الحبس الإحتياطي الصادرة ضدهم لمدة تزيد عن الشهر.

السمع والطاعة للضابط الأعلى هي الأولى بالاعتبار والأجدر عند اتخاذ القرار.

وللحديث بقية ...

-----------------

لقراءة المقال على موقع بيت الحوار اضغط هنا

لقراءة الحلقة الأولى إضغط هنا

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

تويت ندوة.. نقاش حول المسوّدة الأولى للدّستور

دعيت أنا وبعض النشطاء الشباب لمناقشة المسودة الأولى للدستور الصادرة من الجمعية التأسيسية والتعليق عليها وذلك من خلال حلقة تويت ندوة التي نظمتها قناة الجزيرة مباشر مصر يوم الأربعاء 17 أكتوبر الماضي. وكان حاضرا كل من الدكتور وحيد عبد المجيد والدكتور أحمد دياب والدكتور ماجد شبيطة والدكتور عمرو عبد الهادي كممثلين عن الجمعية التأسيسية.

وكان واضحا أثناء الحوار الذي جرى بيننا كنشطاء وبين أعضاء الجمعية التأسيسية على الهواء مباشرة مدى إنفصال وبعد الرؤى والمفاهيم وطريقة التناول لمواد الدستور وإختلاف أفكارنا كنشطاء عن تفكير أعضاء التأسيسية.

كما اتضح أن التفاخر الواضح لأعضاء التأسيسية بأنهم تلقوا ما يزيد عن 30000 مقترح والتقوا ما يجاوز 10000 مواطن هو أمر مبالغ فيه أولا من عدد الكم حيث أن هذا العدد من المواطنين والمقترحات التي تلقتها لجنة الحوار المجتمعي بالتأسيسية لا يعبر بأي حال عن عدد الشعب المصري الذي يجاوز 80 مليون مواطن بالإضافة إلى عدم معرفة قدرة اللجنة على ضمان التنوع البيئي والجغرافي والفئوي للمواطنين والفئات الذين تم لقائهم خاصة وأن الجمعية التأسيسية لم تهنأ بالعمل إلا من شهور قليلة ودائما كان الخلاف واضحا بين أعضائها ومنشورا في مختلف الصحف ومنقولا على الفضائيات.

بالإضافة إلى أن شهادة النشطاء الذين حضروا فرز هذه المقترحات وساعدوا لجنة الحوار المجتمعي على فرز المقترحات الواردة إليها والذين تواجدوا بالصدفة في اللقاء أكدوا أنه لم تتضمن مسودة الدستور الكثير من المواد المقترحة والتي شاركوا في تجميعها مع اللجنة وأن اللجنة تجاهلت أغلبيتها.

هذا بالإضافة إلى أنني علقت أثناء المناقشات على المادة الأولى من المسودة المطروحة من الدستور التي تنص على أنه: ((الشعب المصري جزء من الأمتين العربية والإسلامية ويعتز بانتماءه الأفريقي وحوض النيل وامتداده الأسيوي ويشارك بإيجابية في الحضارة الإنسانية)) .

فأشرت أن هذه المادة يجب أن تتحدث عن الشعب المصري ككل وتذكر أصوله وانتمائته وتنوعه لكن ما طرح علينا في المسودة بجانب أن صياغته كانت ركيكة كان قاصر ومهملا لهوية الشعب المصري الذي يحمل تاريخا فرعونيا قبطيا بجوار الثقافة العربية الإسلامية والإمتداد الأفريقي الأسيوي مما يجعله جزء أصيل من الحضارة الإنسانية وليس مشاركا فقط فيها.

وأثناء الفاصل تحدثت مع أعضاء التأسيسة المتواجدين وحدث نقاش ثنائي فيما بيني وبين الدكتور ماجد شبيطة الذي قرر لي أن تقارير الأمن العام والمخابرات كانت كلها تحذرهم من تناول وذكر أي تفاصيل في هذه المادة تعبر بأي حال من الأحوال عن الأقليات أو ذكر وجود طوائف أخرى مثل الأمازيغ والنوبيين أو المسيحيين لأنه قد تحدث كارثة بسبب ذلك وتطالب هذه الطوائف بالإنقسام.

وضحت له أن إهمال هذه الفئات والطوائف التي هي جزء من الشعب المصري ليس هو الحل ولكن الحل هو أن يكون لهم ذكر وخصوصية في الدستور لأن هذا هو الذي يجعلهم متأكدين على أن الدولة لن تتخلى عنهم وتعتبرهم جزء من الشعب المصري غير منفصل عنهم أما تجاهلهم سيؤدي إلى إحساسهم بالإهمال مما يدفعهم إلى عدم الإحساس بالإنتماء وطلب الإنفصال.

واستغربت منه كيف للتأسيسية أن تعتمد على تقارير أمنية طالما كانت عونا للنظام البائد وطالما ضللت الشعب وكرست جهودها لخدمة السلطة ولخدمة دول الخارج المهيمنة ثقافيا واقتصاديا علينا.

هذا بالإضافة إلى كافة الإنتقادات التي شارك بها زملائي في الحوار والنقاش الذي دار على مرأى ومسمع من المشاهدين الذين تابعوا الحلقة على الهواء.

يوميات محامي في القضاء العسكري

عندما تخطو بقدمك عتبة بوابة النيابة العسكرية بالحي العاشر بمدينة نصر وتدخل حيز الوجود العسكري الممتد حقيقة بعد الثورة من أقصى البلاد إلى أقصاها وتقترب أكثر وأكثر لتدخل الدائرة المركزية لوجود القضاء العسكري تدخل سريعا في نفسك بمجرد اقترابك كل الأحاسيس الطاردة والمضادة للحرية والحياة وتحس بأنك دخلت السجن بقدميك وبإرادتك.
على الرغم من أن دخولي للنيابة العسكرية كان لواجب الدفاع عن المحاكمين أمامها ضمن فريق محامي جبهة الدفاع متظاهري مصر إلا أن إجراءات التفتيش التي كانوا يمارسونها علينا والتحفز المبالغ فيه ضد كل من ينتمي إلى الثورة أو حقوق الإنسان يجعلك تتوقع وتتأكد من أنك دخلت مكانا ليس للحرية فيه مكان أو متنفس.
لا أتذكر عدد المرات الكثيرة التي تعرضنا فيها لمضايقات ومشاكسات من أعضاء النيابة العسكرية أو أعضاء المحكمة العسكرية أنفسهم أو من المحامين المنتدبين من قبلها الذين تعودوا على أن مهنة المحاماة "سبوبة" أو "مصلحة" وليست رسالة وقيمة.
مشهد المتهمين المصابين الذي تعرضوا لمختلف أنواع الإنتهاكات والتعذيب والتعدي من قبل القائمين بالقبض عليهم في الاشتباكات لا ينسى ولا يقبل رؤيته أي قلب به بعض الرقة.
أذكر عندما وقفت مدافعا عن "علي غنيم" أثناء التحقيق معه أمام النيابة العسكرية في أحداث تضامنه هو وزملائه مع المعتقلين في أحداث العباسية ـ بالتظاهر أمام مبنى النيابة العسكرية، كيف أعطى "علي غنيم" ساعتها درسا لعضو النيابة العسكرية في السياسة والثورة وكيف أذعن له عضو النيابة مستمعا ومنصتا كتلميذ يتلقى تعاليم استاذه، رغم ما كان يعانيه "علي غنيم" وقتها من أوجاع إصابته التي حدثت به من تعدي أفراد القوات المسلحة الغاشمين عليه هو وزملائه.
أتذكر أيضا أثناء نظر قضية باسم محسن في المحكمة العسكرية بالسويس التي كان لي الشرف بالدفاع عنه فيها وعندما وقف أحد شهود النفي ليدلي بأقواله أمام المحكمة وقال أن: "باسم قد قبض عليه أثناء وقوفه أمام النيابة العسكرية ضمن مجموعة كانت تطالب بالإفراج عن المعتقلين" واندهش القاضي العسكري حينها من لفظة "المعتقلين" وقرر أن يصحح للشاهد أن الذين يحاكمون أمام المحكمة العسكرية ليسوا معتقلين وأن هذه اللفظة خطأ .. كان في يقين وعقيدة القاضي العسكري حينها أنه يطبق القانون وأن المتهم الذي يحاكم امامه يحاكم طبقا للقانون لكنه لم يلفت نظره أنه أمام قضاء استثنائي ظالم ليس مستقلا ولا يحوز أي ضمانة من ضمانات العدالة .. لم يصل لوجدان هذا القاضي ـ هذا إن جاز تنصيبه منصب القضاء أصلا ـ أن الحقيقة في المحاكمات العسكرية غائبة وأن أدلة الإثبات معدومة ومع ذلك يحكم بحبس وسجن من لم يثبت عليه الدليل، وغاب عنه أن القرار يرجع لوزارة الدفاع وأن الحكم يراجع أمام ضابط أعلى يسمى بالضابط المصدق لا يشترط فيه أن يكون قاضيا، لذلك لم يدرك أن المتهم أمام القضاء العسكري معتقلا وليس متهما طبقا لقواعد العدالة والإنصاف.
أتذكر وأنا أضحك شعار القضاء العسكري المكتوب على جدار المبنى من الداخل "عدالة سريعة مؤكدة" لأنني لم أجد طوال رحلتي كمدافع أمامه أي عدالة ولا أي تأكيد لكنني كنت أحس دائما بالسرعة التي وصلت إلى محاكمة المتهمين من غير دفاع حقيقي وأن الجلسات كانت تأجيلاتها باليوم أو اليومين على الأكثر.
وللحديث بقية

------------

لقراءة المقال على موقع بيت الحوار اضغط هنا